بوعبيد الشرقي قبلة الزوار والمريدين

تستعد السلطات الإقليمية بعمالة إقليم خريبكة، بتنسيق مع المجلس الجماعي للمدينة ووزارة الشؤون الإسلامية، لتنظيم دورة جديدة سنوية للولي الصالح بوعبيد الشرقي، بمدينة أبي الجعد خلال الأسبوع الأول من شتنبر المقبل. ويراهن المنظمون على تجويد فقرات الدورة، بعد توقف اضطراري خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بسبب الجائحة التي ألغت جميع الاحتفالات والمواسم الدينية بالمملكة. ويصادف تنظيم الدورة عودة مكثفة لأبناء المنطقة والجماعات والمدن المجاورة، من الجالية المقيمة بالخارج، الذين تربطهم علاقات تاريخية ودينية مع بوعبيد الشرقي، إذ تتزين المدينة الصغيرة بأبهى صورها، من خلال تعبئة الموارد البشرية والمالية لعمالة الإقليم الفوسفاطي والمجلس الجماعي، وتشمل ترتيبات تنظيم هذا الحدث الديني، المنظم من قبل الزاوية الشرقاوية، بالإضافة إلى سلسلة الاجتماعات التحضيرية التي ينعقد افتتاحها بمقر عمالة الإقليم، لتتلوها اجتماعات شبه يومية بمقر بلدية أبي الجعد، والتي تخصص لتقديم التصورات والاقتراحات، لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية، وتعبئة عدد كبير من أطر ومستخدمي بلدية أبي الجعد، للقيام بأشغال النظافة والإنارة، والتشجير بأهم شوارع المدينة، وطلاء الأسوار وتزيين الواجهات ونصب الأعلام واللافتات التي تتضمن عبارات الترحيب بزوار وضيوف المدينة القادمين من مختلف المناطق. ولعل ما يستقطب فئة كبيرة من الباحثين في العلوم الدينية وارتباطها بالزوايا، إضافة حضور نوعي من اليهود، الذين لا يفوتون فرصة تنظيم فقرات الموسم نوعا من الارتباط بمسقط رأسهم مدينة أبي الجعد. وككل سنة، تحتضن فقرات الدورة السنوية، تهيئة أروقة وفضاءات، لاحتضان معارض الصناعة التقليدية والمنتوجات الفلاحية وأخرى للكتاب والفنون التشكيلية، وكذا إحداث منصة رسمية كبرى، لإحياء السهرات المبرمجة، وتجهيز وتحديد الفضاء الخاص بعروض التبوريدة، التي تشكل أحد الروافد الأساسية للموروث الديني والثقافي للمنطقة. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الدينية السنوية، سلسلة من الأنشطة، تهم على الخصوص تنظيم مباريات في حفظ وتجويد القرآن الكريم، إلى جانب برنامج ديني يضم دروسا للوعظ والإرشاد، وحفلا للمديح والسماع، بالإضافة إلى تنظيم ندوات علمية تبرز الدور الديني والعلمي الذي اضطلعت به الزاوية الشرقاوية منذ تأسيسها، وكذا إقامة أمسيات صوفية وإلقاء دروس دينية بين العشاءين في كل مساجد المدينة تقليدا يعود تاريخه لقرون عديدة. ويسجل الفاعلون السياسيون، والباحثون الدينيون بالمغرب، الارتباط العضوي والسنوي، للطائفة اليهودية المغربية ، التي يرجع موطن مسقط رأسها بمدينة أبي الجعد، حيث يواكبون كل سنة الحضور الجماعي للاحتفال بالذكرى السنوية لمؤسس الزاوية الشرقاوية، بل يسجل لهم بحوثا أدبية حول تاريخ الزاوية الشرقاوية، في تجويد الفعل الديني، والبحث العلمي حول الزوايا المغربية، وتفعيلًا لارتباطهم بمسقط رأسهم، عملوا على تكوين جمعية محلية، بموطن عملهم خارجيا ، تعنى بتكوين وتلقين الجيل القادم من أبنائهم، تاريخ مدينتهم الأصلية أبي الجعد (إقليم خريبكة)، والدور التاريخي للزاوية الشرقاوية، في حياتهم الدينية والثقافية . حكيم لعبايد (خريبكة)

بوعبيد الشرقي قبلة الزوار والمريدين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البدراوي: ثقب مالي يفوق المليار

30 مليونا لبركات "عيشة قنديشة"

مقالات ذات صلة