fbpx
حوار

البدراوي: ثقب مالي يفوق المليار

رئيس الرجاء قال إنه سيعلن عن الانتدابات الأسبوع المقبل
قال عزيز البدراوي، رئيس الرجاء الرياضي، إنه بات للفريق «رئيس صحيح» يعتمد عليه، ولن يتوانى في تقويته من كل الجوانب. وأضاف البدراوي حينما حل ضيفا على «الصباح»، اول أمس (الخميس)، أنه لن يتردد في اللجوء للقضاء، إذا ثبت اختلاس أموال الرجاء، مبرزا أنه لازال ينتظر نتائج الافتحاص، وتبريرات صرف مبالغ هامة من مالية النادي في السنوات الماضية. واعترف رئيس الرجاء أنه صرف أكثر 800 مليون من ماله الخاص منذ توليه رئاسة النادي في أقل من شهر، لكنه لا يهتم بتعداد الأموال التي يصرفها على الفريق، بقدر ما يهتم بتلبية مطالب ملايين الرجاويين الذين يرغبون في المنافسة على الألقاب.
في ما يلي نص الحوار:
إنجاز: عبد الإله المتقي والعقيد درغام ونور الدين الكرف و تصوير: فدوى الناصر

< بصراحة، لو كانت لي فرصة إعادة النظر في قراري، فقد لا أترشح، فلكي تكون رئيسا للرجاء، فهو شرف كبير، وخير دليل حب الناس، وكيف أصادف الرجاويين في الشارع. كل هذا لا ثمن له. لم يأت بي أحد لرئاسة الرجاء. فكرت في الأمر. قلت إن تدبير الرجاء سيكون مثل تدبير شركة أو ما شابه. لكن الواقع مختلف تماما. الفريق أخذ كل وقتي، «كنفيق بيها ونعس بيها». أنام أربع ساعات فقط في اليوم، لدرجة أنني حتى خلال ساعات النوم أحلم بالنادي. لم يعد لي وقت للتركيز على مشاريعي وعائلتي. هذا هو ثمن حب الناس لك، والرجاويين خاصة، ويكفيني أنني أمثل أمل ملايين المحبين لهذا النادي.

< أتحمل كامل مسؤوليتي في الكلام الذي أقوله. أنا أصف طريقة تدبير الرجاء بالصعبة. ليس من السهل تدبير الفريق ماليا ومعنويا وذهنيا. لا يوجد وقت محدد للعمل بالرجاء، بل يجب أن تضحي بكل وقتك. هذا كله شرف لي.

<«كنصرف بلا حساب». هناك أعمال أقوم بها ب»النية» ولا أحبذ فيها عد المال الذي أصرفه ومنها الرجاء، خاصة في الفترة الأخيرة. إذا قضيت الوقت في حساب المصاريف، فلن تغامر في أي مشروع. بدأنا في البداية بأموال بسيطة، بعدها بدأت المصاريف تكثر، خصوصا بعد تقديمي منحة للاعبين للفوز في ديربي البطولة الوطنية على الوداد الرياضي، والتي كلفتني 270 مليونا. لا أملك في الوقت الحالي اليد على حساب الرجاء الرياضي الرسمي، والذي توجد فيه 164 ألف درهم، والتي أتت من المتعاطفين والمنخرطين فقط، وكل شيء يهون أمام حب هذا النادي العريق.
< إذا أردت رقما تقريبيا، يمكن القول إنني صرفت 800 مليون منذ وصولي لرئاسة الرجاء. حرفتي هي الحساب والتدقيق، لكن مع الرجاء «مابغيتش نحسب».

< قال لي فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية، إنه إذا صرفت من مالي الخاص فلن أتمكن من استرجاعه. لهذا السبب أعجل في تفعيل الشركة، ومنحت لجنة خاصة مهلة شهر للقيام بذلك. لن تصرف الجامعة أي منحة للأندية إذا لم تفعل الشركة قبل بداية الموسم الرياضي الجديد. مازالت الشركة باسم رشيد الأندلسي، وبعدها أتى الرئيس أنيس محفوظ ولم يصل إلى توافق مع الأندلسي.

< هناك شركة للرجاء موجودة على أرض الواقع. هناك أسهم توزعت مسبقا، منها ثلاثة لأشخاص بصفتهم. ننتظر اليوم أن يمرر الأندلسي أسهمه التي أخذها بصفته وليس كرئيس للرجاء، للرئيس الجديد للنادي، لكي يتمكن من نيل حق التوقيع.

< نعم لم أتلق التقارير المالية المتعلقة بفترة رئاستهما للنادي. رغم أنه قيل غير ذلك في أحد المنابر الإعلامية. تسلمت ملفات من محفوظ تتعلق ببعض الديون من بينها تلك المتعلقة بمنح توقيع اللاعبين، ووقعت ورقة بطلبه، تؤكد أنه سلمني هذه الوثائق، وكان له ما أراد. أتحدث اليوم عن تقارير مالية كاملة، وفي هذا الباب لا يتوفران على الإبراء لحد الآن.

أطالب بحساب مصادق عليه
< سأضطر إلى إجراء فحص. يجب أن أتوصل بحساب مصادق عليه من خبير محاسباتي، ومن حقي أن أفحصه.

< ليس في أيام، لكن صرف مليار في اليوم، إذا تحدثنا عن حساب تقريبي.

< الرجاء «كانت لباس عليها» في فترة معينة قصيرة، لكن بعدها بات الفريق يعاني.

< يقولان إنهما أديا مصاريف كثيرة، وديونا كانت في ذمة الفريق، من بينها منح توقيع اللاعبين. كل هذا كان صحيحا. لكن هل يمكن اعتبار هذا الأمر اختلالا تدبيريا أو اختلاسا ؟ هذا هو دوري اليوم، وما يطالبني به الجمهور اليوم. اجتمع ثلاثة محاسبين مع ممثلي محفوظ والأندلسي، وشخصين آخرين، لكي أطالب بالحسابات بكل دقتها، وطلبا مهلة. هناك مبالغ مالية كبيرة، غير مبررة.

< هناك أكثر من مليار ونصف مليار. يجب أن يقدما لنا تبريرا لصرفها. هذا ما توصلنا به منهما، علما أنني احتفظت بالمحاسب نفسه الذي عمل مع الرئيسين، لأنه تابع للنادي. أنا أنتظر التقارير، وإذا لم أتوصل بها سأقوم بافتحاص.

إنجازات البنزرتي تتحدث عنه
< البنزرتي مدرب كبير، وأصفه ب»ثعلب البطولة وعصبة الأبطال». يعرف الرجاء جيدا، وباقي فرق البطولة. يعلم أيضا خبايا الغريم الوداد الرياضي.

< من يعتقد هذا فهو خاطئ. التاريخ يؤكد أنه مدرب جيد، وإنجازاته تتحدث عنه. آخر دليل ما فعله بالاتحاد المنستيري، الذي حوله في ظرف وجيز من فريق ينافس على البقاء، إلى فريق يصارع للفوز بلقب البطولة التونسية، بإمكانيات بسيطة جدا. سافرت لتونس لإقناعه، لأنني علمت أن هناك فرقا كثيرة ترغب في التعاقد معه.

< هذا ليس دور البنزرتي، وإنما مشروع رئيس ومكتب.

< بطبيعة الحال، ولو كان غير ذلك لما اخترت السفر إلى تونس لإقناعه بقيادة الرجاء، إذ كلفني ذلك إصابتي بفيروس كورونا، أخيرا. خلاصة القول، استحق البنزرتي كل التضحيات التي قمت بها من أجل التعاقد معه. سيمتد العقد بيننا موسما رياضيا قابلا للتجديد.

<نعم يتم التنسيق مع البنزرتي في الانتدابات، لاعبا بلاعب. نناقش كل الخيارات المتاحة، وطالبني بالاحتفاظ بركائز الفريق، وجعلني أغير رأيي في بعض اللاعبين أيضا.

< سيلعب الليبيون مباريات السد في الدوري المحلي، بتونس، وستنتهي هذه المباريات في 27 يوليوز، وبعدها سيأتي لبدء العمل مع الرجاء. لدينا مباريات ودية، بالإضافة إلى أن الاستعدادات ستنطلق قبل حضور البنزرتي، لكنه سيرسل مساعده والمعد البدني الذي اختاره، لقيادة الفريق في المرحلة الأولى من الاستعدادات.

< فاتحت مسؤولين جامعيين بخصوص هذه العقوبة، ولا يمكن معاقبة مدرب غادر البطولة ودرب فرقا أخرى، وعاد بعد سنوات. تحدثت مع أشخاص قانونيين داخل الجامعة، وأكدوا لي أنه لا يوجد مشكل في هذا الأمر.

أنا أكبر “جرادة”
< أنا واحد من الجماهير، ولن أتوانى في المتابعة إذا ثبتت خروقات. أنا في هذا الموقف، واحد من الجماهير وليس رئيسا للرجاء، بل «أنا أكبر جرادة». «الرجاء اليوم عندها رئيس صحيح»، ولا أخشى لومة لائم.

< يمكن ذلك، لكن لكي نتأكد هل هناك اختلال تسييري أو اختلاس، يجب اللجوء إلى افتحاص.

< صديقي ورجاوي حتى الجنون. إنه إنسان صادق ومحترم. هناك من ربطه بفريق آخر، لكن ذلك غير صحيح.

لاعب كبير في الطريق
< سبق وتحدثت معهم و»خويت عليهم قلبي». هناك عمل كبير نقوم به في الانتدابات، ولأول مرة، تسهر لجنة على هذه الانتدابات، لتحديد مكامن الخصاص، لدينا نقص كبير، خاصة أن هذه الفترة تزامنت مع نهاية عقود عدد كبير من اللاعبين، علما أنه تنتظرنا استحقاقات كبيرة، وواجهات متعددة. لا نحتاج لفريق واحد فقط، وإنما فريق ثان يمكنه تعويض الغائبين. يجب أن نحدث المنافسة داخل الفريق، بانتداب لاعبين على الأقل في كل مركز. الظروف تغيرت، ويمكن أن تنزل الجامعة عقوباتها الصارمة على اللاعبين، بالإضافة إلى انتشار فيروس كورونا والإصابات. كل هذه العوامل تضطرنا لتعزيز دكة البدلاء أيضا.

< نختار أفضل اللاعبين أولا، وأن يكون اللاعب رسميا في فريقه. وإذا بحثنا عن هؤلاء اللاعبين، يصعب انتدابهم، ويجب التفاوض مع فريقه ووكيل أعماله. في بعض المرات، نصطدم بوكلاء كثر يتحدثون عن لاعب واحد، بل إن بعضهم يهدد بوقف انتقاله إذا تم التعامل مع وكيل آخر، بالإضافة إلى فرق أخرى تقدم عروضا، وبالتالي يجب أن تضمن أن يكون عرضك هو الأكبر، رغم قلة الإمكانيات في بعض الأحيان. هناك اللاعب أيضا الذي يريد ضمان مستقبله، واستغلال الفرصة، خاصة أن بعضهم لم يتوصلوا برواتبهم أو منحهم من فرقهم.

< نفاوض أنس الزنيتي ومحمد المكعازي وزكرياء الوردي لتجديد عقودهم، وسنحتفظ بأغلب ركائز الفريق، لكن هناك مراكز أخرى يجب انتدابها.

< الأسبوع المقبل، ولا أريد الكشف عن الأسماء الآن. هناك لاعبون معروفون، وهناك اسم يتحدث عنه الجميع. أعمل عليه في الوقت الحالي، ولا يمكنني التحدث عن الأسماء، قبل التوقيع.

< لا يمكن استعمال كلمة ابتزاز. لن أخفي الحقيقة عن الجماهير. هناك لاعب لن أفصح عن اسمه، قال لي في الفندق إنه علي أن أفاوضه قبل الديربي، وبأسلوب مستفز لا أقبله. لو كنت في ظروف أخرى، لطردته، لكنني تجاوزت الأمر لكي ننهي الموسم بسلام. كان هناك عصيان، لكن لا يمكن أن أتحدث مع اللاعب في خضم الموسم الكروي، واخترت تدبير الأمر بسلام. هناك من رفض اللعب صراحة، لأنه في نهاية عقده، لكن الأمور تم تدبيرها باحترافية، وحسب ما تقتضيه مصلحة الرجاء، وقيمة النادي.

< الزنيتي من بين أحسن الحراس في إفريقيا. حتى لو أخطأ فلن نتخلى عنه، لأنه مازال في قمة عطائه. يتوفر الرجاء أيضا على حراس رائعين آخرين، من بينهم الجزائري مرباح غايا.

< نعم سيتم الاحتفاظ بأهم اللاعبين.

< نعم. الرجاء أحسن فريق في الانتدابات حاليا، وأي لاعب يحلم باللعب له، وكما قلت «الرجاء دابا عندها رئيس صحيح».

< أعده بفريق قوي، وأملي الذهاب بعيدا في المنافسات والبطولات التي سنشارك فيها.

< هناك اتفاقيات في طور المفاوضات. ستجلب لنا أموالا إضافية. المهم هو دعم الفريق ماليا.

< لم يكن للمكتب السابق خيار، رغم أن بعض المستشهرين يضعون علامتهم التجارية بالقميص ولا يقدمون سوى 30 مليونا. في المفاوضات مع المستشهرين الجدد، وعدت بنزع كل العلامات وترك علامة واحدة، شريطة تقديم مبلغ محترم. أحد المستشهرين اشترط أن تظهر علامته كبيرة وبشكل واضح، وافقت على ذلك، لكن «خاصهم يزعمو». هناك مستشهر سبق وتحدث مع المكتب السابق، لكنني اعتبرت المبلغ المقدم هزيلا، وطالبتهم بالمزيد.

< لا أعتقد ذلك. هناك عرض من شركة أجنبية، تفاوض معها المكتب السابق، لكنني اشترطت أن تتم مضاعفة المبلغ المقدم قبل التوقيع.

صفر درهم في الصندوق
< مالية الرجاء «حلك دلك». لا يوجد أي سنتيم في الصندوق. بل لدينا ديون في ذمتنا. قبل الديربي، كان علينا تأدية مليار ونصف مليار، لكي لا نمنع من المشاركة في عصبة الأبطال الموسم المقبل. لكنني اجتمعت مع المسؤولين بالجامعة والعصبة، وهددت بالرحيل. قلت إنني لست بنكا، ومع ذلك أقدم أموالا طائلة فور وصولي للرئاسة، جئت للرجاء للتدبير السليم، وليس لتأدية الديون فقط.

< المفاجآت هي الانتدابات. تم الإعلان عن المدرب الجديد، في انتظار الإعلان عن الانتدابات. نعمل على قدم وساق على مشاريع أخرى، مثل البطائق والانخراط وقناة الرجاء.

< نعم سيتم تخفيضها. سبق وعقدنا اجتماعا، لكن لم نصل لحل توافقي. هناك من يريد 2000 درهم وهناك من يرغب في الاحتفاظ ب 20 ألف درهم. لكل رأيه. هناك إشكال آخر، هل يمكن منح الصلاحية لصاحب 2000 درهم ليكون رئيسا ؟ يمكن أن ننوع قيمة الانخراط، بين 50 ألف درهم للنخبة، و20 ألف درهم لمن يرغب في المشاركة في القرار، ثم 3000 درهم. لكن لكي تكون لكل منخرط الصلاحية في التصويت يجب أن يجمع 20 ألف درهم، أي أنه يمكن لأصحاب 3000 درهم أن يلتئموا ليجمعوا 20 ألفا ويكون لهم صوت.

لقجع يقود ثورة كروية
< سميت ذلك بـ”الكراسي الفارغة”. يجب أن نخفض العداءات، بأن يشارك الرجاويون في اتخاذ القرار. أتحدث عن كل المؤسسات واللجان، بما فيها البرمجة. اليوم نملك محمد بودريقة ممثلا في الجامعة الملكية، في انتظار إشراك أسماء أخرى. أتى الإعلان عن المكتب الجامعي في وقت كنت أشكل فيه مكتبي، لكن مستقبلا، ستكون لنا الكلمة.

< لا يمكنني وصف ما حدث بـ “التجاوزات”. سيقولون لي إن برمجة الديربي يوم الجمع العام، ومن بعد ؟ ما فائدة البيانات التنديدية ؟ أنا من جماهير الرجاء، لكن هل من الحكمة أن ندخل في صراع مع الجامعة ؟ كان هناك جدل آخر بخصوص لعب ديربي الكأس دون جمهور، وكان الأمر علي وعلى منافسي، الذي كان هو المستقبل.

< ليس تطورا وإنما ثورة كروية. آخر مظاهرها تأهل المنتخب الوطني النسوي لكأس العالم. في السابق كانت فرق أخرى هي التي تتحكم في إفريقيا، اليوم صعد المغرب بقوة. أصبحنا ندخل التصفيات ونحن متأكدون من التأهل. هناك مجهودات كبيرة للجامعة الملكية وفوزي لقجع ولا يجب نكران الخير. «عطانا الله رئيس جامعة كياكلو عليهم جيراننا صباعهم».

< ذهبت أخيرا لتونس وشاهدت وضعية الملاعب. هناك فرق كبير جدا، بل إن بعض التونسيين قالوا لي إننا عدنا ل 50 سنة للوراء. يجب معرفة قيمة الاستقرار الذي تعيشه بلادنا تحت قيادة الملك، نصره الله. هناك تطور البطولة أيضا، وتجاوز المستوى بعض الدوريات التي تملك إمكانيات هائلة مثل الخليج.

< لا يمكنني القول إن كل شيء على ما يرام، ولا أطبل لأحد، لكن هناك ثورة كروية حقيقية.

< هناك من يتحدث عن التحكيم، فقط عندما يخسر المباريات. بل إن البعض تحدث عن جهات عليا تتدخل في التحكيم. كنت في اجتماع عاد مع رئيس الجامعة رفقة بعض رؤساء أندية، وبدأ الرئيس في التحدث عن التحكيم، وطلب رأيي، فقلت له، إنني لا أتحدث عن تحكيم مباراة انتهت. هناك أجهزة في الجامعة تعمل على ذلك، ولا فائدة من التحدث عنها طويلا.

< زرت الأكاديمية، ومستوى التجهيزات رائع جدا. باتت للرجاء تحفة حقيقية. تحدثت مع رئيس الجامعة قبل الجمع العام، ووعدني بأن يسلمني مفاتيحها بعد فترة وجيزة من اختياري رئيسا.

< جازيتهم بيومين في منتجع ببنسليمان، للاستراحة والاحتفال بالإنجاز المحقق. سنقدم لهم منحا أيضا لتحفيزهم.

“الله يقتلنا مع الدراوش”

< كنت أدرس في مدرسة طلحة بن عبيد الله بالرباط، والتي كانت تضم أبناء وزراء، والتحقت بها صدفة. وزعونا على مدارس كثيرة، واختاروا لي هذه المدرسة. كانت بعيدة جدا عن منزلي، وعشت رحلة الصيف والشتاء. كنت أقتني الكتب وملابس السنة من مجهودي، كما كنت أقتني لوالدتي بعض الألبسة والأواني المنزلية القديمة.

< أعتمد على مقولة شهيرة وهي «الله يقتلنا مع الدراوش». بقيت قريبا جدا من هذه الطبقة وحتى في عملي، إذ اشتغلت كثيرا مع عمال النظافة، وهم أناس بسطاء وهم أصدقائي أيضا. عملت مع عمال نظافة درسوا معي، ولعبنا معا في الحي نفسه. حتى في داخلي أفضل العيش مع الأشخاص البسطاء. لدي صديق مقرب مني، إنسان بسيط ويعيش حياة اجتماعية عادية أيضا، لكنني أصر في كل مرة على مقابلته.

أنا “ولد الشعب”

< مركز بمعايير دولية، يتوفر على ملاعب بعشب طبيعي واصطناعي، وكل التجهيزات التي تتطلبها الممارسة. زرت مراكز كثيرة في المغرب لكن لا تصل إلى مستوى مركز «الزيايدة»، بما فيها أكاديمية الرجاء. يتوفر على قاعات للرياضة والندوات ومركز خاص للترويض وكل المعدات الحديثة.

< بطبيعة الحال، يمكنه استقبال فرق عالمية، وسيكون في خدمة الرجاء «بيليكي».

<لا أجيد التحدث عن نفسي. أنا ولد الشعب و»الدراوش». كبرت في الأحياء الفقيرة والهامشية بالرباط، وأسميها «أحزمة الفقر». عشت في حي فقير جدا. والدي كان عسكريا وبعدها تقاعد، وكبرت في أزقة ضيقة وفي ظروف اجتماعية صعبة. عندما كنت أرغب في مراجعة دروسي المدرسية أنزل لبيت صغير مخصص لي، وإذا بي أسمع «مشرمل» حاملا قنينة خمر يصرخ في الشارع «والله لا نعس شي واحد». وسط هذه الظروف ركزت في دراستي جيدا وكنت متفوقا. الدراسة انتشلتني من تلك الظروف الصعبة، وكنت أحلم بأن أكون موظفا أو معلما على أكثر تقدير. كنت أعمل في البناء أو «الزليج» في العطلة الصيفية.

< عندما كنت صغيرا، أتت مواسم صعبة، وباع جدي وعائلتي الأراضي التي كانوا يمتلكونها بها، وعندما أعود لمنزلي أشعر دائما بالشوق لبنسليمان، بل كنت أمر على منزلنا السابق وأتحسر عليه. اليوم أعدت اقتناء كل تلك الأراضي بل ووسعتها، وأقمت فيها عدة مشاريع، رياضية وسياحية وفلاحية، كما أنني أشغل في شركاتي 600 شخص، ومن ضمن مجموع الموظفين الذين يشتغلون معي هناك 95% من أبناء إقليم بنسليمان، وأنا متعصب في هذا الاتجاه. أعطي الأولوية لإخوتي وعائلتي وبعدها لأبناء المنطقة.

في سطور

الاسم الكامل: عزيز البدراوي
تاريخ ومكان الميلاد: 12 دجنبر 1970 بالرباط
الحالة العائلية: متزوج وأب لإيناس وإلياس
حاصل على الدكتوراه في التدبير
رجل أعمال وصاحب هولدينغ
منخرط في الرجاء الرياضي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.