الحركات…عمل خارج التقليد

بينها مجموعات تعنى بالشأن المحلي وأخرى للتحفيز ونشر الطاقة الإيجابية في وقت تراجعت فيه أدوار الأحزاب السياسية في تأطير الطاقات الشابة، وضعف استقطاب منظمات المجتمع المدني، قرر عدد من الشباب، أخذ المبادرة، والانتظام في مجموعات من أجل مناقشة مشاكلهم والقضايا المتعلقة بمعيشهم اليومي ومحيطهم، في محاولة منهم لتعويض الأدوار التقليدية التي كانت تتقلدها منظمات سياسية ومدنية في وقت مضى. ولعل أبرز مثال عن هذه المبادرات الشبابية، حركة "ولاد الدرب" بالبيضاء، التي تساهم من جهتها في اقتراح حلول للنهوض بالمدينة والرفع من وعي فئة الشباب. ويقول المهدي الزوات، منسق حركة "ولاد الدرب"، في تصريح هاتفي لـ "الصباح"، "نحن حركة مدنية تشتغل على مستوى البيضاء، هدفها الرفع من وعي الشباب خاصة والمواطنين عامة، من أجل تمكينهم من ضبط كل الملفات والقضايا ذات الطابع المحلي، قصد الترافع والمساهمة في إنتاج سياسات محلية تخدم البيضاويين". ويضيف الزوات، أن الفكرة انطلقت من حي التشارك بسيدي مومن، مستلهمة من المثل الشعبي القائل "اللي بغا يشطب كيبدا بباب دارهم"، مؤكدا أن التغيير ينطلق من ما هو محلي، من الدرب والحومة والزنقة والدوار، موضحا أن برامج الحركة منكبة على الحي الذي يعيشون فيه، من أجل تنميته، وهكذا حسب الزوات، سيحقق المغرب تنمية وطنية، إذا اهتم كل منا بشأنه المحلي. وتعمل "ولاد الدرب"، وفق تصريح منسق الحركة، على محاربة الرداءة الفكرية، وانحطاط مستوى الوعي لدى شريحة كبيرة من المواطنين، الذين يعتقدون أن الأخبار والمعطيات التي تروج في مواقع التواصل الاجتماعي كلها حقيقية، وأن أي شخص جلس أمام الكاميرا أو وثق شريط فيديو، فهو محلل سياسي وكلامه ذو مصداقية، مؤكدا أن هذا الأمر يؤدي إلى انتشار ثقافة مليئة بالمغالطات والأفكار السوداوية والأحكام المسبقة، التي لم تنبن على أسس علمية وتقنية، وهذا ما يحاول شباب الحركة محاربته، عن طريق إحداث فضاءات حوار منظمة، يلتقي فيها الشباب بالمسؤولين ويحاورونهم في جو من الاحترام والهدوء، الذي يسمح بسيادة الأفكار الصحيحة وثقافة الاقتراح. وأكد المتحدث ذاته، أن مسؤولي البيضاء، أبدوا تجاوبا كبيرا مع المبادرة، ورغبة في التعاون من أجل مستقبل أفضل للمدينة، موضحا أنه يجب استغلال هذا التجاوب والرغبة في العمل المشترك، من أجل إعطاء صورة حقيقية عن الشباب المغربي، الذي ترى فيهم الحركة عناصر منتجة عكس ما يروج له من مغالطات. عصام الناصيري

الحركات…عمل خارج التقليد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أضغاث أحلام

ثغرات أمنية تعرقل إحصاء الفقراء

مقالات ذات صلة