حياة الإدريسي قالت إن أغانيهم كان عليها "السر" والشكل أصبح اليوم أهم من الصوت قالت الفنانة حياة الإدريسي، إن الوضع الذي تعيشه الساحة الفنية المغربية جعل أغلب الفنانين الرواد فيها "شبه معتزلين"، نظرا لقلة فرص العمل وإحياء سهرات فنية، كما أن ظهورهم يبقى قليلا من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية. وأكدت الفنانة حياة الإدريسي أن الشكل أصبح أكثر أهمية من الصوت في الساحة الغنائية العربية، موضحة أن البرنامج التلفزيوني لاختيار المواهب الغنائية "دي فويس" يعتبر الوحيد، الذي يعكس تصوره الرغبة في البحث عن أصوات حقيقية بغض النظر عن المظهر الخارجي لأصحابها. في الحوار التالي تتحدث حياة الإدريسي لـ"الصباح" عن هذه المواضيع وعن رأيها في الموجة الغنائية الجديدة والأغنية الشعبية ومواضيع أخرى: في ما يلي نص الحوار: أجرت الحوار: أمينة كندي غيابك عن الساحة الفنية في الآونة الأخيرة، هل هو اختيار أم أن هناك أسبابا أخرى؟ حاليا أنشغل بالتحضير لأعمال غنائية جديدة سأخوض من خلالها تجربة التلحين للمرة الثانية في مساري الفني لأعمال من كلمات محمد الباتولي، الذي سبق أن غنى كلماته كبار الفنانين المغاربة منهم عبد الوهاب الدكالي.ويتعلق الأمر بثلاثة أغان جديدة سيتولى توزيعها أحمد الشرقاني، والتي سأقدمها بأسلوب فني جديد، والتي ستكون كلها عبارة عن "سينغل"، بكلمات مغربية. هل ستقدمين مشروعا للحصول على دعم الأغنية؟ ستكون الأعمال الغنائية الجديدة ضمن ملف طلب دعم الأغنية المغربية في نسخته المقبلة. في ظل الموجة الغنائية الجديدة، هل تشعرين أنه لم يعد للرواد مكان في الساحة الفنية المغربية؟ إن الموجة الغنائية الجديدة أصبحت ظاهرة يعيشها العالم بأسره، لكن الأغنية القديمة وأغاني الرواد عليها "السر"، أما الأغاني الجديدة مع بعض الاستثناءات فأغلبها تتناول مواضيع أو تقدم بأسلوب يجعل مدة استهلاكها من قبل الجمهور قصيرة جدا، لأنها لا تطرب. والجمهور من مختلف الأجيال، يؤكد أنه في حاجة إلى النهوض بالذوق الموسيقي العام، ولا يتوانى عن التعبير، كلما التقى واحدا من فناني الأجيال القديمة، عن إعجابه بأعمال الرواد ورغبته في الحفاظ عليها واستمرارها حتى في ظل الموجات الغنائية الجديدة. راج خبر حول رغبتك في اعتزال العمل الفني، فهل فعلا فكرت في ذلك؟ مازلت موجودة في الساحة الفنية ولا أفكر في الاعتزال، وكل ما في الأمر أن أغلب الفنانين الرواد "شبه معتزلين" ولست بمفردي لأن واقع وظروف الأغنية المغربية يفرض ذلك. هل جاءت لحظات في مسارك الفني فكرت فيها في الاعتزال؟ الرغبة في الاعتزال لا تنتابني بسبب قلة عروض العمل للمشاركة في سهرات أو برامج تلفزيونية أو إذاعية، وإنما في طريقة تعامل بعض الأشخاص الذين يدخلون مجال تنظيم السهرات، إذ تستفزني طريقة تدبيرهم للأمور، لأنهم ليسوا سوى متطفلين على المجال. كيف ذلك؟ في كثير من الأحيان أتلقى اتصالات هاتفية من هؤلاء المنظمين المتطفلين على المجال الفني لدعوتي لإحياء حفل في اليوم الموالي أو اليوم نفسه أو بعد ساعات قليلة، وحين أبدي اعتراضا على ذلك بحجة أن ذلك لا ينم عن احترافية فإن الأمر لا يتم تقبله. وأي فنان يتعرض لمثل ما أتعرض له، أكيد لن يقبل بذلك، لأن في الأمر تنقيصا من قيمة الفنان المعنوية، سيما أن الأمور من المفترض أن تتم بشكل منظم وليس بشكل عشوائي. هل تتابعين برامج اكتشاف المواهب الغنائية على القنوات الفضائية؟ أتابع برنامجين لاكتشاف المواهب في عالم الغناء في كل موسم جديد لهما، الأول على قناة فرنسية والثاني على قناة عربية وهو "دي فويس"، الذي يعتمد تصورا جديدا خلافا لباقي برامج اكتشاف المواهب في العالم العربي، لأنه يركز على الاستماع إلى صوت المشارك بغض النظر عن معايير أخرى.ويعتبر الشكل أهم مشكلة في العالم العربي، لأنه يعد أهم بكثير، بينما صوت المشارك يعد آخر ما يتم التفكير فيه، ولذلك فالأغنية أصبحت تشاهد ولا تسمع.وبالتالي فبرنامج "دي فويس" يعطي رأيه في الصوت دون معرفة إن كان المشارك ذا إطلالة وشكل مميز أو إن كان طويلا أو قصيرا أو جميلا أم قبيحا. ومع الأسف، فالفن حاليا أصبح تجارة ويأخذ بعين الاعتبار معايير أخرى، لذلك فأنا أحترم "دي فويس" وأحترم مبدأه في اختيار المواهب الغنائية الصاعدة. ما رأيك في المواهب الغنائية المغربية المشاركة في "دي فويس"؟ لمياء الزايدي وفريد غنام من الأصوات التي تابعتها خلال مشاركتها في "دي فويس"، كما أثنيت على أدائهما واتصلت بهما من أجل تهنئتهما بمشاركتهما المتميزة في برنامج ضمن لجنة تحكيمه أسماء وازنة في الساحة الغنائية العربية. ما رأيك في الأغنية الشعبية؟ أحترم أذواق الآخرين واستماعي إليها كما قلت لا يكون إلا بالصدفة. ولا يسعني إلا أن أحترم أي موجة جديدة، في العالم العربي. ما هي أسباب عدم مشاركتك في مهرجان الموسيقى العربية في دورته الماضية، رغم أن حفلا لك كان مبرمجا ضمن فعالياته؟ مشاركتي في مهرجان الموسيقى العربية لسنة 2014، كانت فقط من خلال ملصقات التظاهرة، لكن لم أتلق أي اتصال رسمي من إدارة المهرجان. وأظن أنه وقع خطأ في طبع ملصق الدورة الماضية، والذي ظن مصممه أنني سأشارك، لأنه اعتاد على مشاركتي في عدد من دوراته. أستمع إلى الشعبي الأصيل ماذا عن اهتمامك بالأغنية الشعبية؟ لا أستمع سوى إلى الأغنية الشعبية الأصيلة التي تؤديها أسماء تحمل على عاتقها مسؤولية الحفاظ على التراث الموسيقي العريق. ومن الفنانين والمجموعات التي يعجبني أداؤها مجموعة أولاد البوعزواي، والراحلة فاطنة بنت الحسين، والحاجة حليمة والفنان حجيب، والفنان الحاج عبد المغيث، وكذلك الراحل محمد رويشة.وكل الأنماط الغنائية الشعبية الأصيلة التي تؤدى بقواعدها، فأنا عاشقة لها، كما أهتم أيضا بألوان تراثية أخرى مثل الأندلسي والملحون والغرناطي، لأنها كلها تعتبر وجها من أوجه الثقافة المغربية العريقة. أما الأغنية الشعبية بشكلها الحديث، فلا أستمع إليها سوى بالصدفة. في سطور > بدأت مسارها الفني في الثمانينات> من بين أول الأغاني التي قدمتها في الساحة الغنائية المغربية "أول خطوة".> اشتهرت بأداء أغاني سيدة الطرب العربي أم كلثوم.> أحيت العديد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية وبشتى أقطار الوطن العربي، إلى جانب سهرات لفائدة الجالية العربية بدول أجنبية.> تعاونت مع عدة ملحنين مصريين وقدمت أعمالا لقيت استحسان الجمهور العربي.> من بين أغانيها "حبيته" و"خربوشة" و"خايفة".