أزمة غير مسبوقة

3 أسئلة إلى * المصطفى حمزة كيف تصفون أزمة المياه بالمغرب اليوم؟ > يعاني المغرب اليوم أزمة حقيقية للماء، تهدد الزراعة وماء الشرب أيضا، وذلك راجع لمجموعة من الأسباب منها استنزاف الخزانات الجوفية بالعديد من المناطق، فضلا عن العجز المسجل في التساقطات المطرية، خلال السنوات الأخيرة، والتي تراجعت هذه السنة بنسبة 75 في المائة مقارنة من السنة السابقة، ثم تراجع ملء السدود. وهنا لابد أن نشير إلى أن حصة الفرد من الموارد المائية تراجعت من 2560 مترا مكعبا سنويا في 1960 إلى 620 مترا مكعبا في 2020، واليوم قد تتراجع إلى ما دون 500 متر مكعب. كما أنه عند الحديث عن أزمة المياه، فإن الزراعات المكثفة، للعديد من المنتوجات الفلاحية التي تستنزف المياه، زادت من تأزيم الوضعية، خصوصا إذا استحضرنا أن ما يقارب 88 في المائة من المياه بالمملكة تستنزفها الزراعة. ولولا سياسة السدود التي باشرها جلالة المغفور له الحسن الثاني، خلال تسعينات القرن الماضي، لكانت النتيجة كارثية اليوم. هل تقليص صبيب المياه وقطع الماء، يساهمان في التخفيف من المشكل؟ > للأسف الشديد، أن المغرب انخرط منذ سنوات عدة في نقاش عمومي حول أزمة الماء، وكان البعض يعتبره مجرد نقاش أو تخوفات سابقة لأوانها، علما أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، سبق له منذ مدة، أن حذر من الاستهلاك المفرط وهدر المياه، كما أنه لفت الانتباه إلى وجود ضعف في فعالية آليات المراقبة، وإلى لجوء بعض المدن إلى استخدام مياه الشرب لسقي المساحات الخضراء وللمشاريع السياحية رغم معاناة سكان في مناطق أخرى بسبب العطش، لافتا كذلك إلى استمرار زراعات تستهلك الماء بكثرة. ورغم ذلك، فقلة الوعي المجتمعي بأزمة الماء، فاقمت الوضعية، ولم يكن أمامنا اليوم، إلا اتخاذ خطوة تقليص الصبيب وقطع الماء في أوقات معينة، ومنع حفر الآبار وغيرها من الإجراءات. ويجب أن يعي المواطن اليوم أننا أمام أزمة غير مسبوقة، وأصبح لزاما تدبير ما نتوفر عليه من ماء بشكل عقلاني، لأن الأمر صعب للغاية. هل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة كفيلة بتقليص نتائج الأزمة؟ > انطلق المغرب في تفعيل مخطط (2020-2027) لمواجهة أزمة الماء، من خلال وصول مياه الشرب والسقي إلى عدد من المناطق، كمحور الرباط- سلا الذي استفاد من تحويل فائض مياه حوض نهر سبو إلى حوض نهر أبي رقراق، وكذلك تشغيل محطات لتحلية مياه البحر، بكل من أكادير وآسفي. كما أن هناك برامج مهمة لإنجاز سدود تلية صغرى ومتوسطة، وتنقية السدود الحالية، وهو برنامج أعتقد أن وزارة التجهيز باشرت عملها في شأنه، فضلا عن ضرورة استغلال مياه التصفية في سقي المساحات الخضراء. لكن رغم ذلك لابد من إيجاد حلول معقولة، لتصدير «المياه الافتراضية»، من قبيل الخضروات أو الفواكه التي تستهلك كميات مهمة من المياه. *أستاذ باحث أجرى الحوار: محمد العوال (آسفي)

أزمة غير مسبوقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أيت جاوي يجرب "روتيني اليومي"

مستشار ضمن ملف اختطاف فتيات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات