النسخة 35 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء تحت شعار “المسرح والعوالم الافتراضية”
تحتضن العاصمة الاقتصادية ما بين 24 و29 يوليوز الحالي النسخة الخامسة والثلاثين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء تحت شعار “المسرح والعوالم الافتراضية”.
وأوضح المنظمون خلال ندوة صحفية عقدت أمس الخميس بالدار البيضاء، أن دورة هذه السنة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تتميز ببرنامج متنوع وغني ومشاركة دولية متميزة من عدة بلدان منها على الخصوص السعودية وإيطاليا وألمانيا.
وبهذه المناسبة، أبرز رئيس المهرجان رشيد الحضري أن الجامعة ظلت تشجع هذا المهرجان إيمانا منها بأدواره الطلائعية في تناغم وتوافق مع المهام البيداغوجية والعلمية والثقافية، ومع مشاريع الانفتاح والتواصل والحوار بين الجامعة ومختلف المؤسسات من بقاع العالم.
وتابع الحضري، الذي هو أيضا عميد الكلية، أنه تقرر أن تنصب الانشغالات الثقافية والفنية والعلمية للدورة الخامسة والثلاثين حول التفكير في الموجات والتجارب الجديدة للمسرح وعلاقاتها المتنوعة بالعوالم الافتراضية، وذلك من خلال اختيار موضوع “المسرح والعوالم الافتراضية”.
وفق هذا التصور ، يضيف الحضري، فإن العالم الافتراضي عالم اصطناعي خلقته المنظومة المعلوماتية الدقيقة الصنع والتي تسمح بإيواء مجموعة من المتدخلين الذين يمكنهم التفاعل والتجاوب بسرعة وفاعلية.
ومن ناحية أخرى، فإن العالم الافتراضي فضاء رقمي يتفاعل ضمنه متدخلون متنوعون وهم يستكشفون بيئات رقمية ويساهمون في أنشطة مختلفة، مثل اللعب والتجارة والتواصل والتربية والفن والترفيه بمختلف مستوياته.
وحسب رئيس المهرجان، فإن الحقيقة الافتراضية بإمكانها أن تضمن معايشة تجربة غامرة ومدهشة ، وأن تمكن من القيام بأنشطة حسية وإنجاز مهام قيادية في عالم اصطناعي. لذا، كما قال، فإن الأسئلة التي ستثار في سياق هذه الدورة تتعلق أساسا بمدى تأثير الذكاء الاصطناعي على الفن الرابع وإمكانية أن يشكل عامل تطوير للممارسة المسرحية وتنميتها.
وأضاف أن بعض هذه الأسئلة يمكن طرحها في مختلف أنشطة هذه الدورة من خلال العروض والورشات التكوينية واللقاءات الفكرية، وهي الأسئلة التي ستظل مفتوحة دون توجيه أو تحديد مسبق لأحكام تام ة ونهائية.
من جانبه، اعتبر مدير المهرجان عبد القادر كنكاي أنه مع توالي السنوات أضحى المهرجان منارة وطنية ودولية للتعريف بدينامية الجامعة المغربية وقدرتها على الانخراط في التنمية المحلية والتأقلم مع كل المستجدات التي يعرفها العالم في كل المجالات.
وقال إن المهرجان أسهم في التعريف بمنطقتي مولاي رشيد وبنمسيك خاصة ومدينة الدار البيضاء عامة، بل وجعلها” قبلة لكبار الفنانين والمبدعين والباحثين عن المتعة والفرجة ضمن فضاءات بيضاوية مختلفة وحميمية قل نظيرها، إذ تكسرت خلالها الفوارق الاجتماعية وانمحت فيها خصوصيات الثقافات واللغات والألوان والمعتقدات وطرق التعبير.. وبهذا كان المهرجان فاعلا في خلق دينامية لدبلوماسية ثقافية موازية متميزة زادت من إشعاع المغرب وتموقعه جهويا ودوليا “.
من جهته قال هشام زين العابدين المدير الفني للمهرجان إن دورة هذه السنة حافلة بالعروض المتميزة، وتعتمد على العوالم الإفتراضية مما جعل منها تجارب مسرحية متقدمة جدا ومتطورة وجديدة خصوصا ما يتعلق بطبيعة مكوناتها.
وأضاف أنه من بين التجارب المسرحية التي ستشارك في هذه النسخة المسرح السعودي، وهي فرصة للوقف على مدى تطور هذا المسرح وانفتاحه، إلى جانب المشاركة الوطنية حيث فاق عدد المسرحيات المغربية في هذه النسخة المسرحيات الأجنبية، وذلك لجودة العروض وتمكن المشاركين، من خلال المحترفات التي تزخر بها الجامعة المغربية، من إنتاج فرجة نوعية.
ويشمل برنامج المهرجان، الذي تشكلت بشأنه لجنة للتحكيم من فعاليات وطنية ودولية، أيضا ورشات تكوينية لفائدة الطلبة المغاربة وباقي المهرجانيين وهواة المسرح، بالإضافة إلى لقاءات فكرية وتداولية في المسرح وتيمة المهرجان.
كما يحافظ المهرجان على لحظات الوفاء والتكريم لفعاليات مسرحية تمثل جل الحساسيات الإبداعية اعترافا وامتنانا لمسيرتها الفنية والثقافية والعلمية، بالإضافة إلى مناقشات للعروض المسرحية ضمن برمجة ليالي المهرجان والتي تعتبر مختبرا تداوليا مفتوحا بين الفرق المسرحية الجامعية للتعرف على آليات الاشتغال ورؤاه المتعددة والمختلفة.
ويعد المهرجان، الذي انطلق سنة 1988، فرصة هامة لللقاء والتكوين وتأطير الشباب الذين يحجون إلى هذه التظاهرة الفنية من كل بقاع العالم، كما يعد ملتقى دوليا للتجارب المسرحية والإبداعية وتلاقح الثقافات وحوراها بين شبيبة العالم من طلبة ومحترفي المسرح والباحثين والمبدعين من داخل المغرب وخارجه.