وفيـات الفيـروس غيـر محصيـة

لم تعد وزارة الصحة متحمسة لوفيات وإصابات فيروس كورونا، ففي وقت كانت تنقب عن الإصابات في الأزقة والأحياء، وتجلب المصابين بالقوة إلى المستشفيات، أصبحت غير مبالية بالمصابين، وتتعامل بمنطق من أراد الكشف عن الفيروس أو الاستشفاء، أو الحصول على الدواء، فأبواب المستشفيات مفتوحة، أما من فضل الجلوس في منزله، فالموت مصيره، ولن يحتسب ضمن وفيات كورونا. وكشفت مصادر "الصباح"، أن عددا من الأشخاص يفضلون المكوث في منازلهم، ولا يعترفون بالمرض إلى أن يخطف أرواحهم، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة موجودة في عدد من المدن، لكنها منتشرة بشكل أكبر في القرى، إذ يساهم غياب ثقافة التطبيب، وبعد الوحدات الاستشفائية، يعقد إقناع بعض الفئات بالذهاب إلى المستشفى، ما يجعلهم في كثير من الأحيان عرضة للموت. وفي هذا السياق، أكدت بعض المصادر، أن قرى ودواوير منطقة سوس، تعرف أخيرا انتشارا لهذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، بسبب توافد غير مسبوق لأبناء سوس على قراهم ومداشرهم، إذ من العادات الراسخة في هذه المنطقة، أن يزور الشخص بلدته مهما غاب عنها، وهو ما أدى إلى انتشار كبير للفيروس، ناهيك عن الأعراس وبناء البيوت و"العراضات" و"الصداقات" والولائم، التي تقاوم في هذه الفترة من السنة، بسبب دخول "العملة الصعبة" إلى هذه القرى. وفي هذا السياق، قال عادل أداسكو، رئيس جمعية إدوسكا للثقافة والتنشيط الفني، إن كورونا يخنق سكان إدوسكا أوفلا، بعمالة تارودانت، مضيفا "نوجه نداء استغاثة من جماعة تومليلين ونطالب بتدخل عاجل". وأضاف المتحدث ذاته، أن المسؤولين والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالمغرب، مدعوين إلى "التدخل العاجل والفوري لوضع حد لآلام ومأساة سكان تومليلين، والجماعات الخمس التابعة لقيادة أيت عبد الله، جراء انتشار فيروس كورونا بشكل مخيف، وتسجيل رقم قياسي في عدد الوفيات، أغلبهم لم يجروا أي فحوصات عند إصابتهم بالمرض". وتابع أداسكو أنه "رغم الوضع الصحي المقلق بالمنطقة، بعد أن بلغت نسبة الوفيات أرقاما قياسية، فإننا لم نسجل حضور أي قافلة طبية لفحص المواطنين بالمنطقة، خاصة كبار السن، هذا إلى جانب النقص الواضح للموارد البشرية، واهتراء البنية التحتية للمنظومة الصحية بالمنطقة". واستنكر المتحدث ذاته، ما وصفه بـ "تهاون السلطات المحلية في التعاطي مع هذه الجائحة، بما يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان، المدرجة بالدستور والمكرسة بأغلب العهود والمواثيق الدولية، كما ندعو إلى التسريع باتخاذ الإجراءات اللازمة، من إمدادات طبية ومساعدات صحية (معدات صحية وأدوية ولوازم وقائية)، وإلى تعزيز ودعم القطاع الصحي بالمنطقة، عبر إرسال بعثات وطواقم طبية وتخصيص كميات كافية من جرعات التطعيم، ضد فيروس كورونا لضمان منع انتشار الوباء". ع . ن

وفيـات الفيـروس غيـر محصيـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"طلـع تلقـح نـزل شكـون كالهـا ليـك"

أزمة تجديد النخب

مقالات ذات صلة