ديوان شعري يجمع بين التعبير عن اليأس والأمل صدرت للشاعرة مينة الأزهر، أخيرا، ضمن منشورات "الاتحاد المغربي للثقافات المحلية"، أضمومة شعرية جديدة موسومة بـ "تتمنع عني العبارة"، تزين غلافها لوحة تشكيلية للفنان عبد الله بلعباس. يقع الديوان الشعري الجديدة للشاعرة مينة الأزهر في 92 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 158 ومضة شعرية موزعة على بابين: "صفصافة البيت العتيق خدشتها الخيباتُ" و"غامت وستمطر". وكشفت مينة الأزهر أن ديوانها الشعري الجديد، يضم عددا من القطع الشعرية، بمواضيع مختلفة، مشيرة إلى أنه إذا كانت ومضات الباب الأول تعج بالخيبة والمرارة، تخيم عليها القتامة لتكون بمثابة لوحات مرسومة باللون الأسود القاتم، فإن الومضات المكونة للباب الثاني تفتح فسحة للأمل والانتصار على الإحباط والانكسار، مشكلة لوحات تشِعّ بألوان الحياة والتمنّي. ويعد الديوان الشعري "تتمنّع عنّي العبارة"، ثالث منجز شعري للشاعرة مينة الأزهر، التي سبق أن صدر لها ديوانان شعريان "غيمة تمنعني من الرقص" (2019) و"بين حبيبات الرذاذ، خلسة صفاء" (2022)، كما لها مساهمات في عدة مؤلفات جماعية. مينة الأزهر سليلة حاضرة أزمور التي بها تابعت دراستها الابتدائية والثانوية قبل الانتقال إلى الجديدة لمدرجات جامعة أبي شعيب الدكالي، حيث تتابع دراستها الجامعية، منذ الطفولة سكنها عشق الكلمات في كنف أسرتها المثقفة. على ضفاف أم الربيع وفي رحم جنباته الفتانة أصيبت بفيروس الكتابة، بفضل أساتذتها المميزين وما كانت تعيشه المدينة من حركية ثقافية في فترات سابقة، وبتأثير من أخيها الفنان التشكيلي المبدع والرائد عبد الكريم الأزهر، حيث كانت تراقبه عن قرب في مرسمه وهو يبدع لوحاته التشكيلية، محولة الألوان والأشكال والرموز إلى نصوص نثرية، لتصقل موهبتها شعريا منذ دراستها الجامعية بفعل انخراطها في العمل الشبابي والجمعوي. وتنتصر مينة الأزهر، دائما من خلال أعمالها الشعرية، لفضاءات طفولتها، مستحضرة نهر أم الربيع حاضرة أزمور، النهر الأسطوري، وعبق الأزقة والأضرحة، كما ترفع عاليا ضمير المتكلم بصيغة المؤنث، دفاعا عن أفق تؤثثه قيمة المساواة بدل مسخ الدونية. أحمد سكاب (الجديدة)