المغرب الحديث … “الاستثناء الثقافي”

الثقافة جزء لا يتجزأ من المغرب الحديث وورش مفتوح لتطوير القطاع اختار المغرب فلسفة "الاستثناء الثقافي"، منذ تولي الملك محمد السادس العرش باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المغرب الحديث. وقال مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي فنون الدراما، إنه منذ تولي جلالته العرش، حدثت تغيرات كبرى على الصعيد الوطني بصفة عامة، وشملت أيضا مجالات مختلفة بما فيها المجال الثقافي، موضحا "يمكن القول إنه أصبح شأن الدولة، فقبل ذلك لم تكن علاقة الدولة مع الثقافة قوية، إذ كانت خارج أي تأطير سياسي أو مؤسساتي، إلا من خلال استثناءات قليلة». واسترسل بوحسين قائلا، إن الدولة كانت تتهيب من ممارسة الثقافة أحيانا، مشيرا "لم تكن تنظر الدولة إلى مظاهر الثقافة...بل تعتبرها ربما مضادة للنظام أو لديها أهداف أخرى، وبالتالي كانت تنظر إليها بعين أمنية أكثر منها ثقافية». وأكد بوحسين في حديث مع "الصباح"، أنه منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش عرف المغرب تحولات كثيرة من الناحية الثقافية، إذ بالموازاة مع ما عرفته المملكة من حرية في مجال حقوق الإنسان من خلال إحداث هيأة الإنصاف والمصالحة، كانت هناك حرية في الإبداع وتصالح أيضا مع الشأن الثقافي، الذي أصبح يحظى باهتمام أكبر من الدولة بعد إقرار التعددية الثقافية في دستور 2011 وإحداث مجلس وطني للغات والثقافة. وأصبحت الثقافة تحتل من الناحية الدستورية مكانة مهمة في حياة المغرب الحديث، كما اتضح ذلك جليا على مستوى الممارسة وترجم تصالح الدولة معها باعتبارها فاعلا أساسيا في التنمية، سيما أنه في الوقت الذي تحتاج دعم الدولة فهي في حاجة أيضا إلى مناخ يضمن حرية الإبداع والتعبير عن الرأي والرأي الآخر، وهذا ما تحقق، إذ لم تعد مشكوكا في نواياها بعد أن اعترف بها الدستور، ليتم بذلك التأكيد أنها جزء لا يتجزأ من المغرب الحديث. ومع توليه العرش، فتح ورش ونقاش عن تطوير الثقافة والصناعات الثقافية، إذ تظهر مجهودات الدولة على مستوى البنيات التحتية من خلال ارتفاع عدد دور الثقافة والقاعات المسرحية. وانخرط المغرب في فلسفة "الاستثناء الثقافي"، لأنه يعتبر أن من وظيفة الدولة دعم الثقافة وتوفير الخدمات الثقافية للمواطنين، كما جاء في ظل تأثيرات العولمة على المستوى الدولي. وأوضح بوحسين أن المغرب اختار أن يدعم الثقافة على غرار مجالات أخرى، كما حظيت باهتمام بشأن البنيات التحتية من خلال العديد من المنشآت الكبرى، مثل مسارح كبرى بالرباط والبيضاء ووجدة، ومعالم كبيرة تبشر بثقافة مدمجة في النسيج الاقتصادي والعمراني. كما عرف عهد محمد السادس هيكلة الإنتاج الثقافي على عدة مستويات، منها القانوني والمؤسساتي، كما أصبحت للإنتاج الفني والثقافي مكانة مهمة تجلت من خلال المكانة، التي يحتلها عدد من المثقفين المغاربة على المستوى الدولي. وأوضح بوحسين أن الثقافة أصبحت ورشا مفتوحا ومستمرا له مكانة متميزة ضمن مشروع النموذج التنموي الجديد، الذي يظهر اهتماما بالقطاع، كما أصبح ينتج خطابا عصريا جديدا حولها لا ينبع من فراغ، بل أساسه توجهات جديدة للتنمية الشاملة، والتي تعد الثقافة جزءا منها. أمينة كندي

المغرب الحديث … “الاستثناء الثقافي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأجيل محاكمة مستخدمين بالجديدة

الرصد الوبائي ليوم الثلاثاء ... 500 حالة جديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات