لم يتم عزله ولم يستدع إلى الرباط والمنطقة التي زارها برلماني "بيجيدي" غير خاضعة لسلطة إدارته كشف مصدر من وزارة الداخلية لـ «الصباح»، أن محمد مهيدية، والي الجهة الشرقية، وعامل عمالة وجدة أنكاد، لم يتم استدعاؤه إلى مقر وزارة الداخلية، لاستفساره على خلفية ما بات يعرف بقضية عبدالعزيز أفتاتي، التي قد تحمل تطورات ستؤثر على المستقبل الانتخابي لحزب العدالة والتنمية.ونفى المصدر نفسه أن يكون والي الجهة الشرقية، المقرب من صناع القرار داخل وزارة الداخلية، قد تلقى أي إشارة مشفرة أو واضحة، تدل على أن عمر مسؤوليته على رأس الولاية قد اقترب من نهايته، وأضاف أن «ما يتم ترديده مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، وأن الوالي باق في منصبه»، مؤكدا أن «المنطقة التي أطاحت بقائد الدرك الملكي الجهوي، بنعاشر، الذي يتحدر من الخميسات، غير خاضعة لنفوذ سلطة وزارة الداخلية، بل خاضعة للقوات المسلحة الملكية»، وزاد أنها «منطقة يحرسها الدرك الملكي وعناصر الجيش». وقال مصدر مقرب من مهيدية لـ «الصباح»، في اتصال هاتفي صباح أول أمس (الخميس)، لاستفساره عن حقيقة الأخبار التي راجت على نطاق واسع وسط الوجديين، التي تناقلتها باهتمام كبير بعض المواقع الإلكترونية، إن «الوالي يوجد في مكتبه، ولم يسافر على الإطلاق إلى الرباط لملاقاة كبار مسؤولي وزارة الداخلية، لكن يمكن أن يكون تحدث هاتفيا إلى وزير الداخلية، أو الوالي مدير الشؤون العامة، ونقل لهما ما حدث من موقعه، مسوؤلا ترابيا على الجهة الشرقية، التي تبقى المنطقة التي زارها عبد العزيز أفتاتي غير خاضعة لسلطته المباشرة». وللحصول على المزيد من الإيضاءات في موضوع شائعة إعفاء مهيدية من مهامه على رأس ولاية الشرق، اتصلت «الصباح» بمسؤول في الجماعة الحضرية لوجدة التي يرأسها الاستقلالي عمر حجيرة، إذ أكد أن الوالي برمج مجموعة من اللقاءات من أجل تفعيل وإعطاء نفس جديد للمخطط الجماعي للتنمية، إذ يسعى في أقرب وقت إلى تأهيل وجدة حضريا وتحسين جودة الخدمات السوسيو اقتصادية والثقافية والرياضية. وكان مهيدية عمل على برمجة 56 مشروعا تنمويا بقيمة مالية بلغت مليارين و160 مليون درهم. وذكر المصدر نفسه أن أكثر من 80 في المائة من المشاريع التي برمجت في المخطط الجماعي للتنمية، وأكثر من 40 في المائة من المشاريع المبرمجة في البرنامج المندمج للتنمية الحضرية للمدينة الحدودية، أنجزت، أو في طور الإنجاز. واستبعد مصدر مطلع أن تتم الإطاحة بالوالي مهيدية، الذي تنتظر منه جهات عليا استكمال إنجاز مشاريع كبرى في المنطقة الشرقية، خصصت لها أغلفة مالية كبيرة وضخمة. وكان مهيدية الذي ظل يحسب على جناح الراحل مزيان بالفقيه، عين على رأس ولاية الجهة الشرقية على نحو 4 سنوات، قادما إليها من الحسيمة. ويبقى مهيدية واحدا من ولاة وزارة الداخلية الذين يصنفون في خانة «الحرس القديم» الذين لم تهب عليهم رياح التغيير، وذلك بسبب مردودية نتائجهم في كل الولايات والعمالات التي تقلدوا فيها مسؤولية الإدارة الترابية.عبدالله الكوزي