المغادرة الطوعية للحياة تتسع بين المغاربة

في سابقة من نوعها أصدرت منظمة الصحة العالمية أخيرا تقريرا تدق فيه ناقوس الخطر بخصوص الانتحار، مسجلة أنه رغم أن الآفة يمكن الوقاية منه، فإن هناك شخصا واحدا يموت كل 40 ثانية جراء الانتحار في مكان ما حول العالم. وأشار التقرير، الذي كشف أن عدد المغاربة المقبلين على الانتحار تضاعف خلال العقد الأخير، إلى أن الانتحار يحتل الرتبة الثانية بين أهم أسباب الوفاة بين الشباب في الفئة العمرية 15 و29 سنة على مستوى العالم. ويهدف هذا التقرير الأول من نوعه في الجمع بين الإحصائيات والإجراءات الفورية اللازمة للحد من انتشار الظاهرة إلى زيادة الوعي حول خطورة مسألة الانتحار ومحاولات الانتحار على الصحة العامة، وإعطاء قضية الوقاية من الانتحار أولوية أكبر على جدول أعمالالصحة العامة على الصعيد العالمي. كما يهدف التقرير إلى تشجيع ودعم البلدان على إعداد أو تعزيز إستراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في إطار نهج متعدد القطاعات للصحة العامة. المغاربة أصبحوا يقبلون على الانتحار مع تقدم العمر وقفت المنظمة في دراسة تحت عنوان «الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية» عند معطى جديد في الخارطة الاجتماعية للمغرب، يتمثل في اندحار المكانة الاعتبارية للمسنين في الأسر المغربية، ذلك أن التقرير المذكور أشار إلى أن المسنين المغاربة من أكثر الشرائح العمرية انتحارا، إذ وقف المعدل عند مشارف عتبة 15 حالة انتحار لكل مائة ألف نسمة، و إلى أنَ المسنين الرجال كانوا أكثر إقبالا على المغادرة الطوعية للحياة من النساء المسنات، ذلك أن نسبة المنتحرات المسنات لم تتجاوز نسبة 3.7 في المائة في حين بلغ المعدل بين كبار السن من الرجال 30.1 حالة لكلِ مائة ألف.وتشير الدراسة إلى أن المغاربة يقبلون على الانتحار مع تقدمهم في العمر، فرغم ثبات مسلمة أن مرحلة المراهقة والشباب، أكثر الفترات الباعثة باضطراباتها النفسية والفيزيلوجية، على التفكير في الانتحار، فإن معدل الانتحار وسط الشريحة العمرية بين 15 و29 عاما، يستقر في حدود 5.9 حالات لكل مائة ألف نسمة، فيما يصل معدل الانتحار لدى الفئة العمرية بين 30 و 49 إلى 6.4 لكلِ مائة ألف.كما سجل التقرير أن عدد المنتحرين المغاربة تضاعف بين سنتي 2000 و 2012، إذ ارتفعت النسبة خلال 12 سنة بـ97 في المائة، وانتقل العدد من 2.7 إلَى 5.3 حالات انتحار بين كل مائة ألف مغربِي.وأوضحت الوثيقة الأممية المنجزة حول «الانتحار والوقاية منه»، أن 1628 مغربيا انتحروا، خلال 2012، يشكل الرجال 87 بالمائة منهم، وذلك بتسجيل 1431 حالة، في حين لم يتجاوز عدد النساء المنتحرات عتبة 200 حالة.حملت آخر الأرقام الأممية حقيقة مفادها أن حالات الانتحار في المغرب تضاعف عددها تقريبا في العقد الأخير موضوع دراسة منظمة الصحة العالمية، على أن المؤشر الإيجابِي الوحيد الذي جاء فيها يتمثل في تراجع حالات الانتحار وسط النساء بـ6.1 في المائة، فِي الوقت الذِي زادَ المنتحرون الرجال بـأكثر من الضعف أي بنسبة 135 في المائة.وخلصت الوثيقة المذكورة إلى أن أزيد من 800 ألف شخص ينتحرون سنويا عبر العالم، وأنَ الانتحار أصبح ثاني سبب للوفاة عند شريحة الشباب التي تشمل الفئات العمرية بين 15 و29 سنة، دون احتساب محاولات الانتحار الفاشلة، إذ تكشف الإحصائيات أن كل شخص يلقَى حتفه منتحرا، يختفي وراءه عشرون آخرون يحاولون الانتحار دون إدراك المراد. قدماء المحاربين يحنون إلى الموت بعد الستين أظهرت دراسة أجرتها الحكومة الأمريكية، وهي الأكثر شمولية إلى الآن، أن معدل الانتحار بين قدامى المحاربين البالغ عددهم 23 مليون محارب فى تزايد أكثر مما كان يعتقد في السابق، والذين يموت منهم 22 شخصا يوميا، أي بمعدل واحد كل 65 دقيقة في المتوسط.وأشارت تقديرات الدراسة، التي نشرتها وزارة شؤون قدامى المحاربين بشأن الفترة من عام 1999 إلى 2010، إلى 18 حالة انتحار يوميا بالولايات المتحدة.وقالت وزارة شؤون قدامى المحاربين "إن عدد حالات الانتحار بالولايات المتحدة زاد بنسبة 11 في المائة خلال الفترة من 2007 إلى 2010، مشيرة إلى أن أكثر من 69 في المائة من حالات الانتحار بين المحاربين القدماء كانت بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم خمسين عاما فأكثر".وبدوره، قال السناتور الديمقراطى باتى موراى عن ولاية واشنطن، الذى تبنى تشريعا يدعم الرعاية الصحية للمحاربين القدماء، "تقدم هذه البيانات صورة أكثر دقة، وهى صورة محزنة بل مثيرة للانزعاج عن معدلات انتحار المحاربين القدامى".كما أقر الجيش الأمريكى بأن حالات الانتحار في صفوف جنوده العاملين بلغ رقما قياسيا في سنة 2012 متفوقة على عدد القتلى الذين يسقطون أثناء القتال، وبلغ العدد 349 شخصا. يحدث ذلك رغم التركيز المتزايد من قبل القيادة العاملة بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ووزارة شؤون قدامى المحاربين على مشكلة الانتحار.من جهتها ذكرت تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية أن زيادة معدلات الانتحار بين متوسطى العمر من 35 إلى 64 بلغت نسبتها 30 في المائة تقريبا خلال الفترة من 1999 إلى 2010، وأن عدد المنتحرين من هذه الفئة العمرية تجاوز عدد الوفيات جراء الحوادث المرورية، حيث بلغ عدد المنتحرين 38.364 ألف حالة، بينما بلغ عدد وفيات الحوادث 33.687 ألف حالة. وأشار التقرير إلى أن الانتحار كان يعتبر مشكلة تتعلق بالمراهقين والمسنين، ولذلك كانت الزيادة بين متوسطي العمر مثيرة للاستغراب، ومع ذلك تؤكد وحدة علم الاجتماع بجامعة (روتجرز) الأمريكية أن " الأرقام المذكورة حول الانتحار كثيرا من العدد الحقيقي على أرض الواقع.ولم يذكر التقرير الأمريكي شيئا عن أسباب هذا الارتفاع اللهم الأسباب العامة مثل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، أكثر من ذلك فقد ختم التقرير بعبارة "ربما يكون هناك شيء خاص بهذه الفئة العمرية وكيفية رؤيتها لقضايا الحياة". إعداد: ياسين قطيب

المغادرة الطوعية للحياة تتسع بين المغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العالـم يسجـل حالـة انتحـار كـل 40 ثانيـة

"صباحيات دوزيم" في حلة جديدة

مقالات ذات صلة