“المولات”… موسم التخفيضات

انخفاض واضح للأثمان لتعويض خسائر الأشهر السابقة واستغلال لرفع تدابير الحجر تعيش الفضاءات التجارية الكبرى، خلال الأيام الأولى من صيف 2021، على تخفيضات استثنائية، مستغلة تخفيف تدابير الحجر، وعودة مغاربة العالم لأرض وطنهم. وعاينت "الصباح" في جولة قامت بها في "مولات" البيضاء، تخفيض أثمنة أغلب المنتوجات، بما فيها الألبسة، التي تشهد إقبالا كبيرا في الفترة الحالية. وأكد بعض الباعة وأصحاب المحلات والزبناء، انخفاض الأثمان منذ بداية يوليوز الجاري، بشكل واضح، لكنهم شددوا على أن بعض المنتوجات مازال ثمنها مرتفعا. إقبال على ألبسة "الصولد" لا يمكن أن تمر على محل تجاري، دون أن ترى ملصقات على مدخله، تقول لك إنه "وقت الصولد"، وإن هناك انخفاضا كبيرا في أثمان معروضاته، يتجاوز 60% في بعض الأحيان، ولكنك تظن أن الأمر لن يكون بهذا القدر، وإنهم تعودوا على وضع مثل هذه الملصقات لجذب الاهتمام. ويكفي أن تلج محلات، لتتأكد فعلا أن هناك انخفاضا واضحا مقارنة بالأشهر السابقة، وإذا قمت بمقارنة بسيطة بين أثمنة ماي ويونيو، ثم يوليوز، سيتضح لك الفرق. وهمت التخفيضات، حسب ما عاينت "الصباح"، حتى "الماركات" المعروفة عالميا، والتي تتميز بالجودة، خاصة الأمريكية منها. وبعد جولة في عدد من المحلات اتضح أن الأمر عام، وإنه فعلا موسم "الصولد" بامتياز. استغلال لرفع الحجر عند استفسار "الصباح" لعدد من أصحاب المحلات التجارية، أكد جميعهم أن الأمر يتعلق بسلع متراكمة، ظلت في محلاتهم وقتا طويل، وأنهم رأوا في رفع تدابير الحجر وعودة أكبر عدد من مغاربة العالم لأرض الوطن، فرصة من أجل بيع هذه المنتوجات بأثمنة منخفضة. في هذا الصدد، قال كمال، أحد الباعة في "مول" البيضاء، أن المداخيل تراجعت بشكل واضح وكبير في الأشهر السابقة، وأن الإقلاع الذي عولوا عليه في بداية السنة الجارية، لم يكن في مستوى طموحاتهم، إلى أن أعلنت الحكومة رفع تدابير الحجر أخيرا، وتدخل جلالة الملك من أجل تخفيض أثمنة الرحلات التي تقل الجالية المغربية في الخارج للحاق بوطنها الأم. وأضاف كمال في حديثه مع "الصباح" أن الباعة بدورهم رأوا في المناسبة، فرصة ذهبية ربما لن تتكرر، من أجل بيع سلعهم، الجديدة والقديمة، شريطة أن يخفضوا أثمنتها، موضحا أن هذه السلع لم تفقد بريقها ومازالت في حالة جيدة، وأن أقدمها يعود لصيف 2020. من جهتها ذكرت ريم، وهي صاحبة محل تجاري أيضا، أن "المولات" شهدت تزايدا واضحا في عدد الزبناء، خلال يوليوز الجاري، وأنهم رأوا في الأمر فرصة من أجل تسويق منتوجاتهم، بأثمنة منخفضة. وقالت ريم في حديث ل"الصباح" إن "الصولد" أمر عاد في مثل هذا الوقت من السنة، في كل أرجاء العالم، لكنه اكتسب أهمية كبرى بسبب الوضع الوبائي الصعب، إذ هناك من انتظر رفع تدابير الحجر من أجل الخروج للتسوق. زبناء سعداء ولكن ... وقال عدد من الزبناء الذين استقت "الصباح" آراءهم، إنهم سعداء بالتخفيضات، والصيف هو وقتها، وإنهم يستغلون الظرف أيضا. وأوضح المتحدثون ل"الصباح" أن "الصولد" غير عام، كما يبدو، وأن هناك بعض المنتوجات التي حافظت على أثمنتها المرتفعة، وأن بعض المحلات، لم تخفض الأثمنة بشكل كبير. وحول المنتوجات التي لم تعرف أثمانها انخفاضا كبيرا، ذكر المتحدثون أن هناك بعض المحلات ل"ماركات" عالمية، أو ما يسمى "منتوجات لوكس"، حافظت على أثمنتها، مقابل انخفاض أثمنة ماركات أخرى محلية أو تركية أو صينية. واعتبر المستجوبون أن الباعة سئموا بدورهم من نقص المداخيل، وأنهم وجدوا أنفسهم مضطرين لتخفيض أثمان بعض المنتوجات، من أجل الرفع من هذه المداخيل، في هذه الفترة المهمة من السنة، بالنسبة إليهم. خوف من حجر جديد استغل المتحدثون ل"الصباح"، فرصة استفسارهم عن "الصولد"، وعبروا عن تخوفهم من إغلاق جديد، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بكورونا، الواضح خلال الأيام الأخيرة. واعتبر المتحدثون أنفسهم أن ارتفاع الحالات أمر طبيعي، بحكم رفع تدابير الحجر وعودة الجالية المغربية في الخارج بكثرة هذه السنة، لكنهم شددوا على ضرورة التزام الجميع بتدابير الوقاية. وأكد المستجوبون أن هذا التخوف لا يعتري الزبناء فقط، بل حتى أصحاب المحلات، ولعل ذلك من بين الأسباب التي دفعتهم لتخفيض بعض الأثمنة، من أجل تحقيق مداخيل مهمة، تقيهم من حجر جديد محتمل في الأسابيع المقبلة. واعترف جل زائري بعض "المولات" ل"الصباح"، أن تدابير الحجر تعتبر كابوسا بالنسبة لأصحاب المحلات التجارية، إذ أن مداخيلهم تتراجع بشكل كبير، وأن أغلبهم يعترفون بها لهم عند ولوجهم لمحلاتهم. العقيد درغام

“المولات”… موسم التخفيضات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتحار موظفة جماعية باليوسفية

السوالم يستأنف تداريبه في غشت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات