الصحافة المكتوبة … منع إلى أجل غير مسمى

حكم بوقف إصدار الصحف الورقية بشكل انفرادي دون استشارة الناشرين والهيآت التمثيلية بات الخوف يتسرب إلى صفوف الصحافيين والتقنيين والإداريين العاملين في الصحافة الورقية، إذ قرر الوزير الوصي على القطاع، توقيفها عن الإصدار في زمن كورونا، وهو قرار انفرادي لم يستشر فيه مع الناشرين، ولا الهيآت التمثيلية. وقد تجد جل الصحف الورقية نفسها، التي تحولت إلى الإصدار الإلكتروني، في ظل تداعيات أزمة كورونا إذا ما استمرت شهورا، عاجزة عن تسديد رواتب طاقمها الصحافي والتقني والإداري، إذا ما طالت أزمة كورونا وتفاقمت، وهو ما قد يدفعها إلى اتخاذ قرارات فوق طاقتها، نظير تسريح بعض الصحافيين، وفرض عطل دون أداء، والتقليص من هيأة التحرير والأقسام التقنية والإدارية. خلال أخطر الأزمات التي شهدها العالم في العقود الماضية، لم ينبئنا التاريخ بتوقّف واسع النطاق للصحافة المكتوبة، مثل ما نشهده اليوم في زمن فيروس كورونا، ففي الحروب، رغم تحدياتها، ثمة فرصة لازدهار الصحف الورقية، سيما قبل انتشار الأنترنت. أما اليوم، فالصحف تحتجب إلى أجل غير مسمى. بعضها كان باختيار ذاتي، والآخر بقرارات من الوزارة الوصية، للحؤول دون انتشار العدوى من خلال أوراقها، عكس مثلا ما يحدث في فرنسا، إذ تواصل الصحف الإصدار، وتتولى الحكومة اقتناءها، وتوزيعها على السكان في منازلهم بالمجان. ويجمع العاملون في قطاع الصحافة المكتوبة، على أن الصحافة الورقية في بلادنا، ارتفع منسوب معاناتها، ولا تقتصر أزمتها على انتشار فيروس كورونا، إنها تعاني أزمة سوق، كما أن مساحات الإعلانات الإشهارية انخفضت بشكل كبير، قبل أن تصبح شبه غائبة مع قرار توقيفها عن الصدور، وهو ما يفرض على حكومة سعد الدين العثماني، التدخل من أجل إنقاذ الصحافيين من العطالة، وتخصيص دعم مالي لقبيلة الصحافيين، الذين يشتغلون في ظروف قاهرة في زمن كورونا. والمؤكد اليوم، أن جائحة كورونا، ستفاقم بطبيعة الحال، من أزمتها الاقتصادية لعدة اعتبارات، أبرزها أن الصحف، خاصة المستقلة منها، لن تصدر وتوزع، في حين أنها تدفع رواتب الموظفين والعاملين في التوزيع والطباعة. ولا ننسى أن المؤسسات الإعلامية المطبوعة هي مؤسسات اقتصادية في الأساس، والاعتبار الثاني أن الصحف ستشهد مصيرا سيئا، بمعنى أنها ستجد نفسها أمام "ميكانيزم" ومنطق الصحافة الرقمية، التي تقدم المادة الإعلامية مجانا. ويأمل العديد من العاملين في الصحافة الورقية، التي باتت تقترب من "السكتة القلبية"، بسبب توقفها عن الصدور، وإغلاق صنبور الإشهار عليها في هذه الظروف الحالكة، أن تتدخل الحكومة، في شخص وزير الاقتصاد والمالية، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تشرع المؤسسات في عملية تسريحات واسعة، بمبرر الأزمة المالية. عبد الله الكوزي

الصحافة المكتوبة … منع إلى أجل غير مسمى

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السجن لخياط سرق أدوية فلاحية

شكاية ابتزاز تفضح خيانة زوجية

مقالات ذات صلة