رحلة العيد… معاناة واستغلال

المسافرون يواجهون قلة عروض النقل العمومي ويكتوون بلهيب الأسعار تتجدد معاناة المسافرين إلى بيت الأسرة، من أجل قضاء مناسبة عيد الأضحى مع ذويهم كل سنة، دون أن تتخذ السلطات المشرفة على النقل العمومي، إجراءات تحد من الصعوبات التي يواجهها المسافرون، والحد من استغلال مهنيي النقل، إذ لم تكلف الحكومة أو وزارة التجهيز نفسها عناء إصدار بلاغ واحد، من أجل حث شركات ومهنيي النقل العمومي، على مضاعفة أسطولهم، وتحديد تعريفة موحدة لخدمة النقل حسب كل وسيلة نقل، إذ يترك المجال مفتوحا أمام سماسرة النقل، من أجل ابتزاز المواطنين، واستغلال حاجتهم الملحة في الالتحاق ببيت الأسرة، للنصب عليهم واستباحة أموالهم. يبدأ موسم استغلال المسافرين كل سنة أسبوعين على الأقل، قبل موعد عيد الأضحى، إذ يتزايد الطلب على الشركات النقل، بشكل ملفت، إذ أن جزءا مهما من سكان المدن، سواء تعلق الأمر بالعمال أو الموظفين أو بعض الأسر، يعتبرون عيد الأضحى، مناسبة "مقدسة" لا يستقيم الاحتفال بها، إلا في بيت العائلة، وهو ما يفرض عليهم تحمل الاستغلال والنصب ورداءة الخدمات، من أجل بلوغ هدف أسمى، يتمثل في لمة العائلة، حول مائدة واحدة. نصب واستغلال "لمن سنشتكي، ومن سيشعر بهذه "الحكرة" التي نعانيها كل سنة؟"، كان هذا سؤال طرحه أحد المسافرين، الذين تحدثت إليهم "الصباح"، والذي اضطر إلى دفع مبلغ 300 درهم، من أجل السفر إلى بلدته، ضواحي الرشيدية. يتساءل محمد، وملامح الحيرة بادية على محياه، عن جهة أو مؤسسة يشكو إليها محنته، لأنه في الأيام العادية، يقتني تذكرة السفر بنصف السعر الحالي تقريبا، لكن في الأيام التي تسبق العيد، اضطر إلى دفع مبلغ مضاعف، ورغم ذلك، لم يجد عروضا للسفر في اليوم الذي ينوي السفر فيه، إذ اضطر أن ينتظر 3 أيام أخرى، ولن يصل بلدته، إلا في اليوم الذي يسبق العيد. ليس محمد وحده من يعاني شطط شركات النقل، بل يتعلق الأمر بآلاف الأشخاص، الذين يستنزف السفر طاقتهم وأموالهم، إذ قالت طالبة مستقرة بالرباط، تحدثت إلى "الصباح"، "إن هذه الزيادات ألفناها كل سنة، لكن الجديد هذا العام، هو النقص الحاد في وسائل النقل، إذ أن جل الشركات ترفض بيع تذاكر الأيام المقبلة، من أجل استغلال المواطنين، وبث الخوف فيهم، من عدم توفر مقاعد للسفر، وهو ما يدفع الشخص إلى الخضوع لشروطها، والقبول بالزيادة في الأسعار، والسفر في الوقت الذي تختاره للمسافر، ورداءة الخدمات". وأما بالنسبة إلى خالد، وهو عامل في ورش للبناء، فإنه اختار طريقة أخرى للهروب من شطط شركات النقل، على الأقل في ما يتعلق بالسفر في الوقت الذي يحلو له، إذ أكد أنه لا يبحث عن خط مباشر يوصله إلى مدينته، بل يسافر بشكل متقطع، ويقضي ليلة عند أحد أقاربه في منتصف الطريق، ويكمل في اليوم الموالي، لأن السفر دون توقف، متعب بالنسبة إليه، نظرا لرداءة الخدمات، وتفرض على المسافر القبول بجميع الشروط التي يضعها المهنيون. أسعار ملغومة من الصعب معرفة حقيقة أسعار السفر في العيد، حينما يتعلق الأمر بمحطة "أولاد زيان"، إذ أن المواطنين يشتكون من غلائها، والمهنيون يشتكون بدورهم من تراجع إقبال المسافرين على المحطة، مبرزين أن الأسعار مناسبة. وقال أحد العاملين بحافلة لنقل المسافرين، إن الأسعار أقل مما كانت عليه في فترة إغلاق المحطة، التي دامت أكثر من سنة، مبرزا أن سعر تذكرة السفر إلى مراكش لا يتجاوز 80 درهما، والسفر إلى أكادير محدد في 150 درهما، و40 درهما إلى خريبكة، و50 درهما إلى قنيطرة، و80 درهما إلى طنجة، و20 درهما إلى الرباط. وعكس ما صرح به هذا العامل، أكد بعض المسافرين أن السماسرة رفعوا الأسعار، وأن هناك من لا يدخل إلى المحطة، ويستغل الواقع السائد قبل فتح المحطة، بتلقف الزبائن خارجها في نقاط أخرى، ألف المواطنون السفر منها خلسة قبل فتح المحطة، مثل عين الشق وشارع محمد السادس، ونقاط أخرى في الطريق السيار. وصرح مهنيو النقل أنفسهم، أن هناك تراجعا في أعداد المسافرين، واصفين عيد الأضحى بـ "عيد الأزمة"، وأكد أحدهم أنه في فترة إغلاق المحطة كان هناك إقبال، ويفسر الأمر بأن طول مدة الإغلاق، دفع المسافرين إلى البحث عن بدائل أخرى للسفر، والاستغناء عن خدمات المحطة، فهناك من لجأ إلى شركات خارج المحطة، أو السفر على متن القطار، أو الاستفادة من عروض الطائرة، التي أصبحت في المتناول. عصام الناصيري

رحلة العيد… معاناة واستغلال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اغتصاب الأطفال ... ظلم ذوي القربى

علاقات في الظلام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات