ليالي “كوب 22″… حزم أمني

7200 أمني إضافي وكاميرات مراقبة و"باراجات" لضمان سلامة زوار العمل والسياحة في قمة المناخ تابع زعماء العالم بإعجاب قدرات المغرب التنظيمية، قبل انطلاق الاجتماع رفيع المستوى حول المناخ، ضمن أشغال مؤتمر المناخ العالمي "كوب 22"، يتعلق الأمر بعملية تنظيمية غير مسبوقة لحدث عالمي مهم، تطلب استعدادات خاصة، وتخصيص تجهيزات معينة، خصوصا على المستوى الأمني واللوجستيكي، إذ تحولت مراكش، حاضنة المؤتمر، إلى فندق كبير، مع توافد عشرات الآلاف من المؤتمرين والزوار على المدينة، بتوالي أيام القمة، ما فرض تشديد الحضور الأمني في المدينة الحمراء، التي تعزز ترسانتها الأمنية بسبعة آلاف و200 عنصر . ليل مراكش ليس كباقي الليالي. صخب وضجيج، وشوارع تموج بالحركة. سيول بشرية تجوب المدينة الحمراء ليلا، وتحتفل بتحولها إلى عاصمة المناخ، فساحات مثل باب الجديد، ومحطة القطار مراكش، والمركب التجاري "المنارة"، صارت مزارا يوميا لأهل المدينة وزوارها، للاستمتاع بالإبداعات الفنية، وليدة الحدث، إلا أن هذه الحركة العشوائية، سرعان ما استنفرت المصالح الأمنية، التي ضربت طوقا غير مرئي على المدينة، جعلها حصينة ضد أي تسرب أو انفلات أمني، وهو ما يظهر من خلال المنافذ البرية والجوية، ذلك أن المركبات المصفحة، لا تفارق محيط محطة القطار والمحطة الطرقية، وكذا مطار مراكش المنارة، في سياق تنفيذ إستراتيجية أمنية، ترتكز على مفهوم "استعراض القوة" أو (la démonstration de force)، وتعزيز الوجود الأمني في مختلف المناطق الحيوية، التي تشهد حركة ورواجا كبيرين، لغاية بعث الطمأنينة في نفوس المواطنين والمؤتمرين والسياح. حضور "السيفيل" لا يستطيع المرء مقاومة الإحساس بوجود شخص يراقبه عن كثب، وهو مشرف على دخول المدينة عبر محطة القطار المنارة، إذ يتوزع أمنيون بزي مدني "سيفيل"، بشكل منتظم داخل المحطة وفي محيطها، يراقبون ويتابعون بنظرات صارمة، تحركات المسافرين والمارة، ويتدخلون عند الحاجة، لتوقيف المشتبه فيهم، إذ عاينت "الصباح"، تحرك أحد العناصر لغاية إلقاء القبض على شاب عشريني، بعد الاشتباه في سلوكه، فيما ظلت العملية مثار إعجاب بعض الحاضرين ممن تمكنوا من مشاهدة تفاصيلها، حين تحرك الأمني بسلاسة نحو الشاب، وبادره بالسؤال عن هويته وسبب وجوده في المنطقة، قبل أن يستل الأصفاد ويصفده بسرعة، ويتوجه به نحو الرصيف، حيث كانت تنتظر مركبة أمنية، حملته بسرعة وانطلقت إلى وجهتها دون توقف. "مزيان ينقيو الدنيا"، علق عجوز عاين تفاصيل العملية، مسترسلا في الحديث عن أهمية الحضور الأمني في تضييق الخناق على المنحرفين والمتسولين داخل المدينة السياحية، في الوقت الذي تحدث مسؤول أمني، عن تعزيز الترسانة البشرية للفرقة السياحية في ولاية أمن مراكش، بما مكن العناصر الأمنية الراجلة، وكذا الدراجين، من تغطية مجالات جغرافية أوسع، وضمان أعلى مستوى من المردودية، مشددا على وجود تنسيق أمني عالي، بين المصالح الأمنية المختلفة، لغاية ضمان نجاعة التدخلات، خصوصا في المناطق الأمنية الحساسة، التي تعرف تجمعات بشرية كبيرة. وغير بعيد عن محطة القطار، في ساحة جامع الفنا، أكبر فضاء سياحي مفتوح في العالم، تظهر التعقيدات التي تعترض عمل المصالح الأمنية، بالنظر إلى الأعداد الهائلة من المواطنين والسياح، وكذا مؤتمري "كوب 22"، الذين يستغلون الأمسيات للترويح عن أنفسهم، واستكشاف جمال مراكش. تعزيز "الباراجات" حضور أمني مكثف في شوارع مراكش طيلة ساعات اليوم، وإجراءات استثنائية طوقت مداخل ومخارج المدينة. من خلال نظام "تربيع المدينة"، وذلك عبر تعزيز حواجز أمنية وتكثيف دوريات، طالت الأزقة قبل الشوارع، وتركزت في المواقع الحساسة ومناطق التجمعات البشرية، الأمر الذي ترك انطباعا إيجابيا لدى زوار المدنية وسكانها، الذين عبر أغلبهم من خلال تصريحات استقتها "الصباح" خلال جولة بالعاصمة الحمراء، عن ارتياحهم وإحساسهم بالأمان، بوجود كم كبير من العناصر الأمنية، التي تنتمي إلى مصالح مختلفة، فيما عبر عدد منهم عن إعجابه بعناصر الخيالة الذين تمركزوا في نقط معينة، تحديدا في محيط قرية "باب إيغلي". واستحوذت الحواجز الأمنية "الباراجات"، التي نصبت عند مداخل ومخارج المدينة، وكذا في مناطق استثنائية بالشوارع والأزقة، على أهمية كبرى، إذ ساهمت في تعزيز المراقبة على المركبات والأشخاص، وهو الأمر الذي عاينته "الصباح" في السد القضائي، الذي نصب فوق قنطرة واد تانسيفت، وضم عددا مهما من العناصر الأمنية، دققوا في عشرات المركبات، واستوقفوا بعضها لغرض التثبت من هوية سائقيها وسلامة وثائق تسجيلها، علما أن هذا المنفذ، يعتبرا حيويا بالنسبة إلى المصالح الأمنية، باستقباله عددا مهما يوميا من السيارات السياحية، القادمة من الدار البيضاء وشمال المملكة، موضحا أن طبيعة التعامل مع السدود الأمنية تختلف، حسب موقعه، فالسد الجنوبي للمدينة، يستدعي من العناصر الأمنية التركيز على المركبات النفعية، القادمة من أكادير وجنوب المملكة، وذلك بالاستعانة بسجلات المبحوث عنهم والمركبات المطلوبة، التي يتوفر عليها المسؤول عن السد، الذي يحمل صفة ضابط الشرطة القضائية دائما، فيما يتكلف عنصر أمني بتسهيل حركة المرور عبر السد. "عين الصقر" لم يعد العنصر البشري وحده كافيا لتأمين منطقة أو فضاء معين، بل فرض التطور التقني في التكتيكات الأمنية، الاستعانة بوسائل تكنولوجية ذكية، يتعلق الأمر بكاميرات المراقبة، التي أصبحت وسيلة ناجعة في تتبع ومراقبة تحركات الأشخاص والمركبات، بما توفره من مزايا التصوير والتعرف على الهويات، والإحاطة بنطاقات جغرافية واسعة، والمساعدة في عقلنة تدبير الموارد البشرية، وهي الاعتبارات التي أتاحت للمصالح الأمنية في مراكش، الإحاطة بتفاصيل التحركات في مختلف مناطق المدينة، ورصد أي تسرب أمني، من شأنه الإضرار بسلامة الأشخاص والممتلكات، من خلال نظام شبيه بنظيره الأمريكي "عين الصقر"، الذي حقق نتائج إيجابية في تأمين أحداث كبرى بحجم مؤتمر المناخ العالمي "كوب 22". وإلى جانب كاميرات المراقبة، ذات دقة عالية، المثبتة في نقط معينة في المدينة، تهم مرافق وفضاءات عمومية وشوارع وساحات، تستعين المصالح الأمنية بجيل جديد من الكاميرات المثبتة في السيارات، يتعلق الأمر بـ"داش كاميرا"، التي تتيح للدوريات والمركبات تسجيل تحركاتها في مختلف المناطق، وذلك بالتنسيق مع مركز مراقبة، يعمل على معالجة البيانات المرئية المتوصل بها من الكاميرات، سواء المثبتة أو المتحركة، ويوزع المهام على العناصر الأمنية، حسب الحاجة. تنظيم السير والجولان ركزت المصالح الأمنية في مخططها لتأمين مؤتمر المناخ "كوب 22"، على تنظيم حركة السير والجولان، من خلال تخصيص موارد بشرية مهمة لهذه الغاية، والاستعانة بالدراجين والعناصر المتحركة، لغاية ضمان سلاسة الحركة في الشوارع والمفترقات الطرقية المهمة، وكذا تسهيل عمل القطاعات الأمنية الأخرى، علما أن هذه التحركات، سبقتها استعدادات مكثفة، لغاية تحديد المناطق المرورية السوداء في المدينة، وتوسيع فضاءات الركن والتوقف الخاصة بالسيارات، خصوصا التابعة إلى البعثات الدولية الخاصة ومؤتمري "كوب 22". وتحدث مسؤول أمني، عن ارتفاع كبير في حظيرة السيارات في العاصمة الحمراء، مع انطلاق أشغال قمة المناخ، الأمر الذي استدعى إجراءات خاصة، لتدبير المرور في الشوارع الرئيسية، وتجنب الاختناق المروري في بعض المفترقات، والمساعدة على تتبع المركبات الخاصة، التي يتعين حمايتها، إذ يتم خفرها من الفنادق إلى قرية "باب إيغلي"، ما يضمن نجاعة التدخلات الأمنية. بدر الدين عتيقي

ليالي “كوب 22″… حزم أمني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لسارق محطة وقود ببومية

رفض ميزانية جماعة قروية بشيشاوة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات