دبلوماسي فرنسي سابق قال إن المخابرات الفرنسية جندت جميع الوسائل المتاحة للنيل من المغرب يشهد المغرب في الفترات الأخيرة هجمات غير مسبوقة، من قبل عدد من الغاضبين على ما أضحى يحققه في السنوات الأخيرة من تطور، وأقلق راحة فرنسا التي تعتبر أن التطور الاقتصادي والدبلوماسي المغربي، يشكل بالنسبة إليها خطرا محدقا، يتوجب العمل على صده. الخطة الفرنسية في مهاجمة المغرب كشفها دبلوماسي فرنسي سابق، كان سفيرا لفرنسا في المغرب، إذ أكد أن هناك عداء تصعيديا متواصلا من قبلها ضد المغرب، من خلال اختلاق العديد من القضايا بقصد الإضرار به، من بينها برنامج التجسس "بيغاسوس"، وقضية إرشاء أعضاء في البرلمان الأوربي المعروفة "بقطر غيت" وقضية "كريس كولمان". وذكر الدبلوماسي الفرنسي في تصريح لموقع "مغرب أنتليجنس"، أن وسائل الإعلام الفرنسية لم تسلم من هذا التجنيد، الذي تعتبره فرنسا إجباريا، إذ تبنت نشر مجموعة من التقارير الصحافية الزائفة والمتلاعب فيها، التي تتهم المغرب باستخدام برامج التجسس وغيرها من الاتهامات دون أن تقدم دلائل على ادعاءاتها. العداء الفرنسي للمغرب حسب التقرير الإعلامي ل"مغرب أنتليجنس"، لا يعود إلى السنوات الأخيرة، بل يمتد إلى بداية الألفية الثالثة، وبالخصوص بعد تولي الملك محمد السادس حكم عرش المملكة المغربية، حيث اتخذ الملك سياسة مغايرة، وغير مفهومة لأصحاب القرار في فرنسا، خاصة في ما يتعلق بالاهتمامات والتوجهات الاقتصادية والسياسية للمغرب، إذ كان يرفض الملك محمد السادس "السلطة الأبوية" لفرنسا على المغرب، كما أنه وضع أسسا جديدة في أعلى هرم السلطة، وهو ما لم تفهمه باريس، إذ أن قلائل في المحيط القريب من الملك لهم ميولات نحو فرنسا. وأشار التقرير إلى أن بيرنارد إيمي، رئيس المخابرات الفرنسية، متخوف مما يحققه المغرب على الصعيد الإفريقي، إذ أنه مع بداية 2020 بدأت المعطيات تتغير، إذ استحوذ المغرب، اقتصاديا أكثر فأكثر، على حصص مهمة في السوق الإفريقية، في البنوك والتأمينات والاتصالات والأشغال العمومية وقطاعات أخرى، جعلت عواصم دكار وأبيدجان وليبروفيل أقرب إلى البيضاء من باريس، وأصبحت الرباط محطة لا غنى عنها لدى القادة الأفارقة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه على المستوى الأمني، لم يحقق المغرب استقلاله الذاتي فقط، بل إن أجهزته الاستخباراتية أصبحت رائدة، يضرب بها المثال عالميا، في محاربة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، وقد ساهم كثيرا في إفشال العديد من العمليات الإرهابية داخل التراب الأوربي. وساهمت تحولات عديدة أخرى، وفق "مغرب أنتليجنس"، في أن تكون سببا لهذا العداء الفرنسي للمغرب، ومن بينها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، وهو الاعتراف الذي وقعه دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، الأمر الذي قلب الموازين الجيوسياسية في المنطقة المغاربية، معتبرا أن كل هذه التحولات هي التي تدفع فرنسا اليوم للقيام بمحاولات حثيثة لكبح الصعود المتواصل للمغرب في إفريقيا، وهو ما جاء على لسان المسؤول الدبلوماسي الفرنسي السابق الذي قال إن "المسؤولين الفرنسيين يدركون أن الجزائر في حالة تدهور، ومستقبلها معرض للخطر على المدى المتوسط، وبالتالي سيحاولون إبطاء تقدم المغرب". كريمة مصلي