“الشعب يريد” الأناقة والجمال

انتخابات 8 شتنبر تقطع مع زمن الفوضى وتصبغ على المدن ألوان 8 مارس لم يكن تسلم نساء الأحزاب مسؤولية المدن الكبرى إلا رسالة من الصناديق تترجم تطلع سكانها إلى القطع مع زمن الفوضى والغرق في بحور النفايات، الذي ظلت تعيشه أكبر حواضر المغرب منذ عقود. بعدما جرب الرجال كل الوصفات وباءت كل المحاولات بالفشل أجمعت الأصوات على تسليم مشعل كل مدينة إلى "العيالات"، عسى أن تصبح الشوارع في أناقة وترتيب البيوت. لكن لن تكون المأمورية سهلة، إذ ينتظر أن تواجه "العمدات" جيوب مقاومة. فمن السهل على الرجل تقبل وجود قائد ذكر، ولا يجد صعوبة في الاستجابة لأوامره، إذ كشفت آخر الدراسات أن "وجود امرأة في منصب قيادي يعتبر أمرا بالغ الصعوبة بالنسبة إلى عدد كبير من الرجال، الذين يجدون صعوبة جمة في طاعة امرأة، اعتقادا منهم أنهم متفوقون فقط لأنهم ذكور". وتعتبر هذه النتائج فرصة سانحة لمن اختارتهن الصناديق لتصريف أمور المدن لتغيير منطق السائد في تدبير الشأن العام لإنهاء عهد تمرير الصفقات تحت الطاولات، على اعتبار أن معظم الرجال يجدون أن التعامل مع قادة من جنسهم أسهل، ويعتقدون أنه عادة تكون لديهم صفات ومصالح ووجهات نظر مشتركة، وأن العمل بين الرجال سهل ميسر يكون من خلال إمكانية الاجتماع خارج أوقات العمل، في مقهى أو حانة أو أي مكان آخر، وهناك يسهل حل المسائل الشائكة، لكن من اليوم فصاعدا وجب على المسؤولين الرجال في البيضاء والرباط ومراكش، التعامل مع "الآمرات بالصرف" في الإطار المهني فقط لا غير. الأكيد أن مدننا ستدخل أفقا واعدا، إذ أثبتت الدراسات أن النساء أكثر نجاحا في تدبير المدن الكبرى، والدليل على ذلك أن باريس، أجمل مدن العالم، في عهدة امرأة، للمرة الثانية على التوالي، بالإضافة إلى تجارب أخرى أكدت ما كشفت عنه الإحصائيات من أن المرأة المسؤولة عن الشؤون العامة غالبا ما تتمتع بمجموعة من الصفات التي لا يمكن توفرها في الرجال، فهن أكثر اجتهادا وأكثر قدرة على التركيز، كما أن المرأة أقل عرضة لتشتت الانتباه بسبب عوامل خاصة أثناء العمل، سيما اللاتي يشغلن مناصب قيادية. كما كشفت دراسة حديثة أشرف عليها البروفيسور أيفند أل مارتنسين، رئيس قسم السلوك القيادي والتنظيمي في الجامعة النرويجية لإدارة الأعمال، أن المرأة مؤهلة للقيادة أكثر من الرجل. وكشفت الدراسة التي شملت حوالي ثلاثة آلاف مدير ومديرة تم تقييم صفاتهم الشخصية والمهنية، أن النساء يتفوقن على الرجال في خمسة مجالات هي روح المبادرة، والقدرة على التواصل بشكل واضح، والانفتاح والقدرة على الابتكار، والمهارات الاجتماعية وتقديم الدعم، والإدارة المنهجية وتحديد الأهداف. ويمكن أن تكون المدن الكبرى فرصة لرفع أرقام النساء في سجلات المناصب العمومية في أفق المناصفة، إذ سجلت المندوبية السامية للتخطيط في آخر تقاريرها بهذا الخصوص أن نسبة النساء اللواتي يشغلن مناصب المسؤولية لم تتجاوز 23.5 في المائة، فيما نسبة المقاعد النسائية في مجلس النواب عند حدود 20.5 في المائة و 11.67 في المائة فقط بمجلس المستشارين، وتوقفت حصتهن بالمجالس الترابية عند 21 في المائة. ياسين قُطيب

“الشعب يريد” الأناقة والجمال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نساء في ورطة المدن!

بوعيدة... "ساحرة الجنوب"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات