كميـن يطيـح بطبيـب الـزور

سلم زوجة ومسنة توفيت منذ سنوات شهادة العذرية وتسبب في اعتقال عدد من الأبرياء لم يتوقع شاب أن خلافا عاديا مع جار له، سينتهي به في السجن، بعد أن تقدم خصمه بشهادة طبية، ادعى فيها أنه مصاب بعجز تتجاوز مدته 20 يوما. وجدت الضابطة القضائية نفسها ملزمة بالتطبيق الحرفي للقانون، رغم تأكيد شهود أن الجريمة ملفقة، ولم يصب المدعي بأي جروح خلال النزاع. وأمر وكيل الملك بإحالة الشاب في حالة اعتقال على الجلسة، بعد اطلاعه على الشهادة الطبية، فأدين الشاب في نهاية المطاف بثلاثة أشهر حبسا نافذا. غادر الشاب السجن وفي صدره غصة، فقرر البحث عن هوية الطبيب الذي أصدر هذه الشهادة الطبية بطريقة مشبوهة، لنصب كمين له من أجل متابعته قضائيا، ليس انتقاما منه فقط، بل لوقف حد لمعاناة العشرات من الأبرياء، قد يجدون أنفسهم معتقلين بسبب هذه الشهادات الطبية المفبركة. تمكن الشاب من التعرف على هوية الطبيب، فتبين أن له عيادة بأحد أحياء البيضاء، والمثير أن من استفسرهم، أكدوا له أنها دون معدات طبية، بل بها فقط مكتب متواضع، عليه عدة شهادات فارغة، يتولى الطبيب ملأها حسب الطلب والتوقيع عليها. قصد الشاب الطبيب، فوجد عيادته كما وصفت، بابها مفتوح، ودون وجود مساعدة لاستقبال الزبناء. ولج إلى داخل مكتب متواضع، فوجد الطبيب وحيدا يدخن سيجارة شقراء، ويحتسي كوبا من القهوة، ودون تحديد هويته، طلب منه الشاب ثلاث شهادات طبية، الأولى له بوصفه مصابا بعجز 90 يوما بحجة أنه تعارك مع شاب، والثانية والثالثة، تتعلق بعذرية فتاتين، توشكان على الزواج. حرر الطبيب الشهادات الثلاث دون طلب بطائق التعريف المعنيين بها، بل اكتفى الشاب بكتابة الأسماء وأرقام بطاقات التعريف. وبعد أن وقع عليها، تسلم الطبيب مبلغ 900 درهم، أي 300 درهم عن كل شهادة مسلمة. شعر الشاب بفرح كبير. لقد تمكن أخيرا، من الإيقاع بالطبيب، ويتوفر على أدلة تدينه بعقوبات حبسية قاسية، فالشهادات الثلاث مزورة، فهو لم يتعارك مع أي شخص حتى يصاب بعجز مدته 90 يوما، كما أن الاسمين المضمنين في شهادتي العذرية، يخصان زوجته وجدته التي فارقت الحياة منذ سنوات. توجه الشاب مباشرة إلى المحكمة الزجرية عين السبع، وقدم شكاية ضد الطبيب يتهمه فيها بالتزوير، كاشفا للمسؤول القضائي أن الطبيب من أدخله السجن ظلما. أمر وكيل الملك الضابطة القضائية باعتقال الطبيب وتعميق البحث معه، فانتقلت عناصر الشرطة إلى عيادة الطبيب، وضبطته متلبسا بتحرير شهادة طبية لشخص. وضع الطبيب تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث، لم يجد بدا فيه من الاعتراف باحترافه تسليم شهادات تتضمن معطيات مغلوطة بمقابل. وعزا الطبيب تورطه في هذه الأفعال المنافية لمهنته إلى حاجته إلى المال، بحكم إدمانه على القمار، ولإنفاقه المبالغ فيه على السهرات الباذخة بالملاهي وغيرها. تمسك الطبيب باعترافاته السابقة لحظة تقديمه من قبل وكيل الملك، الذي أمر بإيداعه السجن وعرضه على قاضي التحقيق، سيما بعد أن تقدم ضحايا آخرون بشكايات ضده، تثبت أنه تورط بشهاداته الطبية في اعتقالهم ظلما. مصطفى لطفي

كميـن يطيـح بطبيـب الـزور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفحص المضاد هو الحل

مجهولون يسطون على ناقلة للأموال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات