أصحاب "الطاكسيات" الذين يلجؤون لـ"شرع اليد" لفرض التراجع عن تطبيقات النقل الذكية، بمبرر مزاحمتهم لهم في "طرف د الخبز"، عليهم قبل ذلك، (انسجاما مع المنطق نفسه) أن: - يتخلوا عن سيارات الأجرة لأنها تنافس العربات المجرورة بدواب التي يقتات من عائداتها البسطاء والفقراء والمهاجرون من البوادي الباحثون عن لقمة عيش في المدن. - يتركوا منازلهم وشققهم، ويعودوا للعيش في "الخيام"، ويركبوا الحمير والأحصنة للوصول إلى مقرات عملهم. - يتخلوا عن عملهم، أصلا، لأنه رجس من عمل الشيطان، واختلاء بالزبونات وسط مركبات مغلقة، وتضييع مجاني لأجر الصلاة والعبادة والذكر والتسبيح. - يرموا هواتفهم المحمولة في البحر، ويفكروا في مصير باعة الهواتف الثابتة الذين أصيبت تجارتهم بالإفلاس بدرب عمر ودرب غلف والقريعة. - يفسخوا اشتراكاتهم في الأنترنيت، ويبحثوا في التاريخ عن كيف أجهز هذا الاختراع على ملايين مناصب الشغل في العالم. - يحذفوا تطبيق "واتساب" الخاص بالنقل الفوري للرسائل والتسجيلات الصوتية، والعودة إلى تحرير الرسائل الكتابية، وبعثها عبر مصالح البريد، حماية لأرزاق الموظفين وسعاة البريد. - يزيلوا البرامج الإلكترونية لقراءة الأشرطة المصورة والتسجيلات الصوتية. - ألا يستعملوا الحافلات والطرامواي و"الباصواي" و"الويفي". - يفسخوا التعاقد مع المستفيدين من "الكريمات" ومأذونيات النقل، بوصفها ريعا للمحظوظين والمقربين، وضربا في الصميم لمبادئ الإنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين. - ألا يجلسوا في المقاهي ويطلبوا قهوة سوداء "معصرة"، أو "نص نص"، لأن المقهى تنافس بائعي القهوة بالعشوب البسطاء الذين يتجولون بها قرب عين الذئاب وشارع الزرقطوني ومحيط "ساحة الحمام". - أن يكفوا عن شراء الخضر والفواكه من الباعة المتجولين والأسواق العشوائية لأنها تنافس أصحاب المحلات التجارية وتقطع عليهم أرزاقهم، رغم أنهم يدفعون أقساطهم من الضريبة بانتظام، وفوقها "لاباطونت". على هؤلاء أن يفعلوا كل ذلك وأكثر، حتى تبدو حركتهم الاحتجاجية ضد تطبيقات النقل الذكي مفهومة، ومقنعة للرأي العام الوطني الذي يتابع كيف يرفع بعض أصحاب "الطاكسيات" شعار "الذبانة حرام ومصارنها حلال". فلا يمكنك أن تستفيد من "خيرات" وامتيازات التكنولوجيا والتطور الرقمي وتسهل حياتك بالتطبيقات والبرامج، وتقضي سحابة يومك في تحميل الخاصيات الجديدة، واقتناء ملابسك وأكلك وحاجياتك بتقنية التوصيل السريع، ثم تخرج في المساء لاعتراض سيارات يستعمل أصحابها تطبيقا حديثا. لا يمكن أن تأكل الغلة وتسب الملة. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma