الخيارات المتاحة أمام زعيم لحمادة !

غضب بسبب توزيع المناصب على ممجدي غالي ومعتبري زياراته الإفريقية انتصارات على المغرب بقلم: الفاضل الرقيبي مع نهاية المؤتمر المسرحية بمخيم الداخلة عاد زعيم الرابوني إلى ممارسة هوايته المعتادة بمخيمات اللاجئين الصحراويين والمدن الساحلية الجزائرية، إذ بعد المؤتمر مباشرة غادر غالي باتجاه مدينة وهران الجزائرية ليقضي يومين بها، ثم عاد إلى قصره الأصفر معلنا عن أول اجتماع للأمانة المنتخبة حديثا، والذي تبين من خلاله أنه ماض ليواجه المتاعب نفسها التي أضعفته في عهدته السابقة، خصوصا بعد رفض كل من البشير مصطفى السيد ومحمد لمين ولد البوهالي ومصطفى سيدي البشير حضور أشغال أولى هذه الجلسات، حيث اكتفى ولد البوهالي بأداء قسمه و انصرف، بينما تحجج الآخرون بالتزامات عائلية. وإذا كان حضور البشير مستبعدا نظرا لاحتدام صراعه مع غالي خلال المؤتمر، فإن بداية العهدة الجديدة سجلت بوادر انقسام حقيقي داخل الكتلة القيادية لبوليساريو، بعدما طالب عمر منصور وابن عمه عبد القادر طالب عمر ومحمد الوالي عكيك وآخرون، إبراهيم غالي بضرورة القطيعة مع أساليبه الماضية في إدارة المرحلة، معتبرين أن انقسام الحركة بهذا الشكل في الظرفية الراهنة لن يكون في صالحه ولن يسهل من مأموريته الجديدة، إذ رفض عمر منصور في مداخلته القصيرة توزيع المناصب حصريا على الطائفة التي تمجد إبراهيم غالي صباح مساء وتنشر صور زياراته الإفريقية و تقدمها على أنها انتصارات ضد المغرب. أمام هذا الوضع، حاول زعيم بوليساريو تدارك الأمر من خلال اقتراحه على الأمانة الاختيار بين عبد القادر طالب عمر وفاطمة المهدي في منصب الوزير الأول في حكومته التي سيشكلها خلال الأيام القليلة المقبلة، و هو ما يعتبر، نظرا لانعدام أي إمكانية لفاطمة المهدي للظفر بالمنصب، محاولة لاستمالة عبد القادر الذي ظفر بمقعده بالأمانة العامة منذ الدور الأول، على عكس الثلاثي المكون من سالم البصير وكريگاو وطالب حيدار استعان بهم غالي لإدارة مرحلته السابقة، والذين خرجوا من الباب الصغير للأمانة بعد أن قرر غالي استبدالهم بأشخاص لهم حظوة خاصة لدى الجنرالات، كالحبيب محمد عبد العزيز نجل زعيم بوليساريو السابق، وهو ما قلص الخيارات أمام زعيم الرابوني وعقد مهمة قيادته لحركة متهالكة ومتناثرة الأطراف على حمادة الجزائر، خصوصا أن دائرة مؤيديه تتناقص يوما بعد آخر، بعد لجوئه لمكونات قبلية لمحاربة أخرى، الشيء الذي سبب خسارة بوليساريو لأبرز وجوهها التقليديين من الدبلوماسيين والعسكريين، وهو ما جعل غالي مجبرا على التعامل مع عدوه اللدود، عبد القادر الطالب عمر، من خلال سعيه لتعيينه وزيرا أول. ومع ذلك لن يكون تعيين عبد القادر بالأمر الهين ولن يمر مرور الطيبين، فالرجل له خصوم أقوياء قبليا داخل بوليساريو على رأسهم محمد لمين البوهالي، ومحمد لمين أحمد والبشير مصطفي السيد وبابي الشيعة وولد اعكيك الذين لازالوا يذكرون تجبر عبد القادر عليهم لمدة 13 سنة (2003 إلى 2016) عند توليه المنصب نفسه، أيام محمد عبد العزيز حيث تمكن خلالها من ربط علاقات ممتازة مع محيط المرادية أكسبته حصانة ضد قياديي بوليساريو ومكنته بعد ذلك من الانتقال إلى الجزائر العاصمة حيث قضى خمس سنوات متتالية سفيرا لبوليساريو وأمينا على أموالها في البنوك الجزائرية. غير أن هناك من يرى أن محاولة غالي التطبيع مع عبد القادر أمر مملى من القائمين على الأمور بالجزائر العاصمة الذين يعتبرون عودة عبد القادر إلى المخيمات ضرورة حتمية لسد الفراغ الذي خلفته وفاة أقوى رجالاتهم داخل بوليساريو من أمثال سيد أحمد البطل وعبد الله لحبيب البلال و امحمد خداد. والحقيقة أن خارطة الأمانة الأخيرة حشرت غالي في الزاوية وهددت استقرار عصابة الرابوني، فليس من بين ال27 عضوا من يمكنه الاعتماد عليه لتسيير المخيمات باستثناء عبد القادر، وفي أقصى الحالات خطري أدوه، بالنظر للثقة التي أصبح هو أيضا يتمتع بها لدى جنرالات الجزائر، والأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف ما سيسفر عنه تفكير غالي المحاصر أيضا بشروط رجالات ثكنة بن عكنون، والذي يبدو أنه لن يأتي بأي جديد قد يجعل الأمور تختلف عن السبع سنوات العجاف الأخيرة، التي فقدت فيها بوليساريو كل وزنها داخل المخيمات، فلم تكن هناك أسوأ حقبة مرت على سكانها من فترة هذا الرجل، إذ تغلغل الأمن الجزائري في كل زوايا المخيم وبات الآمر الناهي في الصغيرة و الكبيرة وقُطعت أرزاق الناس وحوربت في قوت يومها وتمت محاصرة المخيمات من الجهات الأربعة وكل هذا والزعيم الأوحد يستعد لبناء مقر إقامة جديد سيكلف الخزينة الجزائرية عشرات الآلاف من اليوروهات.

الخيارات المتاحة أمام زعيم لحمادة !

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نصاب يورط مسؤولين "سماسرة"

الحبس لسارق كتب ومجلات

مقالات ذات صلة