اغتصاب الأطفال … ظلم ذوي القربى

وحوش آدمية استباحت أجساد صغار تربطهم بهم رابطة الدم وعائلات ترفض الكشف عن تلك الجرائم في غياب الأرقام الرسمية حول عدد ملفات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، خاصة تلك التي تتعلق بزنا المحارم، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن الجرائم في تزايد مستمر، مع وجود أشخاص يعانون كبتا جنسيا يفقدهم التحكم في أنفسهم ليلحقوا الأذى بمن يفترض فيهم حمايتهم. وبعيدا عن الإحصائيات الرسمية غير المتوفرة، فإن عددا من الجمعيات دقت ناقوس الخطر بشأن تلك الجرائم التي تؤكد بالملموس، أن هناك كبتا جنسيا خطيرا يعانيه عدد من المواطنين، الذين يحاولون تفريغ تلك المكبوتات في أطفال تربطهم بهم رابطة الدم، إلا أن الخطير في الأمر أن عددا مهما من تلك الجرائم يبقى ضمن الطابوهات التي تتستر عليها العائلات. الملاحظ أن جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال، والتي تدخل في خانة زنا المحارم، لم يستطع المشرع تحديد عقوبة خاصة بها، تكون رادعة بالشكل الذي يتناسب والفعل المقترف، إذ أن القانون الجنائي يعاني غياب تخصيص عقوبة لزنا المحارم، فلا يوجد نص خاص بها، علما أن هذه الجريمة تعد فعلا خطيرا يهدد كيان الأسرة. وفي مثل هذه القضايا يتم دائما الاعتماد على مقتضيات الفصل 487 من القانون الجنائي، التي تفيد أنه «إذا كان الفاعل من أصول الضحية أو ممن لهم سلطة عليها أو وصيا عليها أو خادما بالأجرة عندها، أو عند أحد الأشخاص سالف ذكرهم أو كان موظفا دينيا أو رئيسا دينيا، فإن العقوبة تكون أشد». كريمة مصلي جانح يستغل ربيبته القاصر كان يعاشر الضحية معاشرة الأزواج مقابل الهدايا والأموال قبل افتضاح أمره بواسطة هاتف من بين الفضائح الجنسية المرتبطة بظلم ذوي القربى، ما شهده حي سوكوما بمراكش، من واقعة إجرامية تمثلت في استغلال جنسي واتجار بالبشر ضحيته قاصر تبلغ من العمر 14 سنة، على يد جان لم يكن سوى زوج والدتها. ولجأ الجاني الذي اعتاد ممارسة شذوذه على ربيبته، إلى تبني خطة شيطانية لإنجاح مخطط استباحة جسدها، تتمثل في التغرير بها بالإغداق عليها بهدايا ومبالغ مالية لشراء صمتها حتى لا تفتضح جريمته، وفي الوقت نفسه لضمان استغلالها بشكل دائم في إشباع مكبوتاته الجنسية. وكان الزوج يعامل الطفلة معاملة الأب لابنته إلى أن بلغت مرحلة المراهقة، فتحركت غريزته الجنسية تجاهها، إذ بدأ في التقرب منها بشكل حميمي، ونجح في التغرير بها والفوز بثقتها ليتمكن من التجرؤ على التحرش بها وهتك عرضها في عدة مناسبات دون عنف، قبل أن يفتض بكارتها ويعاشرها معاشرة الأزواج بشكل دائم. وتم افتضاح جريمة الزوج في حق ربيبته، بناء على شك والدة الضحية في تصرفاتها وارتباكها الملحوظ، بعد أن عاينت لديها هاتفا محمولا من النوع الرفيع، قبل أن تقرر ترصد خطواتها، إلى أن ضبطتها رفقة زوجها الثاني بمنزل آخر. وبعد عرضها على الطبيب واكتشاف فقدانها بكارتها كشفت القاصر بعفوية أن الرجل الذي تناديه بوالدها يقوم بممارسة الجنس عليها مقابل هدايا ومبالغ مالية، واقتناء كل ما تشتهيه نفسها. وتعود تفاصيل القضية، إلى انتقال الطفلة للعيش مع والدتها بعد انفصال والديها وهي في سن الرابعة من عمرها، إذ كانت تعيش مع الجاني بشكل عاد إلى أن بدأت علامات المراهقة تظهر عليها، وهو ما جعله يغرم بمفاتنها. ووجد زوج الأم بيت عشيقة له فضاء بعيدا عن الشبهة لاستغلال الطفلة جنسيا، إذ كان يصطحبها إليه لممارسة الجنس عليها بشكل دائم، وهو ما يكشف تورط خليلته في واقعة الاستغلال الجنسي للقاصر، بعدما ظلت تتستر على جرائمه، رغم خطورتها. ولم يكن الجاني يظن أنه سيقع في شر أعماله، إلا بعد أن قدم لربيبته القاصر هدية عبارة عن هاتف محمول من النوع الفاخر، وهي الهدية التي فجرت الفضيحة، بعد أن عاينتها الأم بيد طفلتها لتسألها عن مصدرها، دون أن تحصل على جواب مقنع، وهو ما جعلها تقرر ترصد خطواتها لمعرفة ما إن كان شخص غريب يستغلها، قبل أن تصدم بضبط فلذة كبدها رفقة شريك حياتها، وهما يلجان أحد المنازل. ورغم هول الصدمة احتكمت الأم لمنطق العقل، إذ عرضت الطفلة على طبيب مختص كشف تعرض القاصر لهتك العرض وافتضاض بكارتها، الأمر الذي جعل والدتها تحاصرها لمعرفة صاحب الجريمة، فكشفت بعفوية أن والدها بالتبني هو من كان يعتدي عليها جنسيا. وأمام المعطيات الخطيرة، تقدمت الأم بشكاية إلى النيابة العامة، التي أمرت عناصر الشرطة القضائية بإيقاف المتهم وقريبته، التي كانت تخصص بيتها مسرحا لجرائم خطيرة. محمد بها

اغتصاب الأطفال … ظلم ذوي القربى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رحلة العيد... معاناة واستغلال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات