بنخلدون : أمن المغرب من أمن الخليج

ما هي قراءتكم للمشاركة المغربية في الحرب على جماعة " الحوثيين"باليمن ؟ باختصار شديد أرى أن التدخل المغربي في الحرب على جماعة " الحوثيين"باليمن، كان شبه منتظر، بالنظر إلى التحولات الجيو إستراتيجية في المنطقة، إذ سبق لمجلس التعاون الخليجي، في إطار العلاقات المتميزة والتاريخية التي تربطه بالمغرب، أن التمس منه الانضمام إلى هذا التكتل الإقليمي، ذي الوزن السياسي في المنطقة، لكن المغرب اعتذر بلباقته المعهودة، وأكد تقديره لمشاعر الأخوة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، ودعوتهم الكريمة لانضمام المغرب، ما يعكس روح الإخاء وعمق المشاعر والروابط الدينية، وعوض هذا الاعتذار عقد اتفاقية شراكة جيواستراتيجية متنوعة، ومتينة، وبينها اتفاقية الدفاع المشترك التي تهم الجانب الاستخباراتي، عبر تبادل المعلومات، والجانب العسكري في مجال التدريب والمساعدة اللوجستيكية.ولهذه الاعتبارات فإن المغرب يعتبر مجاله الأمني، من مجال أمن دول الخليج، إذ سبق أن بعث تجريدات عسكرية إلى العربية السعودية لحماية مكة في حرب الخليج الثانية، وفي حرب الجولان، دفاعا عن الأمة العربية المسلمة، كما يقوم الآن بالمشاركة العسكرية في اليمن والدفاع على أمن واستقرار المنطقة، جراء حدوث تحولات خطيرة.< هل يعتبر دور المغرب المشارك في الحرب منسجما مع سياسته الخارجية المتوازنة غير المتسرعة؟ بكل تأكيد، فرغم مشاركة المغرب بقواته الجوية، فلا يعني أن هناك تسرعا في هذا الشأن، لأن الحوار السياسي بهذا البلد، أنجز في وقته، وأعطى نتيجة اتفق حولها الفرقاء السياسيون، إذ تم انتخاب هادي منصور عبد ربه، رئيساً للبلاد عام 2012 كمرشح للتوافق الوطني والذي اجمع عليه حزب المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب تكتل اللقاء المشترك.لكن توالي الأحداث أدى إلى عزل هادي من منصبه بعد سيطرة "مليشيات الحوثيين"على صنعاء ومحاصرة القصر الرئاسي في 20 يناير 2015. ورغم أن السياسة الخارجية المغربية، هي محفوظة من قبل جلالة الملك محمد السادس، فإنه ينبغي تسجيل التزام المغرب بالدفاع عن المصالح الكبرى، ذات البعد الإنساني، من جهة، وذات البعد الإستراتيجي من جهة أخرى، إذ سجل جل الملاحظين أن ما وقع في اليمن، يعقد انقلابا على الشرعية من قبل جماعة الحوثيين، بدعم إيراني محض. ألا تخافون من تكرار السيناريو السوري؟ هناك حديث عن إمكانية عقد لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، لمناقشة مستجدات الوضع في اليمن، وليبيا وسورية، لكن لم يصدر لحد الآن أي قرار رسمي بهذا الشأن، لكن كما هو معلوم تشرك الحكومة البرلمان في هذه المواضيع، من خلال تعميق النقاش حولها، علما انه مجال محفوظ للملك محمد السادس، لكن يسمح بعرض الخطوط العريضة، وتمحيصها لتدقيق معطيات وتحيين أخرى، وتقييم العمل ككل، كما أن الدستور الجديد مكن من ذلك، والمغاربة بطبعهم ملتفون دائما حول قرارات تهم مصير بلادهم، رغم اختلاف مشاربهم الفكرية، ولهم حق النقاش والعتاب والنقد أيضا.وبالرجوع إلى الملف السوري، لم يكن المغرب قادرا على الصمت والاستكانة أمام جبروت نظام بشار الأسد الذي صار يقتل المواطنين ليل نهار، لأنهم طلبوا العيش بحرية وكرامة، في إطار الحراك الشعبي، فساند المغرب مطالب الشعب السوري، من منطلق إنساني، إذ جاء الدعم أيضا من مجلس الأمن، لكن التدخل الروسي الذي يعتبر سورية مجالا حيويا له، حال دون خلخلة الوضع، إذ أن أي تغيير لن يتم إلا بموافقة روسيا الاتحادية، التي تلعب دورها في محور يضم نظام الأسد، وإيران وحزب الله اللبناني، ومن الصعب أن تهزم المعارضة هذا النظام، كما من الصعب على نظام الأسد هزم المعارضة.*رئيس قسم العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية

بنخلدون : أمن المغرب من أمن الخليج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"أحزاب الله الشيعية" تهدد العالم العربي

إيران تكشف مخططات الهيمنة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات