تستقبل قيادة أيت تمليل بأزيلال دفعات جديدة من النعوش لحمل المرضى والحوامل والأطفال، ضحايا لدغات الأفاعي والعقارب والمصابين بأزمات ربو وقلب وشرايين حادة، ونقلهم إلى أقرب مركز طبي محاذ لـ"الشانطي". وتشتغل السلطات العمومية، بهذه المنطقة النائية، على قدم وساق لسد الفراغ المهول الذي تشكو منه القاعات الخلفية للمساجد التي تحولت إلى فضاءات لتلقي طلبات المواطنين الذين يحتاجون إلى تلك الحمالات الطافحة بالموت، ذات أربعة مقابض خشبية، للاستعانة بها في نقل المرضى، والسير بهم مسافات إلى المستشفى. وحسب الأخبار الواردة من أيت تمليل ينكب القائد، منذ أيام، على تعميم خدمة "النقل عبر النعوش" على جميع سكان المنطقة وتقريبها منهم، في إطار مقاربة ديمقراطية محلية وتشاركية، بعد أن نجح في قطع دابر التشويش على هذه المبادرة من قبل بعض الشباب "الذين في قلوبهم غل"، وأظهروا من خلال سلوكاتهم "غير المواطنة" أنهم لا يحبون الخير لسياسة النماء وفك العزلة عن المنطقة. ولاحظ الجميع، كيف ووجه تصوير نقل حامل بواسطة نعش، ونشر ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، بكل عبارات الشجب والإدانة والاستنكار من قبل رجل السلطة الذي شعر بأن هناك جيوب مقاومة خفية، وخلايا نائمة، وخطرا محدقا ببرنامج عمله، وتسفيها لمبادرته التي تروم "خدمة" المرضى والحوامل، وتمكينهم من "النعوش" التي تليق بهم. فما الذي فعله القائد وباقي القطاعات الحكومية الأخرى بأيت تمليل حتى تتم الإساءة إليهم و"التشهير" بهم بهذه الطريقة من قبل شباب "متهورين" يضعون أصابعهم على زناد كاميراتهم لتصوير أي شيء، وعرضه على العموم؟ ولماذا يعاقب القائد بالنشر والفضح، وكل ما قام به، هو إعفاء الدولة من نفقات شراء سيارات الإسعاف وبناء مستشفيات القرب في المناطق النائية، واستبدلها بالنعوش الخشبية التي لا تشتغل إلا في مناسبات الموت؟ وما الجدوى من صناعة هذه النعوش وصرف أموال عليها، إذا لم تندرج في إطار مقاربة شاملة للبرامج متعددة الخدمات؟ لقد أساء الشباب المصورون الفهم، ولم يستوعبوا جوهر الفلسفة "النعشية" في سياقها التنموي العام، واعتقدوا، في لحظة طيش، أن نقل حامل على نعش فعل استثنائي في مغرب منظومة الإسعاف الطائر، والحال أن الأمر يتعلق بخدمة جديدة "معزولة" ضد الحوادث الطارئة، بسبب وتيرة النقل المنخفضة، مع ضمان استفادة المريض من امتياز الاستمتاع بالمناظر الخلابة، واستنشاق الأوكسجين الطبيعي. من أجل ذلك، سارع القائد إلى أقرب مصلحة قضائية لرفع دعوى تشهير ضد الفاعلين، والحكم عليهم بالسجن غير النافذ وغرامة مالية، نظير ما اقترفته أياديهم في حق هذا "العمل الجبار" الذي نطمح إلى تعميمه على باقي جهات ومناطق المغرب، تحت شعار: "نعش لكل مواطن" للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma