آلاف الطلبة يبدؤون رحلة العد العكسي لحسم اختياراتهم الجامعية في ظل منظومة للتوجيه غير ناجعة تنطلق اليوم (الخميس)، بالمعرض الدولي للمعارض بالدار البيضاء، فعاليات الملتقى الدولي للطالب، وهو موعد سنوي يلتقي مع طموح الطلبة والتلاميذ المغاربة لتعزيز رصيدهم من المعلومات والبرامج التوجيهية العامة، التي تمكنهم من اختيار أفضل لمستقبلهم التعليمي والجامعي.ويشكل هذا المنتدى السنوي فرصة أمام آلاف التلاميذ المرشحين لاجتياز امتحانات الباكلوريا وآبائهم وأولياء أمورهم لتعزيز مداركهم في مجالات التوجيه المهني والجامعي، عبر لقاءات مباشرة مع أكثر من 700 عارض يمثلون جميع الهيآت والأطراف والمكونات الفاعلة في قطاع التعليم والتكوين والتشغيل، من وزارات، وجامعات وأكاديميات جهوية للتربية والتكوين، ومعاهد، ومكاتب تكوين، ومدارس عليا ومهنية، في القطاعين الخاص والعمومي، ومؤسسات جامعية وطنية، ودولية ومقاولات.في خضم هذا "السوق" التوجيهي، يعيد عدد من الأطر والنخب الجامعية وأستاذة جامعيون ومستثمرون في قطاع التعليم العالي، طرح الإشكالات والقضايا نفسها التي مازالت موضوع حوار وطني مفتوح حول غايات التعليم الجامعي ومستقبله ووظيفته ومشاريع إصلاحه التي انطلقت منذ أكثر من 20 سنة.ويخضع التعليم الجامعي، في شقه العمومي على الخصوص، إلى مسلسل من النقد، آخر حلقاته التقرير الصادم الصادر في دجنبر الأخير عن المجلس الأعلى للتعليم الذي قدم فيه أرقاما مخيفة عن أعداد الطلبة الذين "يطلع لهم الدم" من الجامعة، ويغادرونها إلى غير رجعة.وقال التقرير إن نسبة الانقطاع عن الدراسة تبلغ 64 في المائة في الجامعة المغربية. وتوجد أكبر نسبة للانقطاع عن الدراسة الجامعية في شعب ومسالك العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بـ68 في المائة، متبوعة بالعلوم بـ65 في المائة، فالآداب والعلوم الإنسانية ب56 في المائة. إن الحديث عن التعليم العالي وتكوين الأطر هو حديث عن المستقبل وبناء الدولة وحماية مكتسباتها، ما ينبغي أن ينتبه إليه الجميع، فلا يمكن بناء تحول ديمقراطي حقيقي، أو الرقي بالذوق العام، أو إشاعة ثقافة حقوق الإنسان، أو بناء نظام اقتصادي متمكن وقادر على المنافسة، أو خلق الثروة، أو ضمان إشعاع البلد في محيطه الإقليمي والدولي، دون التأكد من أن المواطن يتمتع بتعليم جيد، والدولة تهتم وتدعم هذا التعليم، انطلاقا من سياسة عمومية متوازنة وخلاقة وفق إستراتيجية مبدعة تمكن من تأهيل الموارد البشرية، التي يشكل التعليم والمعرفة والبحث العلمي أهم مداخلها.ي.س