خرجت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، صباح أمس (الأحد)، في مسيرة احتجاجية ضد الحكومة، بدون المركزيات النقابية التي اعتادت التنسيق معهما، إذ اعتذرت نقابتا الاتحاد المغربي للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل عن المشاركة في أي مسيرة تنظم في البيضاء والرباط، لـ"دواع أمنية". وكانت مسيرة أمس (الأحد)، مسطرة في أجندة البرنامج النضالي للنقابات الثلاث منذ حوالي ثلاثة أسابيع.ووصف عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية للشغل، في كلمة ألقاها أمام حوالي ستة آلاف مشارك في المسيرة، أغلبيتهم من الباعة المتجولين، الحكومة بـ "السخيفة"، وقال "هذه حكومة لا تراعي وضعية المواطنين، فهي ترضي الدولة بدل إرضاء الموظفين والعمال"، مضيفا بتهكم، سنحتج على هذه الحكومة، التي تبخل علينا في حين أن "أعضاءها مبرعين مع راسهم، بالشكلاط ومشتاقين للناموسيات ومشتاقين للزْهُو". وقال الزاير بالدارجة "الزين اللي فبلادنا بغينا حقنا منو. بلادنا اليوم في وضعية مزيانة"، ولكن هذا "الزين فين حقنا منو؟". وزاد المسؤول النقابي أن المغرب وبعد حوالي 60 سنة على الاستقلال، لم يكمل أي مشروع، "فلا نحن أكملنا الوحدة الترابية، ولا أصبح لدينا اقتصاد متقدم، ولم نتمكن من تحقيق مطالب المواطنين وحاجياتهم في التربية والتعليم، وفي الصحة والتشغيل والسكن، والنقل. المواطنون محرومون يؤدون الضرائب، لكنهم محرومون من الخدمات، لذلك يلجؤون إلى القطاع الخاص". وزاد الزاير، الذي ناب عن نوبير الأموي الغائب عن المسيرة، أن المواطن فقد الثقة في الدولة وخدماتها، رغم أن الثقة عنصر أساسي للبلاد، وبدونها لن تتقدم.واعتبر المسؤول النقابي، في كلمته، أن المصالحة مع المواطن لا يجب أن تختزل في التعويضات المادية، فحسب، إنما يجب، يقول الزاير، أن تطول التعليم والتكوين والسكن والعيش الكريم.ولم يفت الزاير الحديث عن الانتخابات المهنية والجماعية وانتخابات مجلس المستشارين، وهو يحذر الحكومة مما أسماه "التزوير، لأنها ستلقى مقاومة شديدة منا". من جهتهم، ردد آلاف المشاركين شعارات ساخنة، بعضها استهدفت مهرجان موازين، من قبيل "واك واك على شوهة، ما بغيناش شاكيرا، موازين مولتوها، تفو عليها حكومة".جدير بالذكر أن الاتحاد المغربي للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، تحفظتا عن تنظيم مسيرة في البيضاء، رغم أنها المدينة العمالية الأولى في المغرب، لدواع أمنية، رغم أن المسيرة، تقول مصادر من الكونفدرالية، مرت في أجواء جيدة، ولم يكن هناك أي "انفلات أمني، وردد العمال شعارات قوية تندد بالسياسة الحكومية واحتفوا في النهاية بمسيرتهم في أجواء عادية".ضحى زين الدين