النجم العالمي سعيد تغماوي يفتح النار على مخرج "الزين اللي فيك" فتح النجم العالمي سعيد تغماوي النار على المخرج نبيل عيوش معتبرا فيلمه الجديد "الزين اللي فيك" عملا فنيا رديئا، رغم أنه اكتفى بمشاهدة المقاطع المسربة منه، مشيرا إلى أن الفيلم لم يحترم خصوصيات المغاربة. وكشف الممثل المغربي، في حوار خص به "الصباح"، عن تفاصيل عمله الفني الجديد الذي قدمه في افتتاح مهرجان فاس للموسيقى العريقة والذي جسد فيه شخصية ليون الإفريقي، مؤكدا أنه يطمح إلى تقديم شخصيات تاريخية مغربية أخرى، كما تحدث عن مواضيع أخرى تجدونها في هذا الحوار. أجرى الحوار: عزيز المجدوب قدمت أخيرا في افتتاح مهرجان فاس للموسيقى العريقة، عرضا فنيا جسدت فيه شخصية الحسن الوزان المعروف ب"ليون الإفريقي" لماذا هذه الشخصية بالضبط؟ أعشق كثيرا الاشتغال على الشخصيات التاريخية المغربية، وأتمنى تجسيد العديد منها، في المستقبل، أما بالنسبة إلى شخصية "ليون الإفريقي فكانت بالنسبة إلي سفرا عبر حقبة تاريخية غابرة من تاريخ القارّة الإفريقية، تعودُ إلى خمسة قرون. وعندما صعدت إلى منصة "باب الماكينة" حرصت على ارتداء أزياء مغربية تقليدية وعريقة مثل السلهام والجلباب، واعتمدت على كتاب "وصف إفريقيا" لأحكي للحاضرين بعضا من تفاصيل رحلات "ليون الإفريقي"، على إيقاع الأنغام الموسيقيّة الروحية الذي جابَ بلدانا إفريقية عديدة. تزامن حضورك إلى المغرب خلال هذه الفترة مع النقاش الدائر حول منع فيلم "الزين اللي فيك" لنبيل عيوش، ما رأيك في طبيعة النقاش الدائر حول هذا الفيلم؟ في الحقيقة لم أشاهد الفيلم بعد، لكنني أعرف جيدا نبيل عيوش وسبق لي أن اشتغلت إلى جانبه في فيلم "علي زاوا" واقترح علي المشاركة في أفلام أخرى، لكنني في كل مرة كنت أرفض. لماذا؟ لأنني كنت أجد مواضيعها لا تعنيني، أو أن أهدافها لم تكن واضحة بما يكفي بالنسبة إلي، أو لا شيء يشجعني على الاشتغال فيها، كما هو الشأن بالنسبة إلى فيلم "علي زاوا" الذي كان موضوعه يهمني كثيرا. هل معنى هذا أن عيوش لم يستطع أن ينجز فيلما في مستوى "علي زاوا"؟ ليس هذا فقط، فزاوية المعالجة في هذا الفيلم أعجبتني وشجعتني، أما بالنسبة إلى فيلم "الزين اللي فيك" فمن خلال المقاطع المسربة منه، فقد شكلت بالنسبة إلي صدمة حقيقية، وسأشرح لك لماذا؟ فعيوش يقول إنه أنجز فيلما للمغاربة، وهو يعالج مشكل الدعارة من منطلق تجاوزه ومساعدة المغرب على التقدم، لكن في المقابل فأكثر من ثلاثة أرباع المغاربة لا يستطيعون مشاهدة هذا الفيلم بالنظر إلى المشاهد الصادمة التي يشتمل عليها. "واش هاذ السيد كايتسطى علينا" فعيوش يعيش في المغرب منذ أزيد من عشرين سنة، ومع ذلك لم يستطع أن يدرك كيف يفكر المغاربة وما هي ثقافتهم وتقاليدهم وخطوطهم الحمراء التي لا يجب تجاوزها. إنه يعرف ماذا يريد ولا يجب علينا أن ننجرف خلف النقاش الذي يريد جرنا إليه، وربط قضيته بالمنع، فالمشكل ليس مشكل منع، بقدر ما هو متعلق بفيلم سينمائي "خطا الصواب مع المغاربة"، فشيء جميل أن نكون منفتحين، لكن الأهم هو احترام إيقاع سير البلاد واحترام خصوصيتها وثقافتها وتقاليدها، فأنا أتساءل لماذا لم ينجز عيوش فيلما عن عاهرة تريد أن تقلع عن مهنتها وتغير حياتها وتتوب، إن الدعارة فعلا هي أقدم مهنة في التاريخ، لكنها ما زالت طابوها وإنجاز أعمال فنية عنها من أجل نقل الناس إلى النور، خاصة أن المجتمعات تبنى على الأسر والعائلات، فحتى في الغرب لا نجد النجمات العالميات ينجرفن إلى أفلام البورنو، فلن نكون أكثر انفتاحا منهم ولن نكون ملكيين أكثر من الملك، فالفيلم في اعتقادي مسألة غير أخلاقية، فلا يعقل أن يخلق نبيل عيوش البلبلة في المغرب ويهدم بلدا بحاله ليبني لنفسه فيلاّ. لكن الفيلم كان صادما لأنه تناول موضوعا صادما هو موضوع الدعارة فكان طبيعيا أن يكون مختلفا؟ هناك النظام وهناك الكياسة والأدب، فلماذا توضع إشارات المرور؟ كي لا تقع حوادث السير، فنحن في حاجة إلى القوانين والضوابط، كما أن الفيلم في تناوله لموضوع الدعارة لم يتوفق فنيا ولا تقنيا في ذلك، وهذا ما وصلني عن طريق أشخاص أثق فيهم شاهدوا الفيلم بمهرجان "كان"، الذين أجمعوا لي على أنه فيلم رديء. هذا حكم متسرع على فيلم لم تشاهده بعد؟ لم تعد لي الرغبة في مشاهدته أصلا، خاصة أن النقاش الذي أراد أن يثيره هو نقاش مغلوط، فهناك الكثير من القضايا والمشاكل التي يمكن أن تثار في المغرب، وحتى لو افترضنا أن الدعارة من بين هذه المواضيع، فالمفروض أن تكون اللمسة الفنية حاضرة في معالجتها، وتظهر بصمة المخرج الإبداعية، وعدم الاكتفاء بنقل الواقع كما هو ببشاعته الصادمة. لم أنفصل عن جذوري ارتفعت شعبيتك كثيرا لدى المغاربة بعد مرورك في "رشيد شو" ؟ أعتقد أن الجانب المهم في هذا المرور التلفزيوني، هو اكتشاف المغاربة لجانب آخر من شخصيتي، لم يكن معروفا لديهم بحكم إقامتي الدائمة في الخارج، لهذا حرصت على كشف هذا الجانب والمتعلق بـ"الشلح" والأمازيغي الذي غادر والده المغرب مبكرا نحو فرنسا بحثا عن لقمة العيش، ورغم نشأتي بالمهجر إلا أنه لم يكن لدي قط مشكل مع هويتي، رغم أنني صنعت مساري في مجال السينما و"درت منها الفلوس"، ومن المؤكد أن الكثيرين شعروا بالاعتزاز وهم يشاهدون مغربيا متمسكا بعشق بلده الأصلي ويفتخر بثقافته وعاداته وتقاليده، رغم أنني ما زلت في طور اكتشاف المغرب، إذ رغم ترددي عليه بين الفينة والأخرى منذ الطفولة، إلا أنني ما زالت في حاجة إلى اكتشاف المزيد منه، والجمهور المغربي يتابعني لأنني لم أنفصل عن جذوري ولم أسلب في ثقافتي. في سطور - ممثل أمازيغي مغربي-فرنسي عالمي من أبوين مغربيين ولد في 19 يوليو1973 بالضاحية الباريسية بفرنسا. - غادر المدرسة في سن مبكرة ليصبح ملاكما.- شارك في أزيد من 60 فيلما، لعب أدوار البطولة في 31 منها، وبدأ مساره في فرنسا بفيلم "الكراهية" (1995)، قبل أن يواصل مساره المهني بالولايات المتحدة، حيث تميز في أدوار مختلفة، من الإرهابي إلى المنقذ.