حاول بائع متجول بالبيضاء، مساء الأربعاء الماضي، إضرام النار في جسده، احتجاجا على مصادرة بضاعته، خلال إحدى الحملات التي شنتها السلطات على «الفراشة»، بالبرنوصي، منذ مدة. وقالت مصادر مقربة، إن البائع المتجول، فقد السيطرة على تصرفاته، وهدد بإحراق نفسه، على الطريقة «البوعزيزية»، وسط اندهاش المواطنين.وأوضحت المصادر عينها، أن البائع كان يطالب السلطات بوقف تلك الحملات، سيما أن «الفراشة» لا يتوفرون على بديل آخر، مؤكدة أن خطوة البائع استنفرت رجال الوقاية المدنية الذين تدخلوا، في الوقت المناسب، وحالوا دون قيام البائع بخطوته الاحتجاجية التصعيدية.وقالت المصادر ذاتها، إن خطوة البائع المتجول، أفاضت الكأس، ودفعت «الفراشة» إلى خوض وقفات احتجاجية ومسيرة، سيما أن المنطقة تعيش احتقانا منذ مدة، بسبب حملات السلطات الهادفة إلى تحرير الملك العمومي، الأمر الذي يرفضه الباعة المتجولون، إذ يتشبثون بمزاولة عملهم. كما يرفض المحتجون الحل الذي وضعته السلطات، بنقل تجارتهم إلى سوق عبارة عن «تجارة القرب»، معتبرين أنه لا يتوافق مع متطلباتهم وتصوراتهم.ويعتبر المحتجون أن شروط الاستفادة من تلك المحلات، «تعجيزية»، مؤكدين أن الذين وضعوا المشروع، كان هدفهم الأساسي الربح المادي فقط. ومن بين النقط التي أثارت حفيظتهم ودفعتهم إلى الاحتجاج، على حد تعبيرهم، أنه من بين شروط الاستفادة، قبول الملف من طرف الجهة المختصة، واحترام النشاط التجاري المصرح به وأوقات العمل والإخلاء التام للفضاء بعد انتهاء الفترة المحددة للاستغلال. كما أنه من بين الشروط، تغيير التاجر مكانه، إذ أنه يضع سلعته في مكان معين، وفي اليوم الموالي يعرضها في مكان آخر، وأن يقطن بمنطقة البرنوصي، وأن يقدم تسبيقا بأزيد من 7 آلاف درهم، إلى جانب دفع 50 درهما أجرة يومية.إلى ذلك، يحمل الباعة المتجولون السلطات المحلية بعمالة البرنوصي، والجهات الوصية، مسؤولية الاحتقان الذي تعيشه المنطقة، معتبرين أن رد فعل «الفراشة»، يأتي نتيجة إغلاق السلطات باب الحوار في وجه ممثلي الباعة. وكشف المحتجون في بيان لهم، أن رمضان، سيكون شهر الاحتجاجات بامتياز، والمواجهة والصمود من أجل العودة إلى مزاولة مهنتهم، دون مضايقات.يشار إلى أن السلطات المحلية تعتزم القضاء على الباعة المتجولين بشن حملات ضدهم، بعد أن وضعت مشروع «تجارة القرب» تحت تصرفهم».إيمان رضيف