لوائح “بيجيدي” على مقاس بنكيران

الأمانة العامة ضربت بقرارات الجموع العامة عرض الحائط وانحازت إلى أصدقاء رئيس الحكومة خالف عبد الإله بنكيران، ومعه جل أعضاء الأمانة العامة لحزبه، كل التوقعات، عندما قرر، في الاختبار النهائي، إنجاح أسماء مقربين منه عن طريق "الغش"، بعدما رسبوا في الامتحان الحقيقي أمام القواعد في الجموع العامة التي انعقدت في مختلف المواقع التنظيمية على طول خريطة الدوائر الانتخابية. وأعلنت الأمانة العامة، في اجتماع عقدته نهاية الأسبوع الماضي، عن نحو 70 % من وكلاء الحزب في الدوائر، التي أسند بعضها إلى قياديين بارزين رسبوا في امتحان الديمقراطية الداخلية الحقيقية التي احتضنتها الجموع العامة في الفروع والأقاليم والجهات، واستغرقت وقتا طويلا، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، عندما بالغت قيادة الحزب في استعمال المقص، والإفراط في "التكوليس" الحقيقي، وإعادة ترتيب المترشيحن، وهو أسلوب "ديمقراطي" لا يوجد في كل أحزاب العالم، ولكنه موجود داخل حزب العدالة والتنمية. وتساءل نشطاء الحزب في دائرة البرنوصي بالبيضاء كيف أن اسما مثل محمد يتيم "تكردع" ديمقراطيا في الجمع العام للحزب في الدائرة نفسها، لكنه أصبح، بقدرة قادر، وكيل لائحة مرشحيها، مضيفين: هل هذه هي الديمقراطية التي يؤمن بها بنكيران ومن معه؟ وكيف لنائبه في الحزب سليمان العمراني الذي تلقى الورقة الحمراء من قواعد الحزب في إقليم خريبكة، أن يضمن له صديقه بنكيران مكانا من أجل الترشح في دائرة الرباط شالة؟ أليس هذا عنوانا كبيرا للديقراطية "البنكيرانية" المفترى عليها؟ وفي تطوان، تدخلت القوى المناهضة للديمقراطية الداخلية، واختارت محمد إدعمار من أجل قيادة لائحة الحزب في دائرة تطوان رغم أنه لم يحتل المركز الأول، وأن من يستحق ذلك، عن جدارة واستحقاق، هو الكاتب الإقليمي للحزب الذي اختارته القواعد، لكن قيادة الحزب في الرباط كان لها رأي آخر لا علاقة له بقسط صغير من الديمقراطية. وكما توقعت "الصباح" في وقت سابق، نجح بنكيران في "تبليص" الوزير عبد القادر عمارة رسميا على رأس لائحة الحزب في دائرة سلا الجديدة، رغم تلقيه الورقة الحمراء من القواعد قبل بدء مباراة سابع أكتوبر المقبل. ومن نتائج هذا الخرق الفاضح داخل "بيجيدي"، تقديم العديد من نشطاء الحزب لاستقالاتهم من الحزب، احتجاجا على أسلوب "الكولسة" والإقصاء والمفاضلة داخل حزب يزعم أنه حريص على تحقيق الديمقراطية للمغاربة، وهو الذي لم ينجح حتى في تطبيقها داخل صفوفه، وبين أبنائه الذين بحثوا في كل أدبيات الأحزاب "الإسلامية" ولم يجدوا مثيلا للديمقراطية "البنكيرانية". ولتأكيد أن "بيجيدي" مازال بعيدا عن تحقيق الديمقراطية الداخلية والمساواة والمناصفة، أكدت مصادر "الصباح" أن الحزب اكتفى بترشيح ثلاث نساء فقط في الداوئر المحلية. وفي السياق نفسه، رشح الحزب سعاد بولعيش، وكيلة له في دائرة الفحص أنجرة، بعدما نجحت، رفقة زوجها الكاتب الإقليمي في العمالة نفسها، في فرض اسمها من جديد على باقي المناضلين بطريقة كاريكاتورية. وترشحت أمينة ماء العيين، العضو النشيط في الحزب والفريق النيابي في دائرة الحي الحسني بالبيضاء، وعزوها العراك، في دائرة الداخلة. ومن مفاجآت لوائح الحزب الانتخابية، ترشيح السلفي المتصلب حماد القباج وكيلا في مراكش، رغم أن البعض داخل الحزب اعتبر أن الأمر لا يشكل مفاجأة، لأنه لا فرق بين بنكيران والقباج في اعتناق أفكار السلفية. عبد الله الكوزي

لوائح “بيجيدي” على مقاس بنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إرجاء ملف مصور نساء داخل حمام

هذه أسباب اندحار المنتخبات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات