هـولانـد يـحـقـق الأهـم

قد يكون ثاني اشتراكي ينجح في انتزاع مفاتيح الإليزيه قد يكون فرانسوا هولاند الاشتراكي الثاني في الجمهورية الفرنسية الخامسة الذي سيحمله الفرنسيون إلى الإليزيه. مرشح الاشتراكيين، الذي أصبح بعد ظهور نتائج الدور الأول مرشح أبرز القوى اليسارية في فرنسا، حقق المهم بعد أن وجه ضربة قاسية في الدور الأول للرئاسيات إلى نيكولا ساركوزي، أول رئيس فرنسي مرشح يفشل في احتلال الرتبة الأولى في هذه المرحلة من سباق الإليزي، فيما أظهرت هذه الانتخابات أن خطر اليمين المتطرف يبقى قائما و بقوة. لم ينجح ممثل الاشتراكيين في صنع مد وردي على امتداد التراب الفرنسي كما كان يتمنى هو نفسه من خلال ما اعتبره خلال حملة الرئاسيات خلق دينامية في صفوف الناخبين الفرنسيين للتوجه نحو التغيير والانتهاء من الساركوزية إلى الأبد.لكن هولاند حقق السبق وإن كان بفارق صغير على منافسه الأول الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي حيث حصل على نسبة تزيد بقليل عن 29 في المائة فيما لم يتعد ساركوزي نسبة 27 بالمائة، وهو فوز الأول من نوعه بالنسبة إلى اليسار الفرنسي والاشتراكيين تحديدا منذ فترة فرانسوا ميتران.و يقول الصحافي و المحلل السياسي مصطفى طوسة محللا هذه النتائج إن «هناك تأكيدا يفرض ذاته بعيد الدور الأول. فرنسا قريبة جدا من أن تعرف رئيسا اشتراكيا عوض الإبقاء على نيكولا ساركوزي. والغاية الأساسية أن هذه الانتخابات أظهرت ليس فقط انخراطا لصالح رجل يسار، فرانسوا هولاند، وإنما رفضا قاطعا للرئيس الحالي».ويتابع رئيس تحرير إذاعة مونتكارلو في حديث للصباح أن ساركوزي «يؤدي ثمن فاتورة أمرين كبيرين، حصيلة سياسية لم تتمكن من الإقناع وفشل استراتيجي لجذب اليمين المتطرف، وهو ما يفسر النتيجة التاريخية التي حصدتها مارين لوبن».وفوز زعيم جبهة اليسار جون لوك ميلانشو بنسبة تزيد عن 11 في المائة محتلا الرتبة الرابعة يوسع آمال الاشتراكيين في دخول الإليزي من خلال ممثلهم فرانسوا هولاند، إذ أن ميلانشو كان واضحا في تصريحه مباشرة بعد ظهور النتائج عندما دعا أنصاره إلى ما أسماه «طي صفحة ساركوزي»، وهي بذلك دعوة صريحة إلى التصويت لفائدة هولاند.آخر استطلاعات الرأي تفيد أن أزيد عن 80 في المائة من نشطاء جبهة اليسار سيصوتون لصالح هولاند، كما أن أربعة من أصل عشرة من أتباع ممثل الوسط في هذه الانتخابات، فرانسوا بايرو،الذي حصل على الرتبة الخامسة في هذه الرئاسيات بنسبة متواضعة قاربت التسعة في المائة، سيصوتون بحسب هذا الاستطلاع لفائدة هولاند.فيما يبدو أن ساركوزي سيبقى معزولا طالما ليس هناك أي من القوى السياسية الفرنسية صدر منها توجيه لتصويت ناخبيها لصالحه، وهذا ما سيزيد تقوية حظوظ هولاند في ولوج باب الإليزي من بابه الواسع الشيء الذي يؤكد استطلاعا للرأي أجري مباشرة بعد ظهور النتائج وبفارق كبير.ساركوزي سيراهن على ناخبي اليمين المتطرفالدور الأول أكد من جديد أن اليمين المتطرف، ممثلا في الجبهة الوطنية كقوة سياسية لا يمكن للقوى السياسية الفرنسية التقدمية، سواء يمينا أو يسارا أن تغفلها، نتيجة نسبة الأصوات التي حصدتها مرشحته مارين لوبن والتي تعدت 17 بالمائة.حزب لوبن عرف عنه حتى الآن أنه غير قابل لأي تحالف من أي نوع كان بالنظر إلى أفكاره المتعصبة، التي لا تساير في مجملها إيديولوجية الجمهوريين المنفتحين من الصفين السياسيين اليمين واليسار، إلا أن ساركوزي اشتهر بتخطيه للخط الذي يفصل بين اليمين المعتدل واليمين المتطرف، وذهب بعيدا في طرحه السياسي لاصطياد أصوات اليمين المتطرف.إلى ذلك، سيكون ساركوزي إن أراد أن يقلب المعادلة لصالحه مدفوعا إلى مغازلة الكتلة الناخبة لليمين المتطرف،و التي لا يمكن لها أن تصوت لهولاند،و ستختار بين البقاء في البيت و التصويت لفائدة ساركوزي،إن تمكن الأخير خلال الأسبوعين المقبلين من استمالتها نحوه.الخطاب الذي قدمه الرئيس المرشح لولاية ثانية بعد إعلان النتائج أوضح فيه الزاوية التي سيتناول منها ما تبقى من عمر حملة هذه الرئاسيات، إذ أثار الهجرة، والأمن، والحدود وهي الموضوعات القريبة جدا من قلوب نشطاء اليمين المتطرف و المتعاطفين مع تنظيمهم الجبهة الوطنية.لكن ساركوزي وظف الخطاب ذاته بل والأداة خصوصا حول الهجرة إلا أنه لم يرض الكتلة الناخبة المحسوبة على اليمين المتطرف و هو ما تترجمه نتيجة مارين لوبين في هذه الانتخابات وبالتالي سيكون من الصعب على الرئيس الحالي إقناع هؤلاء الناخبين مرة ثانية.ساركوزي السياسي الملاكميعرف عن الرئيس المرشح أنه يتمتع بدينامية ذاتية قوية وأنه مقاتل سياسي من العيار الكبير،و هي ميزات قد تخلق المفاجأة و تمنح لحملته إيقاعا آخر يعيد إليه شعبيته الذي كان يحظى بها خلال حملة رئاسيات 2007، وإن كان ذلك لا يبدو سهلا لأن المعنويات التي يخوض بها هذه الرئاسيات في ظل تدهور شعبيته ليست هي نفسها التي قادته للإليزي في الرئاسيات الأخيرة.يقول طوسة بهذا الشأن «رغم أنه تلقى ضربة قوية على الرأس، يتميز ساركوزي بمزاج مقاتل لا يستسلم للخسارة وسيذهب حتى النهاية في محاولته استعادة أصوات اليمين المتطرف. والمنطق الذي سيتبعه ما بين الدورين يراهن على شيئين متمايزين: الدفع أكثر ما يمكن بخطابه السياسي يمينا بأمل أن يضمن جني أصوات الجبهة الوطنية بكثافة و الضرب أقسى ما يمكن على فرانسوا هولاند».يؤكد الإعلامي والمحلل السياسي المغربي أن ساركوزي «سيراهن على النقاش التلفزي بين الدورين ليزعزع استقرار خصمه الاشتراكي و يظهر للفرنسيين بذلك أن فرانسوا هولاند غير قادر على أن يصبح رئيسهم المقبل، لكن حظوظ نجاحه تبدو ضئيلة طالما أن رفضه كشخص من طرف العديد من الفرنسيين يبدو عميقا». بوعلام غبشي (باريس)

هـولانـد يـحـقـق الأهـم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فرنسا تفتح ذراعيها للتطرف

مزوار يتصالح مع التيار التصحيحي داخل الأحرار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات