نقـص حـاد بالمحـلات

مستهلكون يشتكون وارتفاع السعر يدفع البعض إلى إسقاطه من قائمة المقتنيات توجد أزمة صامتة تتعلق بنقص حاد في مادة الحليب، في جل المدن والأحياء، ما أدى إلى استياء في صفوف المستهلكين، الذين أصبحوا مجبرين على اقتناء هذه المادة الحيوية صباحا، لأنها تفتقد بعد ساعات من توصل أرباب المحلات بكميات منها، ما وضع التجار في موقف لا يحسدون عليه، خاصة أن هناك إقبالا على هذه المادة، وتعتبر أحد أهم العناصر الغذائية، التي لا يستطيع المغاربة الاستغناء عنها. في جولة قادت "الصباح" إلى عدد من المحلات التجارية بالبيضاء، بحثا عن الحليب، يتبين أن هناك أزمة حقيقية، وأن الأمر لا يتعلق بانقطاع عرضي، بل هناك مشكلة هيكلية، على مستوى تعاونيات إنتاج الحليب، إذ لم يعد الفلاحون قادرين على تلبية حاجيات السوق الداخلية، نتيجة عوامل مختلفة، من بينها تقليص حجم القطيع عند كثيرين بسبب الجفاف وغلاء الأعلاف، إضافة إلى اتهامات لشركات الأعلاف بترويج عينات فاسدة، تلحق الضرر بالقطيع، وتساهم في إضعاف قدرة الأبقار على الانتاج الطبيعي. وصادفت "الصباح" الكثير من المستهلكين في المحلات التجارية، جلهم يبحثون عن الحليب في فترة ما بعد الزوال، وهي الفترة التي تسبق اختفاء هذه المادة من رفوف المحلات، إذ قال مسير محل في مقاطعة المعاريف، "أصبحنا نواجه خصاصا كبيرا في الحليب منذ شهر ونصف شهر، لكن الأسبوعين الأخيرين استفحلت الظاهرة، وعلم المستهلك أيضا أن هناك انقطاعا". ويضيف المتحدث ذاته، أنه قبل شهرين كان صاحب المحل يحصل على عدد اللترات التي تناسبه، فلو طلب مئات اللترات كانت الشركات توفرها، غير أن الأحوال تغيرت اليوم، وأصبحت الشركات تحدد الكمية التي سيحصل عليها كل محل، موضحا أنه كان يقتني أربع أو خمس "كوربات" من عبوات الحليب، واليوم لا يستطيع أن يحصل سوى على نصف الكمية. ومن جانبه قال أحد المستهلكين، الذي حل بأحد المتاجر يسأل عن الحليب، "إنه مر على أكثر من أربعة محلات لم يحصل على مبتغاه"، مؤكدا أنه يعاني طيلة الفترة الماضية قلق الحصول على هذه المادة، إذ قال "أنا رياضي ومدرب في قاعة رياضية لفنون القتال، والحليب مادة أساسية بالنسبة إلي يوميا، لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت مجبرا على التفكير في كيفية الحصول عليه، وأصبحت مضطرا كل صباح أن أقتنيه قبل الحصة الرياضية، لأنه إذا نسيت أو لم أتمكن من اقتنائه مسبقا، كما هو الأمر اليوم، أضطر للطواف على الكثير من المحلات مقابل الحصول على نصف لتر حليب". ومن جانبه قال شيخ كبير صادفته "الصباح" في أحد المحلات التجارية، إنه لم يعد يقتني الحليب، مبرزا أن الزيادات الأخيرة أثرت على ميزانيته، مبرزا أن نصف لتر من الحليب أصبح بـ 3.5 دراهم، مشيرا إلى أنه يفضل أن يستغني عن المواد التي ارتفع سعرها، مؤكدا بلهجة ساخرة، أنه ليس في حاجة إلى هذه المادة إلى حين توفرها وبثمن معقول، الذي حدده حسب ميزانيته في درهمين مقابل نصف لتر. عصام الناصيري

نقـص حـاد بالمحـلات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحليـب... جفـاف الضـرع

رفع الأسعار لمواجهة الخصاص

مقالات ذات صلة