قال يوسف العرفاوي، القائم بالأعمال التونسي، إن بلاده تضع قضية مكافحة الإرهاب أولوية لضمان استقرار البلاد.وأكد العرفاوي، في معرض جوابه على أسئلة « الصباح» في لقاء خص به مجموعة من الصحافيين المغاربة، بمقر سفارة بلاده بالرباط، أن المواطن التونسي، وإن كان ملحاحا في الدفاع عن مطالبه الاجتماعية المشروعة، فإنه الآن يسعى إلى تحصين أمنه، والعيش في سلام، للعودة إلى الحياة الطبيعية العادية في كل القطاعات الإنتاجية والخدماتية.واعتبر العرفاوي أن الضربة الإرهابية الأخيرة قرب مقر القصر الرئاسي، رسالة خطيرة استوعبها كل التونسيين للدفاع عن بلدهم كي يصبح آمنا، ما دفع المسؤولين إلى إحداث تغييرات على مستوى هرم إدارة الأمن القومي التونسي، لوجود تقصير في مسألة صد الهجمات الإرهابية، بشكل استباقي.وحذر العرفاوي من مغبة التهاون في التصدي لتنظيم « داعش» الإرهابي تيارا تكفيريا إجراميا يسعى إلى ترويع المواطنين، والانتشار بشكل كبير في الرقعة المغاربية، كما الشأن في منطقة الساحل والصحراء، مشددا على ضرورة تكثيف التنسيق الأمني والاستخباراتي بين الدول جميعها.وأقر العرفاوي بتأثر القطاع السياحي التونسي جراء تراجع عدد السائحين، نتيجة الضربات الإرهابية، مؤكدا أنه يوجد في وضعية صعبة وليس ميؤوسا منها، مشددا على أن سوق الاتحاد الأوربي البالغ عدده 600 مليون لن يبقى مكتوف الأيدي دون حركية بحثا عن الاستجمام والراحة، لذلك توقع عودة الدفء إلى السياحة التونسية.وشدد العرفاوي على أهمية مساعدة الدول الأوربية، للدول المغاربية في شأن تشجيع السياحة، لتكسير شوكة الإرهابيين ورسائلهم، موضحا أن جماعات الضغط لديها من القدرة على تغيير مسار السائحين بوكالات الأسفار، إذ تم تحويل وجهة السياح الذين كانوا عادة يتجهون إلى تونس، نحو كوبا مثلا.ونفى العرفاوي أن تكون بلاده في مواجهتها للإرهاب، كما يروج البعض عن حماس زائد عن الحد، اتجهت نحو خرق حقوق الإنسان، أو تغاضت عن حصول تراجع على هذا المستوى، مؤكدا أن بعض الجمعيات الحقوقية والنسائية والمدنية، أضحت تزايد من خلال تنافسها على تحصيل الدعم المالي.وأضاف العرفاوي أن المواطن التونسي لم يعد يقبل أن يمنح من ماله العام، الذي جمعته الدولة من الضرائب، كي يوزع على عشرات الجمعيات التي تشتغل على المواضيع نفسها، ما جعل بعض مسؤولي الجمعيات ينزعجون ويحتجون ويصرحون بأمور غير واقعية وغير مقبولة.ونفى العرفاوي أن تكون بلاده داست على حقوق النساء والحريات العامة والفردية وحرية التعبير والصحافة، مؤكدا أن الدستور الجديد لتونس ساهم فيه الشعب برمته، من خلال مجلسه التأسيسي المستقل، وهو الضامن للحقوق والحريات والواجبات.وثمن العرفاوي مواقف المغرب شعبا وحكومة وبرلمانا، الداعمة لشعب تونس، وخص بالذكر الملك محمد السادس، الذي اعتبره الرجل الشهم والشجاع، السياسي المحنك ذا النظرة الثاقبة في الدفاع عن مطالب الشعوب للعيش في سلم وأمان، مذكرا بالطريقة الإنسانية التي استحسنها « التوانسة» حول الكيفية التي كان يتحرك بها الملك محمد السادس، وسط جموع المواطنين في كل الشوارع والأحياء.أحمد الأرقام