دعا ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي نقابيي الفدرالية إلى تحمل المسؤوليات الحزبية. وشدد لشكر على حاجة الاتحاد إلى إطار تنظيمي عمالي يصرف مواقفه، ويبحث عن إجابات للأوضاع الاجتماعية والنقابية التي تمر منها البلاد.وأوضح لشكر أن هيكلة لجنة عمالية، ضرورة مستعجلة لمواجهة حكومة تضرب كل المكتسبات الاجتماعية، من خلال الاقتطاع من الأجور والقرارات الانفرادية.وتأتي هذه المبادرة، في إطار سعي الحزب إلى استعادة المبادرة، والعودة إلى المجتمع، انطلاقا من الواجهة الاجتماعية، التي أصبحت تستقطب الاهتمام أكثر في ظل الحركية التي تعرفها، بسبب تجميد الحوار الاجتماعي، وإصرار الحكومة على تمرير مشاريع إصلاح أنظمة التقاعد، خارج التوافق مع المركزيات النقابية، بالإضافة إلى تنامي احتجاجات العديد من الفئات، مثل الأطباء والأساتذة والعاطلين.وأوضح الكاتب الأول للحزب، في اجتماع مع أعضاء المجلس الوطني الفيدرالي الاتحاديين، أن الأجهزة التقريرية للحزب تعمل على الدفع باتجاه تحمل الإخوة النقابيين للمسؤوليات الحزبية. وأعلن الكاتب الأول أن الحزب بصدد إعادة هيكلة لجنة عمالية مؤقتة للتحضير للمؤتمر العمالي الاتحادي. من جهته، قال عبد الحميد فاتحي إن العودة إلى الحزب هي عودة إلى الأصل، وإن الحزب هو الفضاء الأوسع للنقاش في كل القضايا، مشيرا إلى أن النقاش بين الفدراليين أفضى إلى الدفاع عن الشغيلة المغربية، وليس عن الفدرالية الديمقراطية للشغل، الذراع النقابي للاتحاد.وإذا كان الفدراليون الذين حضروا إلى الاجتماع الفدرالي، السبت الماضي، قد أكدوا انخراطهم في المشروع التنظيمي الجديد، فإن أطرافا اتحادية من داخل الفدرالية لها رأي آخر، وتعتبر أن اللحظة غير مناسبة للدعوة إلى لجنة عمالية، لأنها لا تستجيب إلى مطلب النقاش العميق حول التحولات الجذرية في المشهد النقابي والحركات الاجتماعية الصاعدة. وقال إطار نقابي اتحادي، إن نقاشا واسعا يجري داخل الفدرالية، يهم الأوضاع التنظيمية التي تعيشها المركزية النقابية في ظل العلاقة غير الواضحة مع الحزب، ومواقف المكتب السياسي بخصوص الأزمة التي عاشتها الفدرالية بجناحيها (العزوزي وفاتحي).وأوضح المصدر ذاته أن الحركة الاجتماعية اليوم تعرف تحولات عميقة واحتجاجات قطاعية وفئوية قوية ومنظمة من خارج النقابات، وحققت مكاسب للمنتمين إليها، ولا تقتصر على المدن الكبرى، بل تمتد إلى مختلف ربوع الوطن. والملاحظ أن اجتماع السبت الماضي لم يشمل سوى الاتحاديين الفدراليين بقيادة عبد الحميد فاتحي، ولم يستدع باقي الفدراليين من جناح العزوزي، ولا الاتحاديون المنتمون إلى مركزيات نقابية أخرى.وقال مصدر من المنظمة الديمقراطية للشغل، التي يقودها علي لطفي، إن مناضلي المنظمة غير معنيين بالاجتماع المذكور، ولم يحضروه، ولا يعنيهم. وبرأي الملاحظين المتتبعين لوضعية العمل النقابي، فإن مبادرة المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، بهيكلة القطاع العمالي للحزب من مناضلي الفدرالية فقط، واستبعاد باقي النقابيين الاتحاديين، من شأنه أن يعمق الأزمة بين نقابيي الحزب، ويساهم أكثر في التفتيت، بل إنه، يقول أحد النقابيين، سيعمق أزمة العلاقة بين السياسي والنقابي، ويكرس عدم الوضوح المطلوب في موقف الحزب تجاه الحركة النقابية.برحو بوزياني