انتخابات 2021… تهافت الزعماء

أمناء يفرضون أنفسهم على رأس اللوائح وآخرون فضلوا فسح المجال أمام وجوه جديدة كشفت لوائح الترشيحات المعلنة إلى حدود الساعة ترشح أغلب الأمناء العامين للأحزاب إلى الانتخابات البرلمانية والجهوية المقبلة، خاصة زعماء الهيآت التي تطمح إلى احتلال الرتب الأولى والطامحة إلى قيادة الحكومة المقبلة. سبـاق البرلمـان... الأمنـاء أولا أمناء الأحزاب وقياداتها يتهافتون على الترشيح والبعض يتخوف من اختبار شعبيته مع حلول موعد الانتخابات، ينقسم زعماء وقادة الأحزاب بين الراغبين في الترشح، لضمان موقع في المؤسسات المنتخبة، وآخرون يفضلون الابتعاد عن التنافس في الدوائر، مفضلين الإشراف على العملية، وتدبير التزكيات بما يسمح للحزب من ضمان أكبر عدد من المقاعد وينقسم رأي قادة الأحزاب حول نوعية الانتخابات والدوائر التي يختار الزعيم الترشح فيها لاختبار شعبيته ومدى القدرة على حصد الأصوات رفقة المرشحين الذي يختارهم بعناية في اللائحة، وفي الفردي إن كان الأمر يتعلق بمنطقة قروية أو مدينة صغيرة. وقد يعلن أمين عام الحزب أنه سيترشح في هذه المنطقة أو تلك، فيتراجع عن ذلك بعد تحذير مقربين منه، بأنه لا محالة سيفشل لقوة خصومه، ثم يتم تحديد منطقة أخرى، أو دائرة في مدينة أخرى، وهكذا يتحول سباق المسافات القصيرة من التنافس على كرسي في مؤسسة انتخابية، إلى سباق المسافات الطويلة التي تتطلب وضع إستراتيجية وتكتيك، لربح الوقت والجهد والمال، باستثناء بعض الأمناء العامين الذين أخذوا المبادرة وأعلنوا ترشحهم وعدم تراجعهم مهما كلفهم ذلك من ثمن. ويعتبر ترشيح زعيم الحزب، إعلانا رمزيا بأنه لا يهاب المساءلة والمحاسبة الشعبية، وبأنه يدخل اختبار النزال الديمقراطي الانتخابي الشعبي، لمعرفة موقعه لدى الناخبين، ومدى قدرته على تحقيق الفوز، والأهم من هذا وذاك معرفة نسبة الأصوات التي حصل عليها في دائرته الانتخابية، مقارنة بمنافسيه، قصد قياس شعبيته. إن الخضوع للإرادة الشعبية، يفرض على الزعيم التقدم للانتخابات أمام الناخبين والدفاع عن مبادئ الحزب وتوجهاته ومواقفه، لربح المشروعية الاجتماعية، ولأنه رأس "الحربة"، عليه أن يكون في الصفوف الأمامية لمواجهة الناخبين، بدلا من بحث تبريرات غير مقنعة للتهرب من الترشح. وترفع المواجهة أمام صناديق الاقتراع نوعا ما منسوب ثقة الناخبين في الفاعلين السياسيين، ومقارنة الوعود المقدمة مع الإمكانيات الحقيقية، ووضعية المدن والقرى، ومراجعة وعود الزعيم نفسه في الانتخابات السابقة، وما حققه شخصيا، أو أخفق فيه لأسباب ذاتية وموضوعية، أو فشل فيه. وعوض أن يستعد زعماء وقادة الأحزاب للانتخابات بشكل مبكر، من خلال الحسم في أمر توزيع التزكيات بشكل مسبق ودراسة المنافسين، وتحيين خطة العمل وتوزيعها بين فريق متكامل، يعرف تفاصيل الدوائر وخصاصها وحاجيات المواطنين، تجدهم يلجؤون إلى البحث عن الكائنات الانتخابية، التي لطخت صورة الأحزاب، و"السماسرة" الذين يسوقون لزعماء الأحزاب، بأن لديهم "أرانب سباق" مختصون في حصد الأصوات، ويمكن من خلال ذلك تحقيق الفوز بسهولة لوكلاء اللوائح وجمع أكبر عدد ممكن من المقاعد. وهناك من يقترح على زعماء الأحزاب، الحصول على فريق متكامل من الكائنات الانتخابية، يحقق الفوز بالجملة على أساس منحهم الدعم المالي، وفي حال تعقد مسطرة التفاوض، تعرض هذه الكائنات خدماتها لمن يدفع أكثر. وبالعودة إلى تاريخ المغرب، يلاحظ انه عرف نكوصا انتخابيا لدى النخبة بتراجعها عن الترشح في الانتخابات، الخاصة بالغرف المهنية والمأجورين، والجماعات الترابية من مجالس جهات وعمالات ومقاطعات وأقاليم وبلديات، ومجلس النواب ومجلس المستشارين. وبخلاف الماضي الذي كان ينزل فيه الزعيم وأعضاء المكتب السياسي إلى الانتخابات، ويترشح المثقفون الذين كانوا يقدمون أفكارا ويساهمون في وضع برامج أحزابهم، ويتسابقون لخوض الحملات الانتخابية، ترشيحا ودعما وتعبئة وسط الناخبين، في المدن والقرى، لا تحظى الانتخابات اليوم بالحماس نفسه، رغم توفير كل الإمكانيات اللوجستية، وتنوع وسائل الإعلام. أحمد الأرقام

انتخابات 2021… تهافت الزعماء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة تجديد النخب

تطورات اتهام أمنيين بتعنيف موقوف بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات