أكدوا رفضهم تنظيم معرض يخدم مصالح المصنعين الأجانب على حساب منتوج "صنع بالمغرب" انتفض مهنيو النسيج المغاربة ضد قرار غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالبيضاء، القاضي بالترخيص لتنظيم معرض يشجع على استيراد المنتجات النسيجية الجاهزة من الخارج. ووجه المهنيون رسالة إلى أنس الأنصاري، رئيس الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، عبروا من خلالها عن " قلق الصناعيين والمهنيين في قطاع النسيج المغربي، ورفضهم القاطع لتنظيم معرض يحمل اسم Morocco Fashion Tex بالبيضاء، من قبل شركة أجنبية، ويضم في أغلبه عارضين أجانب. وأكد المهنيون في رسالة توصلت "الصباح" بنسخة منها، أنه رغم تنظيم هذا المعرض على التراب الوطني، فإنه لا يمت بصلة للإنتاج المغربي، مشيرين إلى أنه يستخدم اسما يوحي بانتمائه إلى علامة "صنع في المغرب"، ما يعتبر التباساً واضحاً لدى الزبناء والمشترين، الذين يظنون أنهم سيجدون صناعا مغاربة، في حين أن المعرض يخدم حصريا مصالح المصنعين الأجانب. ووصفت الرسالة هذا القرار بالسطو على صورة الصناعة المغربية، مؤكدة أن المعرض بهذا الخلط المتعمد، يشجع على استيراد المنتجات الجاهزة، التي تكون في كثير من الأحيان، ناتجة عن ممارسات تجارية غير نزيهة (مثل الإغراق، أو عدم احترام المعايير الاجتماعية والبيئية). إن تنظيم مثل هذه المعارض، يضيف المهنيون المنضوون في إطار الجمعية المغربية للنسيج والألبسة، يهدد النسيج الصناعي المحلي، في وقت يخوض فيه معركة يومية للحفاظ على آلاف مناصب الشغل وسط ظرفية اقتصادية عالمية صعبة. كما يتناقض مع التوجهات الإستراتيجية للمملكة، التي تهدف إلى تعزيز علامة "صنع في المغرب"، وتحقيق السيادة الصناعية، وخلق قيمة مضافة داخل البلاد. وبرأي الفاعلين الاقتصاديين في قطاع النسيج الذين يوفرون آلاف مناصبل الشغل في مختلف جهات المملكة، "لا يوجد أي بلد من كبار المنتجين في قطاع النسيج، سواء تركيا أو مصر أو الصين أو الهند يسمح بتنظيم تظاهرات دولية على أراضيه، تخدم حصريا الاستيراد على حساب صناعته الوطنية"، متسائلا "لماذا يقبل بذلك في المغرب؟" وناشد المهنيون رئيس الجمعية، بصفته ممثلاً عن اتحادهم المهني، بالتدخل لدى الجهات المعنية لوقف تنظيم هذا المعرض بصيغته الحالية، والعمل على أن تخصص جميع المعارض المنظمة بالمغرب للترويج حصريا لقدرات وإمكانيات الصناعة الوطنية، والدفاع عن رؤية إستراتيجية واضحة ومتماسكة لقطاع النسيج، قائمة على دعم التشغيل المحلي، وتشجيع الاستثمار المنتج، وتعزيز السيادة الصناعية. وسارع أنس الأنصاري، رئيس الجمعية إلى مراسلة حسان البركاني، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالبيضاء، والجهات الحكومية المعنية، يعبر فيها عن قلقه من الآثار السلبية لمثل هذه المبادرات على الجهود المبذولة من قبل الوزارة الوصية من أجل تنمية الإنتاج الوطني، وتشجيع علامة "صنع بالمغرب". واستغرب رئيس الجمعية كيف أن رئيس غرفة التجارة والصناعة بالبيضاء، يدعم تنظيم نسختن سنويتين من المعارض التجارية بالبيضاء، تهدف إلى تشجيع المنتوجات النسيجية الوافدة من مصر وتركيا، والتي تهدف إلى دعم حضور الفاعلين الأجانب في السوق الوطني، وهي الخطوة، التي يمكن أن تؤدي في حال استمرارها، خارج أي تأطير، إلى ما أسماه "منافسة غير شرعية من خلال تسهيل إغراق السوق المحلي بمنتوجات مستوردة، في الغالب بأسعار منخفضة، ما يهدد بإلحاق ضرر بالمهنيين المغاربة، ومعاكسة التوجهات الإستراتيجية للدولة، في مجال السيادة الصناعية وتشجيع المنتوج المغربي.