الممثل قال إنه تعرض للاحتيال في العديد منها و"ترند العرندس" زعزع قواعد إثارة "البوز" يعترف الممثل ربيع القاطي، المتحدر من تازة، أنه "سي السيد" في اختياراته الفنية، إذ لا يترك مجالا لأي فرد من عائلته للتدخل في كل خطوة من شأنها أن ترسم معالم خريطته الفنية، لتأتي ملاحظاتهم بعد عرض أعماله. لكن يغيب "السي سيد" في تعامله مع محيطه فهو يولي الجانب الإنساني أهمية قصوى، ما ينعكس إيجابا على حياته المهنية والخاصة، التي اختار أن تكون في الظل، بعيدا عن أضواء الشهرة. إنجاز أمينة كندي/ تصوير (عبد اللطيف مفيق) استطاع القاطي بالموازاة مع نجاحه في حياته المهنية أن يحقق نجاحا أسريا رفقة زوجة لا علاقة لها بالمجال الفني، فهي ربة بيت تتولى رعاية ابنهما ذي العشر سنوات، خاصة أن الالتزامات الفنية تتطلب أحيانا استقراره لعدة أسابيع في دول أخرى. ومنذ ولوج القاطي المجال الفني كان أعداؤه أكثر من أصدقائه، إلا أن كثيرا منهم غيروا مواقفهم واختاروا صداقته. تحتل الرياضة مكانا مهما في حياة القاطي، فهو عاشق للرياضات الحرة، كما يخصص مكانا في منزله لممارستها. "مهما حققت لن أخون أمانتي الفنية وأتحدث عن الفيلات و"الفيرمات" وأنشر صورا للتباهي...أنا فنان، والفنان له وضعية خاصة، فحتى لو كان يقطن فوق السطح يعتبر نفسه يسكن قصرا" يقول القاطي، مضيفا أن هدفه فني محض وليس شراء فيلات وأراض، كما أن هاجسه يتجلى في الاشتغال على الذاكرة الجماعية والتوثيق لشخصيات تظل راسخة في أذهان الجمهور. يسعى القاطي أن يترك أثرا طيبا يخدم تاريخ المغرب ويساهم في تثقيف الجمهور والتأثير بشكل إيجابي وليس التفكير في مشاريع مطاعم أو محلات تجارية أو غيرها، كما يختار بعض الفنانين. عاش القاطي، ابن شهيد القوات المسلحة الملكية الذي مات دفاعا عن الصحراء المغربية مرحلة طفولته في تازة في فضاء فسيح وسط أراض شاسعة، ثم انتقل في مرحلة موالية إلى الرباط وبعدها البيضاء من أجل استكمال دراسته. يؤمن القاطي أن التاريخ يحتاج لتحريره من سجن الكتاب، من خلال الاشتغال على شخصيات تاريخية، مثل القاضي عياض وابن بطوطة، بدلا من أن يكون الاهتمام بها منصبا فقط على إطلاق أسمائها على شوارع أو جامعات. بصم القاطي حضورا قويا في الدراما العربية بتجسيد شخصيات عديدة، منها سليمان باشا الباروني، وهي أعمال يكون فيها أجره مضاعفا بست مرات مقارنة مع الأعمال المغربية، التي يعد أجره فيها معروفا مقابل تعبه وجده لعدة سنوات والذي يكون قابلا للتضحيات إن استحق الدور ذلك. زعزعت قواعد "البوز" ما سر استمرار ترند "العرندس" إلى غاية الآن؟ لدي موقف من تسمية بعض الأشخاص الذين يبحثون عن "البوز"، فهم ليسوا "مؤثرين" بل "منتشرين" في مواقع التواصل الاجتماعي بدون أهداف. وحين جاء "ترند العرندس" زعزع القواعد المعتمدة لإثارة "البوز"، من خلال ممثل مثقف سوي لا يلجأ إلى "الكلاش" والسب والقذف وإثارة النعرات وخدش الحياء وله أسلوب راق، ويستعمل لغة عربية سليمة فخلق ضجة ونجح أن يكون أطول "ترند" انتفع به ملايين الأشخاص الذين باتوا يرددون العبارة، بل أكثر من ذلك التقيت أشخاصا قالوا إنهم بحثوا في المعجم عن أصل اسم "العرندس" ليجدوا أنها من أسماء الأسد ومنها الدرغام والليث والغدنفر. واستعملت "العرندس" بشكل تلقائي، ولم أقصد إثارة الجدل لأنها مفردات عربية تنتمي إلي وأنتمي إليها بحكم أنني ممثل مغربي إفريقي لدي انتماء عربي ومولع بالثقافة العربية واخترتها منذ البدايات لغة تعبير فنية وإنسانية. هل تعتبر نفسك عرندس الدراما؟ "دبا بغيتو ولا كرهتو" أنا عرندس الدراما أو أسد الدراما، لأن كثيرين ما زالوا يتحدثون عن العرندس، وأيضا في بلاطوهات التصوير ينادونني بذلك ويشرفني أن يرتبط اسمي بالأسد في مخيلة الجمهور. من تعتبر من الممثلين منافسا لك؟ لدي أسلوبي الخاص فأنا لا أشبه الآخرين والآخرين لا يشبهونني. ولهذا يقولون إنني متميز ومختلف في طريقة الكلام واختيار أعمالي، وبالتالي خريطتي الفنية لها مسار خاص. إلى أي حد استفدت من أنك ممثل وسيم؟ إنها هبة ربانية أستثمرها في الجانب الإيجابي وليس السلبي، ارتباطا بما يقول البعض "هذا حاس براسو". ولم يغير في الزمن أو المجال الفني أو الشهرة شيئا. وهذه الخلقة الربانية أو كما يطلق علي الفنان الوسيم بحكم حضوري والمحيا الذي يستلطفه الجمهور أستثمره في مهنتي باعتباري ممثلا. كيف تنظر إلى ولوج المؤثرين عالم الدراما؟ إن المجال الفني المهني صعب، فهو مرتبط بأداء تشخيصي يتطلب من الممتهن بأن يكون لديه نفس طويل ودراية ومتمكنا من أدوات وميكانيزمات التشخيص، لأن خوض التجربة لا يمكن أن يتأتى بسهولة، ربما قد يصيب مرة، لكن الاستمرار لمرات عديدة هو الأصعب جدا. ولهذا فالعديد من "المنتشرين" في مواقع التواصل حين دخلوا عالم الفن لم يستمروا، إذ أن أغلبهم كانت أدوارهم بسيطة ومدة صلاحيتها مرتبطة بالزمان والمكان. ما رأيك في استعانة مخرجين بهم؟ هذا خطأ إستراتيجي فقد مصداقيته مع العرندس، إذ كان هؤلاء المخرجون يظنون أن التفاعل يكون في كثرة المتابعين، حين يتم التعامل مع "منتشر" له أزيد من 15 مليون متابع، بينما أنا لدي مليون متابع وتفاعلي أكثر من تفاعلهم لأنه حقيقي وليس مزيفا. هل سبق أن اعترضت على مشاركة "المنتشرين"؟ فرض علي مشاركة "المنتشرين" في "بلاطوهات" التصوير، لكن أظل ممثلا وأعرف حدود تصرفي المتمثل في علاقتي بدوري وشركة الإنتاج والسيناريست ولا يمكن أن أتدخل في اختياراتهم، فهم أحرار. إلا أن الجمهور يبقى له الحكم النهائي وأكيد سيتذمر بعد عرض العمل، ويتساءل هل يقارن فنان له تكوين مع "منتشر". وطبعا أخلاقيات المهنة لا تقبل أن تظل فئة مهمة من الفنانين تعاني التهميش، بينما "منتشرون" يقومون بفضائح وتسند إليهم الأدوار. وجه إليك عتاب بسبب مشاركتك في "ناس الملاح"، فما ردك؟ لست مسؤولا أو منتجا أو مخرجا حتى أتدخل في اختيار الممثلين، وكيف لي أن أعرف إن كانت الممثلة المشاركة لها موقف من القضية الفلسطينية. و"ناس الملاح" أنجز في 2022 وليس بعد طوفان الأقصى. والممثلة التقيت بها ثلاث مرات في البلاطو لا أتذكر إن كانت لي مشاهد معها. وعادة أجسد دوري وأختفي، لكن يظل موقفي من القضية الوطنية كما قال الراحل الحسن الثاني القضية رقم 2 بعد قضية الصحراء المغربية، يبقى ثابتا باعتبارها قضية الأمة العربية ومن واجبي أن أدافع عنها وأتبناها. وصف تكريمي بـ"الختان" قلة أدب قال القاطي إن الواقع الفني فيه نوع من الغرابة، نتيجة ما تعرض له من سب وقذف، بسبب تكريمه والاحتفاء به بالجديدة. لم يكن يتوقع حين تم الاتصال به لتكريمه بالجديدة على الطريقة الدكالية وظهوره بملابس "السربة" وركوبه على الفرس مرفوقا بأهازيج وفلكلور شعبي وسط أجواء من الفرح والتجول في الشارع العام في اتجاه فضاء الحفل، أن ردود أفعال بعض المنتمين إلى الساحة الفنية ستكون حبلى بما وصفه ب"قلة الأدب والحياء". "وصف تكريمي بالختان سبة في حق سكان منطقة دكالة، التي نعتز بها، فهم أهل الكرم والجود وحسن الاستقبال" يقول القاطي، الذي اعتبر ما حدث انتقاصا كذلك من قيمة الفلكلور المغربي. واعتبر القاطي أن ذلك حين يصدر من منتمين إلى المجال الفني فتلك طامة كبرى، فالمفروض أن يسود الاحترام ويقدم الفنانون صورة ترقى إلى مستوى تطلعات الجمهور. لجان تشاجرت بسببي "لا أؤمن بالمهرجانات الوطنية" يقول القاطي، فجميعها ترفع شعار "باك صاحبي"، باستثناء مهرجان مراكش الدولي للفيلم الذي يضم لجان تحكيم أعضاؤها أجانب، لهذا تكون أحكامها محايدة ومنصفة. وتعرضت للنصب والاحتيال في كثير من المهرجانات الوطنية، إذ دائما يكون نقاش حولي ويتشاجر أعضاء لجنة بسببي. وسبق أن اخترت لنيل جائزة وفي آخر لحظة تدخل مسؤول لتغيير مسارها. وتبقى جوائزي هي تفاعل الجمهور، لأن ما يهمني هو عملي والإنتاج الفكري والإبداعي، المرتبط بالأبعاد الجمالية والرسالة المؤثرة، وليس ربط صداقات مع "فلان أو فرتلان". أكرر نفسي في الدراما المغربية أكد القاطي أنه يعتز بتجربته في الدراما المغربية، لكن طموحه يبقى محدود جدا، موضحا "نحن ندور في فلك الدراما الاجتماعية، المرتبطة بالزواج والغيرة والشك والإرث والانتقام إلى غير ذلك". والدراما المغربية لا تنفتح على أجناس أخرى، يقول القاطي، مضيفا "صحيح اشتغلنا على عدة مسلسلات، لكن الأعمال التي تظل عالقة في ذهن المتلقي، هي التي تناقش مواضيع مهمة ومرتبطة بالموروث الثقافي والتاريخي والسياسي والفلسفي والأدبي وغيره". وأوضح القاطي أنه لا يتم الاشتغال على الذاكرة الجماعية في الدراما المغربية، فالمنحى الاجتماعي يطغى عليها. قوانين المركز السينمائي تعجيزية مازال الفيلم السينمائي "أنوال"، الذي جسد فيه القاطي شخصية عبد الكريم الخطابي يواجه مشاكل عديدة. "إن دعم المركز السينمائي المغربي غير كاف، لأن الشخصية أكبر بكثير من ذلك الدعم الضئيل، لهذا مازالت التحديات مطروحة على مستوى التوضيب والمؤثرات البصرية لأنها تتطلب ميزانية كبيرة". واسترسل القاطي أن الهدف من إنجاز الفيلم ليس عرضه بمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، وإنما تقديمه في مستوى يرقى إلى التطلعات، باعتباره عملا يشتغل على الذاكرة الجماعية، مضيفا "للأسف عمل مهم ما زال حبيس قلة الإمكانيات ونحاول استكماله، رغم أن صاحب الجلالة كانت توصياته واضحة بكل ما له علاقة بتأثيث الذاكرة في خطاباته، وهناك أيضا فقرات من الدستور المغربي تؤكد على الأمر، إلا أننا وجدنا أنفسنا أمام مساطر إدارية وقوانين تعجيزية". وتساءل القاطي "أين هي ملكة الإبداع؟"، موضحا أن الجميع يعتقد أن الفيلم حصل على أربعة ملايين درهم، والواقع أننا لم نتوصل بالجزء الرابع منها والذي لا يمنح إلا بعد مشاهدة الفيلم، لهذا فالقوانين المنظمة للمركز السينمائي وآليات اشتغاله، ينبغي أن تتغير ومن الضروري خلخلتها حتى تشتغل المؤسسة بشكل فعلي".