السليمي قال إن الحرب على الإرهاب باليمن تستند إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة تعيش المنطقة العربية فوران الاقتتال الطائفي، الذي يهدد استقرار بعض البلدان، بعد سقوط أنظمتها، في يد جماعات دينية متطرفة، تسعى إلى تحطيم المؤسسات، ونشر الفوضى والدمار، واستباحة الدماء بطرق بشعة، واستغلال جنسي فاضح للنساء، وللأطفال للقيام بالأعمال القذرة في التفجيرات الانتحارية وغيرها من السلوكات الهمجية. ولمعرفة طبيعة التدخل المغربي في عدد من الدول لمحاربة الإرهاب، كان لنا الحوار التالي مع الدكتور منار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات. هل مشاركة المغرب في الحرب بدول الخليج ورطة سياسية أم حماية للأمن القومي المغربي؟ التحولات التي عرفتها السياسة الخارجية المغربية في الخمس سنوات الأخيرة ناتجة عن استشعار بالتحولات الجارية في النظام الدولي، هذه التحولات تفترض بناء محاور مع دول لديها عمق إستراتيجي متبادل ، وهذا ما يفسر العودة المغربية الكبيرة للخليج والطلب الخليجي على المغرب، لذلك فالمشاركة المغربية في العمليات العسكرية الجارية في اليمن ضد جماعة "الحوثيين"تعبر على أن أمن الخليج بات جزءا من الأمن القومي المغربي، كما أن أمن المغرب جزء من أمن دول الخليج، فالدول اليوم يتوسع مفهوم أمنها القومي ويتجاوز حدودها الترابية نظرا لتداخل المصالح وتعدد المخاطر، والحاجة إلى الحماية المتبادلة.< ماذا سيكسب المغرب من الحرب على جماعة "داعش" السنية، بتقديم الدعم للإمارات العربية المتحدة، وعلى جماعة "الحوثيين" الشيعية باليمن، ضمن قوى التحالف العربي؟ دعني أوضح أن مشاركة المغرب في الجبهتين : محاربة "داعش"وحماية أمن السعودية ضد "الحوثيين"مرتبطة بالشرعية الدولية، فالتحالف ضد "داعش" هو محاربة للإرهاب، فمجلس الأمن أنتج مايعادل 33 قرارا منذ سنة 2001 حول موضوع مكافحة الإرهاب، ومشاركة المغرب في محاربة "داعش" تندرج في إطار قوانين الأمم المتحدة أولا وفي إطار الاتفاقيات العسكرية المبرمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي اتفاقيات تتضمن بنود الدفاع الأمني المشترك، والمشاركة في العمليات العسكرية الجارية في اليمن تندرج بدورها في إطار الشرعية الدولية المتمثّلة في وجود خمسة قرارات صادرة عن مجلس الأمن تضع اليمن ضمن مقتضيات الفصل السابع، على اعتبار أنها مهددة للأمن والسلم الدوليين، إضافة إلى أنها قرارات تشير إلى وثيقة دول مجلس التعاون الخليجي كأساس للتفاوض والحل السياسي.وبحكم أن "الحوثيين" أسقطوا الرئيس الشرعي، وأوقفوا العملية السياسية وحولوا اليمن إلى بلد محكوم بميلشيات ذات طبيعة شيعية وشرعوا في تلقي الأسلحة من إيران وتوجهوا نحو الجنوب في اتجاه باب المندب، فان أمن السعودية بات مهددا، وكان من الضروري أن تدافع عن نفسها، فالأمر يتعلق بكتائب شيعية تسعى للوصول إلى الأماكن المقدسة ،لذلك فالمغرب يدافع عن أمن السعودية وعن الشرعية الدولية وعن أمن باقي دول الخليج بحكم اتفاقاته العسكرية مع الإمارات والسعودية، أكثر من ذلك أنه بادر إلى الاستجابة لنداء رئيس شرعي وهو الرئيس هادي منصور، لإنقاذ اليمن من ميليشيات تسعى لذبح الشعب اليمني بنفس طريقة ذبح الميليشيات الشيعية العراقية لسنة العراق، فالمغرب يحارب الإرهاب بنوعيه الشيعي والسني "الداعشي"و"الحوثيون" جماعة مصنفة ضمن المجموعات الإرهابية لدى مجموعة من دول الخليج.فالمخاطر باتت تنتشر بسرعة وهناك قاعدة تشتغل بها الدول، وهي أن الفراشة التي ترفرف فوق بكين قد تخلق العاصفة في سماء واشنطن، فالمخاطر باتت متداخلة، وإذا لم يتم تكسير جماعة "الحوثيين" في الخليج فان أحزاب الله الإيرانية ستصل إلى كل الدول العربية السنية . هل يشكل المذهب الشيعي خطورة على الأمن الروحي المغربي بغض النظر عن طبيعة تقلب العلاقة بين المغرب وإيران؟ الخطر الشيعي قادم إلى المغرب إذا لم يقع احتواؤه، وهو قادم من ثلاث واجهات: الواجهة الأولى هي مغاربة أوروبا، خاصة بلجيكا وبدرجة أقل مغاربة بريطانيا، الواجهة الثانية هي غرب الجزائر حيث أن عدد شيعة الجزائر يصل إلى مايفوق المليونين من الأشخاص المتشيعين، الواجهة الثالثة هي "الخط الرسالي"، وشيعة المغرب الذين يرتبطون بإيران ارتباطا كبيرا، فخطورة الشيعة هي في استعمال جميع الطرق لتوسيع قاعدة المتشيعين من الزواج إلى المنح الدراسية إلى مقاولات "الشاورمة"، فإيران داعمة لشيعة العراق ولبنان وسوريا ولها مشروع مذهبي خطير في العالم العربي والإسلامي، وإيران هي إيرانان: إيران الدولة وإيران الثورة وهي الأخطر< اتفق قادة الدول العربية على مستوى القمة على إنشاء قوة ردع عربية، إلى أي حد سينجح العرب بالتدخل في المناطق التي تتعرض لتهديد إرهابي، سواء بالقبعة السنية، أو الشيعية؟ جامعة الدول العربية هي تنظيم إقليمي لها أساس قانوني ويمكنها القيام بأعمال عسكرية بتفويض من مجلس الأمن في النزاعات الإقليمية، وأمام ضعف الأمم المتحدة ونظام الأمن الجماعي، فإن فكرة قوات عربية مشتركة ستكون أداة لحماية الأمن القومي العربي بطريقة مشتركة، فالعالم العربي يضم اليوم أخطر بوابات التوتر في العالم وهي: العراق وسوريا واليمن وليبيا، كما أنه يضم أخطر الجماعات الإرهابية في العالم: "القاعدة وداعش"، لذلك، فإنشاء القوات العربية المشتركة له مايبرره. الجزائر خارج التغطية ماهو تفسيرك للرفض الجزائري للعمليات العسكرية ضد "الحوثيين" ؟ الجزائر دولة تائهة في العلاقات الدولية في الثلاث سنوات الأخيرة ، فهي دولة بدون رئيس وتعيش صراعا حول السلطة بين محيط السعيد بوتفليقة ( أخو الرئيس ) ومحيط توفيق مدين قائد المخابرات العسكرية، لذلك فهي غير قادرة على قراءة مخاطر مايجري سواء في محيطها الإقليمي أو العربي، فالجزائر فشلت في تقدير الخطورة الأمنية لمايجري في ليبيا وساهمت في فوضاها عن طريق تحريضها للميليشيات المسلحة، كما أنها نقلت مجموعة الإرهابي "مختار بلمختار"إلى الجنوب الجزائري، وزرعت جماعة إرهابية في جبال الشعباني لضرب الأمن في تونس وتحاول الوصول إلى المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا، والسبب كله مرتبط بأوضاع داخلية ،فالاستقرار معناه نهاية الجيل القديم الحاكم في الجزائر . في سطور - أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس أكدال الرباط- محلل سياسي وخبير استراتيجي متحدث لقنوات تلفزية أجنبية- له عدة انتاجات علمية بينها "الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي"، مؤلف مشترك بين عدة باحثين عربرئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات - متزوج وله أطفال