بالفيديو.. تفاصيل جريمة بيئية جنوب البيضاء
هكذا تواطأت "ليدك" ومنعشين عقاريين في إغراق شواطئ دار بوعزة بقاذورات الواد الحار

كشفت معطيات جديدة حصلت عليها “الصباح” عن جريمة بيئية متكاملة الأركان بمنطقة الشواطئ الجنوبية للبيضاء، خصوصا بجماعة دار بوعزة، تسببت في حرمان شاطئ “طماريس”، لأول مرة منذ سنوات، من اللواء الأزرق الممنوح من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
وفجر “ربورتاج” مصور أنجزته “الصباح تيفي”، قبل أيام، جانبا من فضيحة، يتواطأ في إخراجها منعشون عقاريون وأصحاب مشاريع سكنية ضخمة بإقليم النواصر وشركة “ليدك” التي لم تكن صارمة، منذ البداية، في إلزام هؤلاء “الطاشرونات” بوضع البنيات التحتية الكافية لصرف المياه العادمة، وعدم صبها في القنوات المخصصة لمياه الأمطار.
وظهر، من خلال المعطيات التي توصلت إليها “الصباح”، أن شركة “ليدك” المفوض لها تدبير قطاعات الماء والكهرباء والتطهير السائل، “تساهلت” مع منعشين عقاريين، شيدوا مشاريع بالمجال الترابي لجماعة دار بوعزة، دون الاستثمار في التجهيزات المتعلقة بمعالجة المياه العادمة، قبل ضخها في قنوات خاصة في البحر.
وبسبب ذلك، تحولت ثلاث مناطق بجماعة دار بوعزة إلى نقاط سوداء، الأولى موجودة في المدخل الجنوبي، حيث تصب قنوات المياه العادمة من برشيد في محطة قرب شاطئ وادي مرزك، بشكل عشوائي، ثم المياه العادمة لدوار جاجنا (الوكالة).
أما النقطة السوداء الثانية، فتوجد قرب فيلا فيردي بمحاذاة “ركن الصيادين”، حيث تتدفق المياه الآتية من مشاريع سكنية (متاخمة للسوق الأسبوعي أربعاء ولاد جرار) مباشرة في قنوات مياه الأمطار، ومنها إلى الشاطئ، وهي العملية التي وصفتها “ليدك” بالإيصالات غير القانونية، ووعدت باتخاذ تدابير تجاه المخالفين!
وتتوفر “الصباح” على أسماء منعشين عقاريين يلقون بقاذوراتهم في هذا المكان، حتى أضحت المنطقة تجمعا كبيرا من العفن والروائح الكريهة، وتسببوا في هروب المصطافين والسياح، ما أجج غضب والي جهة البيضاء-سطات الذي هرع السبت الماضي، إلى المنطقة، مصحوبا بعدد من المسؤولين.
وتتعلق النقطة السوداء الثالثة، بدورة الشواطئ، وتوجد مباشرة أمام المخيم الصيفي، وهي النقطة التي تلقي فيها أكثر من ستة مشاريع سكنية (على الأقل) مياهها العادمة، عبر إيصالات غير قانونية وفتح منافذ في البحر، عبر استغلال قنوات صرف مياه الأمطار.
وطيلة هذه المدة، التزمت شركة “ليدك” والمنعشون العقاريون الصمت، واعتبروا ما يجري في هذه المنطقة “أمرا عاديا”، حتى تفاجأت سائحات فرنسيات بوجود شيء مريب، وعبرن عن ذلك في ربورتاج مصور لـ”الصباح تيفي”، وتحدثن عن امتعاضهن، وعدم رغبتهن في العودة إلى المغرب.
وفور بث ذلك، سارعت الشركة إلى المكان، وكلفت فرقها بمعالجة مؤقتة وسد المنافذ غير القانونية، دون أن يحل المشكل برمته، إذ ستكون آلاف الشقق الموجودة في المشاريع السكنية القريبة، مضطرة للبحث عن حل لتصريف المياه العادمة، وإلا غرق الجميع وسط القاذورات.
وقال مسؤول بالمنطقة، رفض الكشف عن اسمه، إن المسؤولية الأولى والأخيرة تتحملها مصالح الترخيص وتسليم شهادات السكن، وضمنها شركة “ليدك”، التي كان عليها أن تتأكد من جميع الوثائق والدراسات والبنيات التحتية وفصل قنوات المياه العادمة، أو مياه الأمطار، قبل وضع توقيعها على الوثائق النهائية.
وطالب المسؤول نفسه الجهات الولائية والمركزية بإرسال لجان للبحث وإنجاز التحقيقات اللازمة لتقييم موضوعي لحجم الضرر البيئي، والاستماع إلى جميع الأطراف التي قد تكون لها صلة بهذه الجريمة، مع تحديد الجزاءات.
في حين، أكد أكثر من فاعل جمعوي، استمعت إليهم “الصباح” أمس (الاثنين)، أن المشكل مازال مطروحا، ويجب فتح تحقيق قضائي لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات.
وأوضح هؤلاء أن “ليدك” طرف في الموضوع، ولا يمكنها أن تكون خصما وحكما في الوقت نفسه.
يوسف الساكت
جانب من تسرب المياه العادمة وقاذوراتها بشواطئ ومناطق سكنية في جماعة دار بوعزة، في الفيديو التالي: