الفقراء يحاكمون الحب

علاقة غامضة بين الحب والفقر وأدباء يشحذون الهمم للاحتفال بالعيد تكاد تخلو المكتبات من دراسات وأبحاث حول "علاقة الحب بالفقر"، لكن عددا من الكتاب، سواء في مقالات منشورة في الصحف أو في رواياتهم، حاولوا البحث عن أسرار هذه العلاقة، خاصة مع توالي الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في العالم. وتتوحد أغلب الدول العربية، ومنها المغرب، في أزمة اقتصادية يلمسها المواطنون، فارتفاع الأسعار جعل الاحتفال بعيد الحب هذه السنة مختلفا، ما يتجاهله الجميع، مع وجود استثناءات. "أن تكون عاطلا عن العمل، فأنت حتما عاطل عن الحب، وعاطل عن الحياة، وتهرب كل صباح من نظرات أم تقول في صمت تحركوا ترزقوا، وكأن الحركة تكفي لفتح أبواب الجنة". بهذه الجمل تفتتح الكاتبة المغربية فاتحة مرشيد روايتها "مخالب المتعة"، التي تذهب في تفاصيل المجتمع، لتلقي الضوء على الجوانب المتعبة من الحياة، ومنها علاقة الحب بالفقر. أما الكاتب فارس الحباشنة فكتب، في جريدة أردنية، مقالا حاول من خلاله البحث عن لغز العلاقة بين الفقر والحب، فتساءل قائلا: "كيف لنا أن نبدأ الحديث عن عيد الحب هذا العام؟ وكيف لنا أن ننقل أحاديث بائسة ومعدومة عن الحب، والحب هو من الأشياء الجميلة الكثيرة المفقودة من حياتنا، فداخل جدران العقول والقلوب يواجه الحب قمعا واستبدادا من سلطتي التحريم والفقر"، وهي أسئلة كثيرة تواجه الحب كل عيد، إذ كيف سيفكر الناس في الحب، وهم جياع ومخنوقون بالفقر والعوز والتهميش والإقصاء؟ وكيف سيفكر الناس فيه وقلوبهم ملطومة بالخوف والقلق والفزع من المستقبل؟ وأي حب دون مستقبل؟. وأوضح الكاتب نفسه أن أسئلة كثيرة تُكبل إمكانية الاحتفال بالحب، وقال: "أعرف حقا أنه عيد الحب، لكن أعرف أن الفقراء محرومون قدرا من الحب، وقد يأخذك هذا الحرج المغلف بالجرأة للاعتراف بأنك لا تقوى على شراء هدية لمحبوبتك، في وقت تشتد به الحاجة إنسانيا لأي موقف من الحب". ويبدو أن قيمة الحب تختلف أيضا باختلاف الطبقة الاجتماعية، تماما كما هي حال أمور وأشياء كثيرة، وبالعودة الى طقوس ومراسم الاحتفالات الأولى بالحب، تجد عالما مغايرا ومختلفا لقيمة الحب الإنسانية، فالحب مضاد للموت والتعاسة والخمول والكراهية، لكنه صار اليوم طيعا للمصالح العامة، فأن تحب يعني أولا أن تدرس إمكانياتك وقدراتك المالية، ويبدو ذلك واضحا ولا يخفى على أحد، إذ بمجرد العبور في الشوارع، تكتشف أن الحب ليس غواية، كما قالت العرب، بل إنه قدرة مالية أولا وأخيرا. خالد العطاوي

الفقراء يحاكمون الحب

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"فالنتاين" في زمن الأزمة

"بحبك يا حمار بمذاق العنب"

مقالات ذات صلة