الأسر الفقيرة ضحايا إشهارات خادعة لمؤسسات التمويل

عروض مناسبات وقروض استهلاك تلتهم الأجر كاملا في غياب أي حماية"مشاكل قوم عند قوم فوائد"، مقولة تعكس وضعية الأسر الفقيرة التي تضطر أمام الحاجة، إلى اللجوء إلى مختلف مؤسسات التمويل والبنوك لمواجهة مصاريف العيش المختلفة. وحين تتزامن مناسبات رمضان والعيد والعطلة الصيفية وبعدها الدخول المدرسي، تضطر الأسر الفقيرة وذوو الدخل المحدود، إلى اللجوء إلى مؤسسات التمويل والبنوك وجمعيات القروض الصغرى، للاقتراض من أجل الاستجابة لضغوطات الأبناء، ومواجهة المصاريف الباهظة وتكلفة العيش. وما يعمق مأساة الأسر المعوزة، من المياومين والعمال وذوي الدخل المحدود، الإغراءات التي تمارسها عليهم الحملات الإشهارية التي تنخرط فيها مؤسسات السلف المختلفة، عبر وسائل الإعلام واللوحات الإشهارية التي تسهل السقوط في كمين القروض، وتعمق مديونية الأسر. ورغم محدودية الدخل، وعدم انتظامه بالنسبة إلى فئات واسعة من المواطنين، إلا أن البنوك ومؤسسات السلف المختلفة لا تتردد في إغراقهم في قروض جديدة قد تعصف بالأجرة كاملة، في غياب أي حماية، وهي الأوضاع التي تتسبب في مآس اجتماعية. وفي غياب قوانين تحمي المستهلك من غول القروض، يصبح ذوو الدخل المحدود لقمة سهلة للاصطياد من قبل المؤسسات البنكية التي لا تتردد في استرجاع أموالها بكل الوسائل، خاصة أمام غياب الوعي بمضامين العقود التي يتم توقيعها ولا بنسب الفوائد المرتفعة، والتي لا يتم الكشف عنها بوضوح في العقد وتشتد المنافسة بين مؤسسات التمويل، من أجل جلب أكبر عدد من الزبناء الراغبين في تمويل تكاليف رمضان المرتفعة ومصاريف العيد والعطلة الصيفية، والتي لا يمكن للفئات الفقيرة مواجهتها بالأجور المحدودة، فتسقط ضحية شعارات جذابة وخادعة، من قبيل "عطلة منعشة بكلفة مناسبة"، و"قروض بنسبة فائدة %0 لمواجهة صعوبات مادية ومفاجئة"، و"شروط سداد مرنة وموافقة مبدئية على القرض خلال دقائق". ويرى شمس الدين عبداتي، رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، أن تزامن عدد من المناسبات الاجتماعية يتحول إلى فرصة لمؤسسات التمويل لمضاعفة أرباحها، عبر إطلاق عروض خاصة بالعطلة والعيد والدخول المدرسي، وعيا منها بحاجة الأسر المحدودة الدخل، إلى البحث عن تمويلات لمواجهة حاجيات العيش، أمام ضعف القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار. ويرى عبداتي أن المواطن المغلوب على أمره، وفي غياب ثقافة استهلاكية سليمة تقوم على ترشيد النفقات، غالبا ما يسقط ضحية حملات إشهارية كاذبة وخادعة، في غياب أي حماية أو تأطير من الدولة، ليجد نفسه محاصرا بعدد من قروض الاستهلاك، التي لا تراعي مستوى دخله أو حتى احترام الشروط الخاصة بنسبة مبلغ القرض، مقارنة مع الأجر الأصلي. وغالبا ما يلجأ بعض الزبناء إلى أكثر من مؤسسة قرض، ليجد أحدهم نفسه في النهاية مجبرا على تخصيص أجره كاملا لتسديد الأقساط لشهرية لمختلف القروض المحصل عليها هنا وهناك. وأوضح عبداتي في حديث مع "الصباح" أن المنتدى واجه حالات وملفات مأساوية لبعض الزبناء، بسبب القروض التي تلتهم الأجر كاملا، والتي أدت إلى الطلاق وتشريد أسر، وبيع أثاث المنزل، لتسديد الأقساط بفوائد مرتفعة تصل إلى 15 في المائة. ولحماية صغار الموظفين وذوي الدخل من ممارسات مؤسسات التمويل ومخاطر القروض التي تستعر حماها مع مناسبات الأعياد والعطلة والدخول المدرسي، اقترح عبداتي إنشاء صندوق للضمان، تساهم في تمويل البنوك والحكومة، لضمان تسديد القروض عند الضرورة، وحماية الزبون، من مخاطر التشرد أو بيع ممتلكاته في المزاد لتسديد القروض، مع ضرورة تكثيف حملات التوعية والتحسيس من قبل مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، لتنبيه الزبناء إلى مخاطر الإدمان على القروض، والانهزام أمام إغراءات الحملات الإشهارية. برحو بوزياني

الأسر الفقيرة ضحايا إشهارات خادعة لمؤسسات التمويل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأمين مصاريف الشهر ... ثلاثة ملايين أسرة بدون دخل كاف

ارتفاع تكاليف العيش: إبراهيم ... كاره الحياة

مقالات ذات صلة