مدرسة الهندسة بوجدة… التكوين المتعدد

رديف لمؤسسات الاستقطاب المحدود في إغناء حقل الدراسات الهندسية شهدت وجدة، منذ عقدين طفرة علمية تجلت في الرديف المؤسساتي لجامعة محمد الأول، والمتكون من كلية للطب والصيدلة ، ومدرستين وطنيتين إحداهما للتسيير والأخرى للعلوم التطبيقية، والتي يتخرج منها العشرات سنويا من المهندسين في عدد من المجالات. وفرض التوسع العمراني للجهة على المجال التربوي تعزيز ذلك بعدد من المدارس العليا الخصوصية، التي تكمل بشكل أو بآخر هذا المجال العلمي التربوي ذا الاستقطاب المحدود، من بينها إحداث مدرسة الدراسات العليا للهندسة بوجدة، وهي مؤسسة خصوصية تعتمد نمط المدارس الرسمية المتخصصة، أي اعتماد خمس سنوات دراسية بعد الباكلوريا، من بينها سنتان تحضيريتان لاستقبال الطلبة الحاصلين على الباكلوريا في التخصصات العلمية أو التقنية بعد امتحان شفوي وكتابي، كما تستقبل المدرسة الطلبة الذين سبق لهم الدراسة في مستويات عليا في الرياضيات المعلوماتية على سبيل المثال . وتعتمد المدرسة المذكورة نمطا حضوريا في الدراسة، بطاقة إيوائية لثمانمائة طالب في السنوات الخمس، وتقع المؤسسة في حي تعليمي، قريب من المؤسسات الجامعية العليا، معتمدة في ذلك مساحة حديثة راعى أصحابها في تشييدها توفرها على كل مقومات المدرسة العليا المتخصصة في التكوين العلمي والتكنولوجي، وقد شيدت على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، وتشمل الأشغال التوجيهية وقاعات الدروس ومدرجا وقاعات تطبيقية ومكتبة وقاعة تمريض وفضاء أخضر وفضاء خاصا بالإنتاج التقني التطبيقي المشتمل على عدد من الوسائل والآلات المتطورة والمتماشية مع ما يحتاجه الطالب المهندس طيلة مشواره الدراسي، وما يساعده على التخصص والعمل في مجال قريب مع الحياة العملية المستقبلية. كما تحتوي المؤسسة على مختبرات متخصصة في الكيمياء والفيزياء والآلية والالكترونيات الرقمية والمعلوميات الصناعية، إضافة إلى قاعات مخصصة للغات والوسائل السمعية البصرية والمخصصة كذلك للتكوين في الثقافة الاتصالية، إضافة إلى مدرج مخصص للأنشطة العلمية والثقافية والاجتماعية ومركز للبحث العلمي، وفضاءات مخصصة لتطوير وتنشيط الأندية الترفيهية ومقصف خاص...الخ، مما يجعلها بحق مؤسسة متكاملة في توفير شروط التعلم والتكوين الهادئ والرصين. وحرصا من المؤسسة على ربط الجانب البيداغوجي والتكوين بالواقع الصناعي والتقني، توفر المؤسسة سنويا أزيد من 250 فرصة تدريب لدى العديد من المؤسسات ذات التخصص الصناعي والمعلومياتي. كما يسهر على تكوين طلبة المؤسسة أزيد من مائة مكون مؤهل لقيادة السفينة التربوية في التخصصات التي اعتمدتها المدرسة للتكوين ،وهي التي تشمل السنتين التحضيريتين الأوليين، وهما سنتان إعداديتان ،تكون خلالهما الدراسة مشتركة بين كل طلبة المدرسة الملتحقين لأول مرة بها. وتشمل الدراسة القواعد الأولية العلمية والتقنية التي لا غنى عنها لمتابعة الدراسة في سلك المهندسين، ينتقل الطالب بعدها لإحدى التخصصات الثلاث التي تشتمل عليها الدراسة بالمؤسسة لمدة ثلاث سنوات، وهي هندسة الأنظمة الصناعية والهندسة المعلوماتية، ثم المعلوميات والتدبير. مؤسسة مرجعية تهدف المدرسة إلى تكوين مهندسين متعددي المعارف التقنية في مختلف مجالات الدراسة، بما فيها طبعا تدبير وتسيير الوحدات الصناعية المتماشية مع تخصصاتهم، وتؤطر الدراسة طبعا بالتداريب والمشاريع الجماعية، وكذا المشاريع الفردية التي ينجزها الطالب سواء خلال التداريب أو الدراسة، والتي تكون مؤطرة في إعدادها بمجموعة من المعارف التكميلية في العلوم الإنسانية والاقتصادية وفي التسيير. ومما يجعل المؤسسة ذات مرجعية حقيقية في مجالها، هو طاقمها الإداري المتكون في مجمله من أساتذة متخصصين في التكوين الهندسي ، بتجربة مهمة على المستوى الشخصي في التكوين والتدريس والإشراف على الطلبة المهندسين في مدارس عليا سابقا، ما أغنى الرصيد المعرفي والتجريبي لهذا الطاقم وللمؤسسة كذلك. محمد المرابطي ( وجدة)

مدرسة الهندسة بوجدة… التكوين المتعدد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقطات

صفر مقعد لإخوان العثماني بطنجة

مقالات ذات صلة