إنتاج تاونات وكرسيف ووزان يحدث توازنا في السوق لم تصمد أسعار زيت الزيتون وقتا طويلا، إذ بدأت تتراجع في الآونة الأخيرة، إلى درجة أن بعض الأسواق تراجعت فيها الأسعار بشكل كبير، إذ يروج عدد من التجار سلعتهم بسعر 70 درهما و80. وقال أحد التجار في سوق بتاونات، إن السعر تراجع بشكل كبير، إذ أن سعر الزيتون يتراوح ما بين 7.5 دراهم و12 درهما، وأن كلفة إنتاج لتر واحد من الزيت وصلت إلى 65 درهما. وفي سياق متصل، وردت معطيات جديدة من كرسيف وتاونات، تؤكد أن السعر يتراوح ما بين 70 درهما و90، حسب كل تاجر، وحسب جودة المنتوج. وساهم إنتاج مناطق مثل وزان وتاونات وكرسيف والمناطق المحيطة بها، في إحداث نوع من التوازن في السوق، بعدما بلغ سعر البيع في المرحلة الأولى في مناطق مثل قلعة السراغنة، ما بين 100 درهم و120 درهما. وتعتبر كرسيف أكثر المناطق إنتاجا للزيتون في هذا الموسم، إذ في الوقت الذي كان فيه سعر الزيتون يصل إلى 19 درهما في قلعة السراغنة، تراوح الثمن في كرسيف ما بين 15 درهما و17، قبل أن يتراجع في الأيام الأخيرة. ولعل ما ساهم في تراجع الأسعار، ارتفاع المردودية في الفترة السابقة، ففي وقت كان القنطار لا ينتج سوى 15 لترا أو أقل في الأسابيع الأولى، هناك مناطق وصلت فيه مردودية القنطار الواحد إلى أزيد من 22 لترا، وهو ما أثر بشكل مباشر على الأسعار. ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في تراجع السعر، نوعية الزيتون الموجه للعصر، إذ كلما مال لونه إلى الأسود كان إنتاج الزيت كبيرا، وكلما عصر مبكرا يكون الإنتاج أقل. وساهم المناخ أيضا في ارتفاع مردودية الزيت، إذ عندما تتساقط الأمطار يتوقف الفلاحون عن جني الثمار، وينتظرون ارتفاع الحرارة، لمدة 10 أيام تقريبا، قبل جني المحصول، لأن الجني مباشرة بعد المطر يقلل فرص الإنتاج الوفير. ورغم تراجع الأسعار في مناطق الإنتاج في الشمال، يرتقب أن يرتفع السعر عند دخول الزيت إلى المدن الكبرى، ودخول الوسطاء على الخط، إذ أن الأسعار المذكورة سلفا، تقتضي التنقل إلى المكان، من أجل الاستفادة من الأسعار المناسبة. عصام الناصيري