آثار وعكة صحية تضع الممثل المغربي في واجهة مواقع التواصل الاجتماعي تصدر الفنان والممثل محمد الشوبي مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الفيسبوكيــــــــة، بعد ظهوره في صورة بملامح متعبة إثر خضوعه لعملية جراحية. وخلفت الهيأة التي ظهر بها الشوبي ردود أفعال متباينة، بين المتعاطفين والمتضامنين معه في المحنة الصحية التي يجتازها، وبين الشامتين، خاصة من التيارات الأصولية التي كانت تتحين الفرصة للهجوم على الفنان المعروف بمواقفه الجريئة والصريحة. واختلطت موجات التعاطف والتشفي بإشاعة وفاة سرت عن الممثل الشوبي الأمر الذي جعله يعقب على الأمر بتدوينة على "فيسبوك" قال فيها "الحمد لله على نعمة الموت"، وتابع قائلا: "بعد تشفي المسلمين الصالحين الورعين، أصحاب أبواب الجنة والنار، انتقلت عبر تعليقاتهم وتشفيهم إلى جوار ربي وهم الآن ينتظرون أي درك من النار سيصلاني رب منتقم.. إنا لله وإنا إليه راجعون"، قبل أن يختم رسالته بطريقة ساخرة: "لعِلم متتبعي هذه الصفحة، فصاحبها مات ودفن". وتفاعل العديد من الفنانين وأصدقاء الممثل محمد الشوبي، ضد الحملة التي شنت عليه من قبل الأصوليين، إذ كتب الناقد عبد الكريم واكريم قائلا "ردا على المتشفين الذين لا يقدرون لحظات الضعف والمرض والخالين من أي حس إنساني، وتذكرا للصديق الفنان المتميز محمد الشوبي الله يشافيه، أعيد نشر هذا البورتريه الذي كنت قد كتبته عنه منذ مدة.. الشوبي الفنان المثقف والعاشق للحياة". وتابع الناقد السينمائي المغربي حديثه قائلا: "لم يسبق لنا في المغرب أن شاهدنا حالة فنية كما تلك التي يشكلها الفنان محمد الشوبي، فهي حالة قد تتكرر في المستقبل مغربيا لكن لا يمكن لنا أن نجد لها مثيلا في الماضي". كما شدد "واكريم" على أن: "محمد الشوبي، فنان ملتزم بكل ما في الكلمة من معنى"، مشيرا إلى أنه: "منخرط في الشأن المجتمعي وفي القضايا السياسية لبلده، يعطي رأيه فيها كل يوم وباستمرار من خلال صفحته الفيسبوكية التي يمكن الجزم وبدون أية مبالغة أنها الصفحة الأكثر نشاطا وتواصلا مع الآخرين ضمن كل الصفحات الفيسبوكية لكل الفنانين المغاربة"، قبل أن يؤكد قائلا: "يمكن القول إنه حالة عربية متميزة أيضا في هذا السياق". ووصف واكريم الشوبي بأنه "مثل تلك الخمرة التي كُلَّما قَدمت في الزمن إلا وازدادت لذة وقيمة وغلا ثمنها"، مشيرا إلى أنه: "من بين الممثلين المغاربة القلائل الذين نلاحظ وباستمرار ذلك الجهد الذي يبذلونه لتجاوز أنفسهم، بل نقدها ونقد اختياراتها في كل مرة"، قبل أن يؤكد أن: "الشوبي لن يجد غضاضة في انتقاد عمل شارك فيه، بما في ذلك الدور الذي أدَّاه فيه أيضا، فهو يُمارس النقد الذاتي باستمرار الأمر الذي جعله يصل في أدواره الأخيرة إلى مرتبة كبار الممثلين". كما شدد المتحدث ذاته على أن: "الشوبي فنان وأديب ومثقف بكل ما في هذه الكلمات من معنى"، مشيرا إلى أنه: "أصدر مجموعة قصصية، نشرنا له قصصا منها في مجلة طنجة الأدبية قبل أن تصدُر، وصِفَةُ المثقف فيه تتجلى في كونه يُدلي بِدلوه في قضايا متعددة وبرؤية متميزة ومختلفة في قضايا الوطن والفن والناس والسياسة". عزيز المجدوب