صراع سياسي

3 أسئلة إلي *علي شعباني < لماذا تستمر الاحتجاجات بالعديد من القطاعات رغم جولات الحوار الاجتماعي بين النقابات والحكومة؟ < في الحقيقية عندما ننظر إلى المجتمع المغربي الراهن، نلاحظ أن هناك الكثير من الاحتجاجات والإضرابات، خاصة في بعض الإضرابات القطاعية الأساسية، التي توجد بها الحركات النقابية الأكثر تمثيلية كما يقال عنها. هذا الأمر يوحي لأول وهلة بأن هناك وعيا اجتماعيا بالكثير من المشاكل التي تمس هاته القطاعات وتناضل من أجلها هاته التنظيمات النقابية وغيرها، كما قد يوحي ذلك أيضا بأن الدولة المغربية فسحت المجال لكثير من الحريات للتعبير عما يمكن أن ينتاب هاته القطاعات من مشاكل. وبالتالي المسألة ربما تتعلق بالوعي السياسي وبالمجال التشريعي والقانوني الذي يسمح بالإضرابات والمناداة بتحقيق بعض المطالب المرتبطة بالقطاعات المعنية بالإضرابات، أو الاحتجاجات. < لكن هل استمرار الاحتجاجات القطاعية دليل على فشل الحوار المركزي في إسماع صوت وتلبية بعض المطالب القطاعية؟ < تجدر الإشارة أولا إلى أن الملاحظ أن هاته الاحتجاجات والدعوة إلى الإضرابات في مختلف القطاعات الاجتماعية، يحدث في الوقت الذي تنادي فيه الدولة باستئناف حوار اجتماعي، وتفصح عن رغبتها في أن تتحاور. من جهة أخرى صحيح أن الحوار المركزي فشل، فمن خلال ما نطلع عليه من كتابات وتصريحات النقابيين، يظهر لنا أن الحوار الاجتماعي فشل بين الحكومة والنقابات، لكن إذا ما أردنا أن نتمعن في المسألة بشيء من التدقيق، نلاحظ أن الصراع سياسي أكثر من أنه نقابي، لأن التنظيمات النقابية المنادية بالإضرابات، توجد في مجملها مع أحزاب المعارضة، ما يعني أن هذه الاحتجاجات هي معارضة من خارج البرلمان، وكأن هاته الإضرابات أو الدعوة إليها، تعكس عدم قبول مقترحات الحكومة لأنها مختلفة معها إيديولوجيا وسياسيا، ومن الصعب أن تقبل اقتراحاتها، والأمر أيضا ينطبق على الحكومة، فهي لا ترغب في أن تخضع لما تطلبه النقابات، ومن هنا يستمر الخلاف وتفوح منه رائحة السياسة أكثر من المطالب السياسية والنقابية، فالاختلاف جوهري في الرؤية بين اقتراحات الحكومة، ومطالب النقابات. < لكن ألا يسائل تواصل هاته الاحتجاجات نجاعة هاته الوسيلة فهي مستمرة لأن المطالب لا تجد طريقها إلى التفعيل؟ < بما أن هناك اختلافا جوهريا بين اقتراحات الحكومة والمطالب النقابية، فهذا يصعب التوصل إلى الحلول، لأن أرضية التوافق ليست واحدة وموحدة. هذا الأمر، كنا قد لاحظناه في عهد حكومة التناوب الأولى، عندما كان حزب الاتحاد الاشتراكي يقود الحكومة، والنقابات القوية تشاطره الرأي أو التوجه، حينها قلت الإضرابات والاحتجاجات وحصل توافق بين حكومة عبد الرحمان اليوسفي والنقابات التي كانت تشاطره وجهات النظر السياسية والإيديولوجية، عكس ما نلاحظه حاليا. لذلك إذا كانت الغاية خدمة المواطنين فعلى الجميع أن يتحلى بروح المواطنة والرغبة الحقيقية في خدمة القطاعات، والابتعاد ما أمكن عن الصراعات والخصومات السياسية والإيديولوجية التي لا تقرب وجهات النظر بين مختلف الفاعلين. أجرت الحوار: هجر المغلي * (أستاذ باحث في علم الاجتماع)

صراع سياسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حجز طنين ونصف من المخدرات

التعذيب يجر قائدا وأعوانه للتحقيق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات