الدورة الثانية عشرة لمهرجان «ملحونيات» تحتفي بالتراث اللامادي تخصص "ملحونيات" في دورتها الثانية عشرة ندوتها العلمية بالمناسبة لمناقشة قضية آنية من خلال سؤال محوري: ماذا بعد هذا الاعتراف الأممي بتراث الملحون كتراث لامادي للإنسانية؟. ويشارك في هذه الندوة المنظمة اليوم (السبت) بدار الملحون بأزمور، والتي تسير جلستها ماجدة بنحيون أستاذة التعليم العالي، الباحث عبد المجيد فنيش، المنسق العام لانطولوجَّية الملحون لأكادَيمية المملكة المغربية، بمداخلة تحت عنوان "أي برامج وبأي آليات لتحقيق المقاربات الجديدة في صيانة وتقاسم الملحون؟"، ومراد القادري رئيس بيت الشعر في المغرب، بمداخلة بعنوان "امتدادات شعر الملحون في القصيدة الزجلية الحديثة بالمغرب"، وعبد الله الطني أَستاذ التعليم العالي، بمداخلة بعنوان "درس الملحون والجامعة المغربية، كتاب" شعر الملحون بحاضرة ٱزمور نموذجا"، والأستاذ نور الدين الشماس باحث متخصص في الملحون، بمداخلة بعنوان "تنشيط مراكز الملحون بالمغرب، رؤية عامة لتنظيم ملتقيات ومهرجانات تعيد توهج فن الملحون بالمغرب". وطرح سؤال "ماذا بعد هذا الاعتراف الأممي بتراث الملحون كتراث لامادي للإنسانية؟"، يرمي إلى تحقيق مقاصد ثلاثة رئيسية هي: التوثيق، والتعريف، والإشعاع من خلال ثلاثة مداخل محورية. المحور الأول: دَرْسُ شعر الملحون بالجامعة المغربية؛ والذي سيمكنُ من توجيه البحث العلمي لدراسة هذا التراث المغربي وسبر أغواره وإيلاء المتن الشعري الملحوني وشعرائه المكانة الحقيقية ضمن فسيفساء الإبداع الشعري المغربي وتجلياته وأبعاده الإنسانية. والمحور الثاني حول إحياء مراكز الملحون بالمغرب، والتي احتضنت شعراء الملحون ومنشديه وهواته وطقوسَ قول الشعر وإنشاده وتداوله وتعلمه واستمراره؛ وذلك من خلال التأسيس ودعم مهرجانات وملتقيات هادفة ورصينة وشفافة ويمكن تحقيقه بشراكة بين "وزارة الشباب والثقافة والتواصل" والمؤسسات المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني المختصة، الهدف الأساسي منه تثمين تراث الملحون وترسيخه بوصفه فاعلا هوياتيا في حياة المجتمع. أما المحور الثالث فيتطرق إلى التوثيق الشعري والنغمي من خلال: طبع دواوين شعراء الملحون، وهو محور تأكيدي للعمل الجبار الذي تقوم به أكاديمية المملكة المغربية، والذي يعد مرجعا ضروريا لتفعيل باقي المحاور وتنشيط عملها، كما يعتبر تحقيقا لذاكرة شعر الملحون وصونا لها من الضياع والتزوير. لذلك يعتبر الاستمرار في إصدار الدواوين ضرورة ملحة لاستكمال صورة ومعالم تراثنا الشعري المغربي. إضافة إلى الحديث عن إصدار "سلسلة أنطولوجيا الملحون"، والتي تدفع إلى التفكير في كلية تلك البنية التي حددت وجود هذا المنتَج الزاخر بالإبداع الشعري والإنشادي والموسيقي والطقوسي الاحتفالي داخل المجتمع المغربي؛ مع ما يصاحب ذلك من مكونات علائقية ترتبط بالآلات الموسيقية والألبسة وصناعاتها وتأثيث الجلسات والنزهات وما يرتبط بها من أعراف قول الشعر وإنشاد القصائد وتربية المريدين على مشيخة "الشجية" ومشيخة "الكريحة". أحمد سكاب (الجديدة)