موسم الاصطياف انطلق متأخرا وارتفاع الأسعار يساهم في الركود بطيئة وغير متسارعة انطلقت حركة الاصطياف هذا الصيف بمدن الشمال، خاصة بمرتيل والمضيق، اللتين تعرفان كل موسم إقبالا كبيرا من قبل عشاق البحر من مغاربة الداخل أو الخارج، بطء عزاه البعض لارتفاع الأسعار وآخرون ربطوه بتأخر الامتحانات الإشهادية للتلاميذ وكذا لتدهور الأحوال المعيشية للفئات المتوسطة من المجتمع، التي تعتبر الزبون الرئيسي لهذه المناطق.. في "الربورتاج" التالي محاولة لرصد أوضاع الاصطياف والتخييم بالمضيق ومرتيل. إنجاز: يوسف الجوهري (تطوان) لعل الملاحظة الأسياسية التي خرج بها كل من زار المضيق منذ الأسابيع الأولى من يوليوز الماضي، هو ضعف الإقبال المسجل بهذه المدينة التي كانت خلال المواسم الماضية تعرف موجات من المصطافين القادمين من مختلف المدن المغربية، من أجل قضاء العطلة في هذه المدينة الشاطئية، طمعا في الاستفادة من شاطئ "الرينكون"، الذي يعتبر وجهة صيفية محببة لدى الكثيرين. وفي هذا السياق يقول "هشام"، وهو مالك عمارة يخصصها لاستقبال المصطافين بـ "الرينكون"، إن "موسم الاصطياف انطلق متأخرا هذا العام بالمضيق، وأن المدينة لم تشهد ما كانت تسجله خلال مواسم الصيف الماضية، حين كان استغلال الشقق المعدة للكراء ينطلق منذ الأسبوع الأول من يوليوز"، وتبقى من المظاهر الرئيسية "الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه حركة السير والجولان، عندما تصير عمليات العبور من منطقة إلى أخرى تتطلب دقائق عديدة". لهيب الأسعار وفي تفسيره لهذا المعطى قال "هشام" إن "المواطنين متضررون من موجات الغلاء التي ضربت جميع المواد الاستهلاكية"، مشيرا إلى أن "هناك مصطافين كانوا يقضون أسابيع بالشقق التي يكترونها، لكنهم صاروا يكتفون بأيام معدودة" أو "يتراجعون بشكل نهائي عن حجز فترات لقضاء عطلتهم الصيفية، محاولين البحث عن فضاءات أرخص". وهي الملاحظة التي قال إنه "سجلها هذا الموسم لدى زبائن عديدين ألفوا التعامل معه". وعند سؤاله عما إذا كان بدوره لجأ إلى رفع سومة الكراء التي يطلبها من أجل استغلال الشقق التي يملكها، كان جوابه بالنفي، مشيرا إلى أن "الأسعار التي اشتغلت بها الموسم الماضي، هي ذاتها التي أحددها سومة للكراء هذا العام"، مؤكدا أنه "اضطر إلى التخفيض منها أحيانا لبعض زبائنه الأوفياء" الذين قال إنهم "دأبوا على التعامل معه منذ سنوات"، مفضلا عدم حرمانهم وأبنائهم من قضاء بعض الأيام قرب البحر. وعن أسعار الكراء قال "أحمد" وهو أحد الوسطاء الذي يعرض أصنافا مختلفة من الشقق المعدة للكراء بـ "الرينكون"، إنها "تختلف حسب مساحة الشقة والأثاث، ومدى قربها أو بعدها من شاطئ المدينة". وأضاف أن "سومة الكراء تنطلق من 200 درهم للشقة البعيدة شيئا ما عن الشاطئ وكذا عن مركز المدينة، كما أنها ترتفع إلى 600 درهم أو ما يفوق ذلك، حسب موقع الشقة والعمارة التي تقع بها". كما أن "سومة الكراء، يقول المتحدث ذاته، قد تتجاوز بالمضيق 600 درهم لتصل إلى 1000 أو ما يزيد، إذا كان الأمر يتعلق ببعض الفيلات الصغيرة وكذا الشقق الفخمة"، لكنه استطرد قائلا أن "الرينكون على العموم تعرف بإقبال الفئات المتوسطة عليها، لذلك فإن ثمن الكراء لا يتجاوز في غالب الأحيان سقف 600 درهم"، لذلك تصنف المضيق بأنها "مصطاف الفئات الشعبية". اصطياف فخم على عكس المضيق، وبالاتجاه عبر الساحل المتوسطي نجد بعض المنتجعات السياحية، التي تعرف بدورها إقبالا كبيرا خلال موسم الصيف. ومن هذه المنتجعات هناك "الرأس الأسود" أو "كابونيغرو"، حيث تنتشر الإقامات السياحية المحروسة، وكذا بعض الفيلات المطلة على الشاطئ مباشرة. وتعرف منطقة "كابونيغرو" بأنها منتجع سياحي يستهوي مصطافين كثرا من شتى المناطق، سواء من داخل المغرب أو خارجه. ومن أجل معرفة الأسعار المتداولة واستغلال الشقق المعدة للاستغلال الموسمي هنا، لجأنا إلى إحدى الوكالات التي تنشط في تقديم هذه الخدمة، إذ أفادتنا إحدى المستخدمات التي كانت موجودة بمكتب الوكالة أن "هناك مقترحات متنوعة تضعها الوكالة رهن إشارة زبائنها"، قالت إنها "تتوزع بين الفيلات والشقق المطلة على البحر"، والتي تبدأ سومتها من "1200 درهم لليوم الواحد، وقد تصل إلى 3000 درهم أو ما يفوق هذا المبلغ"، ذلك أن "الوكالة تتوفر على عروض بمنتجعات أخرى غير كابونيغرو". وعن سؤال لـ "الصباح" حول حجم الاستقطاب والإقبال المسجل هذا الموسم، صرحت المستخدمة ذاتها أن "الإقبال بدأ في الارتفاع من الأيام العشرة الأخيرة من يوليوز الماضي، بعد أن كان التذبذب والركود سمة للأسابيع الأولى من هذا الشهر". وعلى العموم تقول هذه المستخدمة إن "فترة الذروة التي يعتمدون عليها تتمثل في الأسابيع الأولى من شهر غشت"، وهي التي عادة ما تكون "المؤشر لنجاح موسم الاصطياف لدى أصحاب الوكالات من عدمه". إقبال متواتر على غرار المضيق انطلقت حركة الاصطياف بمرتيل هذا العام بطيئة، ذلك أن هذه المدينة التي تعرف بكثافة سكانية مهمة، وتتوفر على شاطئ يمتد لكيلومترات، كان خلال المواسم الماضية يضيق بالمصطافين، شهدت بدورها بعض "الركود" الذي يقول المتتبعون إن أسبابه متعددة، ومنها "تلاحق المناسبات الاجتماعية وكثرة متطلباتها المالية، التي أنهكت ميزانيات فئات كثيرة من المجتمع"، مع "التأكيد على أن الغلاء مس الكثير من المجالات". ورغم ما حاول بعض المتتبعين وصفه بـ "الأزمة"، إلا أن "حركة الاصطياف التي تعرفها مرتيل شرعت في الانتعاش منذ الأيام الأخيرة من يوليوز". وعند محاولة استقاء آراء بعض الوسطاء الذين ينتشرون في مداخل المدينة، بحثا عن زبائن للشقق التي يتوسطون في كرائها، أفاد معظمهم أن "موسم الاصطياف بمرتيل انطلق منذ الأسبوع الثاني من يوليوز"، مشيرين إلى أن "سيارات زوار المدينة الحاملة للوحات ترقيم عدد من المدن الداخلية مثل: البيضاء، القنيطرة، الرباط، مكناس وفاس وغيرها، شرعت في التجول بشوارع المدينة، ما يعني أن حركة الإقبال شرعت في الارتفاع"، ذلك أن أغلب زوار مرتيل يتحدرون من المدن المذكورة وغيرها، وحتى من مغاربة الخارج الذين يروقهم الموقع الإستراتيجي لمرتيل القريب من الرأس الأسود والمضيق، وكذا تطوان وغيرها، كما صرح بذلك أحد الوسطاء، أنه يجعلها مصطافا يقصده محبو البحر.