توج المغرب، أول أمس (الخميس)، بعد انتهاء أشغال الدورة 92 للجمعية العامة للأنتربول، مرتين، الأولى عند نيله وباستحقاق منصب نائب رئيس أنتربول، عن القارة الإفريقية، والثانية، عندما حمل عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والاستخبارات المدنية، علم المنظمة الدولية، إيذانا باحتضان المملكة الدورة المقبلة للجمعية العامة لأنتربول. هذا التتويج، لم يأت مجاملة، بل جاء نتيجة مجهودات راكمتها التجربة الأمنية، منذ 2015 عند تعيين واحد من رجالات الدولة الأكفاء، الذي بدأ حملته من الداخل ونهج سياسات تقويمية ضمنها "الأيادي البيضاء" و"اللي فرط يكرط"، محدثا ثورة في النظام الأمني وتعزيز الاستقرار، قبل أن تمتد جهوده إلى خارج الحدود ويجعل في فترة زمنية قصيرة، المغرب أكبر قوة أمنية في منطقته ولاعبا دوليا رئيسيا في مكافحة الجريمة العابرة للحدود والإرهاب، مترجما في الآن نفسه الرؤية السديدة لجلالة الملك، المبنية على ضخ الدماء في علاقات المملكة، سواء على الصعيد الإفريقي أو الأوربي والدولي عموما. فحين يثق أغلب رؤساء الأجهزة الأمنية ورؤساء المكاتب المركزية الوطنية الممثلين لـ 177 دولة من بين 196 دولة عضو في أنتربول، ويصوتون لفائدة المغرب وبالأغلبية، ثم بعد ذلك يختارون المغرب لتنظيم النسخة المقبلة من الجمعية العامة، فهذا يبصم على شيء واحد، هو ترجمة تلك الرؤية الطموحة التي افتتح بها حموشي الإصلاحات الكبرى لأجهزة الأمن المغربية، والتي ارتكزت على مبادئ الابتكار والاستباقية والتعاون وتبادل المعلومات وتدريب قوات الأمن الوطني. خلال كل هذه الفترة التي اشتغل فيها عبد اللطيف حموشي، وتوج إثرها بأوسمة من رؤساء وملوك، أشر على خصوصية أمنية فعالة وفاعلة، ظل مقتنعا بأنها عنوان آخر للدبلوماسية، بل سلاح يصيب الأهداف، ليس فقط لمحاربة الجريمة الدولية، ولكن أيضا للدفاع عن المصالح العليا للبلد. اليوم عبد اللطيف حموشي، غير للعالم نظرته، بتطوير مقاربة أمنية مغربية مندمجة ومتعددة الأبعاد والاستقرار الإقليمي والدولي، لا تستثني البعد الإنساني والوقائي من خلال تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، رجل دولة اختاره الملك. واليوم أيضا، ندرك أن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، قاعدة تؤسس للنجاح، ودرس بليغ قدمه جلالة الملك للمغاربة عندما عين الرجل في ماي 2015 لمناسبة العيد الوطني للأمن، وأسند له ولأول مرة في التاريخ، مهمة إدارة الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma