إيران تكشف مخططات الهيمنة

المغرب يشارك في التحركات الهادفة إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية والانفصالية في الوطن العربي دخلت منطقة الشرق الأوسط، حربا جديدة على الإرهاب، وعلى التنظيمات الانفصالية التي تهدد استقرار الدول العربية كل واحدة على حدة، سواء أكانت ذات طبيعة دينية متطرفة سنية، أو شيعية، أوإثنية عرقية طائفية. ولأجل تسليط الضوء على ما يجري حاليا في المنطقة، كان لنا حديث مع محمد عبد الرحمان الجديع، سفير المملكة العربية السعودية بالمغرب، وأيضا مع منار اسليمي، الخبير المغربي في مجال تحرك التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ومع محمد رضى بنخلدون، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب المغربي إعداد: أحمد الأرقام مواجهة روسية سعودية بمجلس الأمن السفير السعودي: "عاصفة الحزم" حررت اليمن من قبضة القاعدة وشبج الانفصال الحوثي قال محمد عبد الرحمان الجديع، سفير المملكة العربية السعودية إن "عاصفة الحزم" كتحالف عربي يضم المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية المؤثرة، ناجحة بكل المقاييس، بتفهم ودعم من المجتمع الدولي، وليست تدخلا في شؤون اليمن.وأوضح الجديع أن التدخل جاء اعتمادا على مناشدة صريحة لفخامة الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي، للوقوف في وجه الحركات الانفصالية والإرهابية التي تحاول قلب نظام الحكم في اليمن والاستيلاء على السلطة الشرعية المنتخبة، بل وتعتبر تهديدا للأمن الوطني واستقراره وكذلك أمن دول مجلس التعاون الخليجي، والأمن القومي العربي خصوصا وأن هناك قوة إقليمية تدعم هذه الحركات الارهابية، وتسعى لبسط نفوذها وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط عموما والخليج بشكل خاص.وعما إذا كان يعني إيران بالتحديد، قال الجديع إن الدول العربية لا تعادي، إيران، كدولة مسلمة مجاورة، لكنها تحذرها دائما من سياستها الخارجية الرامية إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ما يهدد الأمن القومي العربي.وأكد الجديع أن إيران هي التي لديها مشاكل مع الدول العربية، لأنها تشغل بالها بأوضاعها الداخلية، عوض أن تنكب على حل مشاكلها، مما أدى إلى تباين المواقف معها في العديد من الملفات. وأمام هذا الواقع واستجابة لمناشدة السلطة الشرعية المنتخبة في اليمن لا تستطيع المملكة العربية السعودية، إلا أن تقف مع الحق والشرعية اليمنية والحيلولة دون تفكيك اليمن وتدميره كما هو الحال في العراق وسوريا لذا جاءت "عاصفة الحزم"كنتيجة حتمية للاستيلاء على الشرعية من قبل هذه الحركات الإرهابية ومحاولة لإنقاذ اليمن وضمان أمنه واستقراره ونمائه". وبخصوص نوعية وطبيعة مشاركة المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، في حماية الأمن القومي، أوضح الجديع أن هناك شعورا منها بضرورة اتخاذ المواقف التضامنية مع أشقائها العرب لأن في ذلك ما يحقق المصلحة العربية العليا ويحافظ على الأمن القومي العربي، ولذلك قام المغرب بإرسال ست طائرات للإسهام مع قوات التحالف في المجهود الحربي لهذه الحملة على الإرهاب، مثمنا عاليا هذا الموقف المغربي المتميز والذي يعد استمرارا لمواقفه التاريخية مع أشقائه العرب في قضايا مصيرية.وبشأن تأخر العربية السعودية في التدخل لحماية أمنها القومي باعتبار اليمن، منطقة جيو إستراتيجية لها، نفى الجديع أن يكون هناك تأخر، موضحا أن جهود ضمان استقرار ووحدة وسيادة دولة اليمن على أراضيها، تمثلت في المبادرة الخليجية منذ أربع سنوات لإحلال السلام والشرعية بعيدا عن لغة الحرب، وحصل اتفاق بين كافة الأطراف اليمنية توج بإقامة المؤسسات، لكن جماعة " الحوثيين" انقلبت على الشرعية، فحصل تدخل عربي.وسجل الجديع أهمية القرار التاريخي في إنشاء قوة عربية للردع العسكري، التي أطلقت كبادرة جدية لحماية الأمن القومي في مواجهة تهديد التنظيمات الإرهابية والانفصالية، وهو ما يحصل الآن في اليمن. وعن تقييمه للنموذج المغربي في محاربة الارهاب والتطرف، قال الجديع إن الإرهاب والتطرف ظاهرتان دوليتان خطيرتان وتتجاوز أبعادهما المجتمعين المغربي السعودي، وتأتي من منطلق السياسات التي تتبناها حكومتا البلدين والمعتمدة على الوسطية والمواقف البناءة في الاعتدال، كما تعد جزءا من الجهود الدولية لمكافحة الارهاب، لذا يوجد تبادل بين المملكتين في المعلومات والخبرات لمقاومة هذه الفئات الضالة.ونوه الجديع بما وصفه "بالسياسات الشمولية" التي بذلتها المملكة العربية السعودية على مر السنين، في مكافحة الإرهاب عبر إجراءات على الصعيد الوطني مثل "المناصحة" التي تقودها وزارة الداخلية السعودية بنجاح ، وأدت إلى نتائج إيجابية خصوصا وأنها مبنية على المواجهة الفكرية للإرهاب وبواعثه، كما قامت المملكة السعودية بتشجيع تضامن الدول للتصدي لهذه الآفة عبر عقد المؤتمرات في المملكة وإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب برعاية الأمم المتحدة ودعمه ب110 ملايين دولار.وأضاف الجديع أن المملكة المغربية قامت بدورها بحشد كافة الجهود لمكافحة الإرهاب، إذ فككت العشرات من الخلايا الإرهابية وألقت القبض على كثير من الإرهابيين ومموليهم ومسانديهم، كما استضافت العديد من المؤتمرات الدولية لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك إنشاء منظمة دولية تحت مسمى أصدقاء ضد الإرهاب، تضم ثلاثين دولة من مختلف بقاع العالم ومن بينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وتجتمع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. الحرب البرية والعودة إلى الحوار بخصوص إمكانية الانتقال من الضربات الجوية إلى الدخول في مواجهة برية، أكد الجديع أن ذلك يرجع لتقديرات القوات الجوية، ولقوى التحالف، إذ لا توجد الآن قوات برية تستعد للتدخل، وكل ما يحمي الأمن القومي يمكن استعماله.ولم يقطع الجديع أمل العودة إلى طاولة الحوار بين الفرقاء اليمنيين، مبرزا أن الحوار بين مختلف القوى اليمنية الفاعلة سياسيا هو دائما الخيار المفضل لدى المملكة العربية السعودية، وأشقائها في دول المجلس ودول التحالف، ومنذ البداية أطلقت المملكة العربية السعودية، ودول المجلس المبادرة الخليجية للمحافظة على سلامة اليمن ولإيجاد تسوية سلمية لكافة القضايا التي تؤثر على التضامن الوطني واللحمة الوطنية لأطياف الشعب اليمني الشقيق.وأضاف الجديع أنه حتى حين أعلنت "عاصفة الحزم" التي باركتها أيضا دول إسلامية، منها باكستان، وتركيا، فإنها جاءت في أعقاب الدعوة لحوار جديد وجدي يعقد تحت مظلة مجلس التعاون في مقره بالرياض ، لذا فباب الحوار لم يقفل بعد حتى في ظل العمليات العسكرية المستمرة حاليا. قوة عسكرية عربية بشأن توقعاته لنتائج القمة العربية التي ستعقد في الرباط العام المقبل، قال الجديع إن القمة العربية التي ستعقد في رحاب المغرب في ظل القيادة الحكيمة للعاهل المغربي، الملك محمد السادس، ستكون قمة هامة بكافة المعايير، خصوصا على ضوء الفعاليات القائمة حاليا على الصعيد العربي والإقليمي والدولي.وتوقع الجديع أن تتولى هذه القمة تقييم الظروف والمواقف والسياسات التي تبلورت على الساحة العربية في ضوء كثير من المعطيات مثل الأزمة اليمنية، ومكافحة الإرهاب والاتفاق الإطار النووي بين الغرب وإيران، إضافة إلى العمل العربي المشترك الهادف إلى تفعيل تشكيل قوة عسكرية عربية، كما ستبحث في التعاون الاقتصادي العربي المشترك وبالطبع ستتناول القضية الفلسطينية وانضمام السلطة الفلسطينية لكثير من المنظمات الدولية وقيام الدولة الفلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.وعن موقفه من روسيا التي قدمت مشروعا بالأمم المتحدة يخص اليمن، استهجن الجديع موقفها المتذبذب، مؤكدا أنه كان على الروس أن تكون لديهم مواقفهم متطابقة ، لأن العالم يشهد أن هناك تدميرا كاملا لسوريا ومعاناة إنسانية لا مثيل لها في التاريخ، يندى لها جبين الإنسان المتحضر، ومع ذلك لم تقدم روسيا أي مشروع يخص وقف إطلاق النار، كما ينبغي على روسيا أن تبدأ بنفسها وأن تنظر إلى ما فعلته بالدول المحيطة بها مثل أوكرانيا وجورجيا من الناحية الإنسانية .وأعرب الجديع عن أمنيته أن تدعم روسيا القرار الخليجي المكتوب حاليا بحروف الخط الأزرق في مجلس الأمن الذي سينظر فيه يوم (الاثنين) القادم، والمتسم بالشمولية لكافة الأوضاع في اليمن الشقيقة، وأن تدعم الرئيس الشرعي المنتخب ضد الحركات الانفصالية والإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار، ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة بشكل عام.

إيران تكشف مخططات الهيمنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنخلدون : أمن المغرب من أمن الخليج

فائز بنوبل حسم ملف المغرب أمام "طاس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات