الجزء الثاني من ثلاثية مسرحية ضمن تجربة المسرح الكوانتي خرج فهد الكغاط الحاصل على دكتوراه في الفيزياء من جامعة ليل 1 بفرنسا، عن المألوف مما يفترض أن يكون نطاقا لفيزيائي كلاسيكي وموضعه وموقعه، حيث انعدام التأثير عند إجراء القياس في تجربة أو أن يكون مجرد متفرج سلبي لا يتدخل إطلاقا فيها، وأصبح جزءا من التجربة وفاعلا فيها ومتفاعلا معها، في إصدار له. "الراجح والمتعذر" عنوان نص مسرحي خرج إلى الوجود بإبداع من فيزيائي ينتمي إلى عائلة مسرحية فاسية مبدعة. مسرحية أخرجته من جلباب الفيزياء ليلتحف بلحاف الإبداع المسرحي، ما لم يكن غريبا عنه، وهو الحاصل أيضا على دكتوراه في الأدب العربي الحديث تخصص المسرح من كلية الآداب ظهر المهراز بفاس. والنص الصادر بالعربية عن دار توبقال للنشر قبل صدور نسخته الفرنسية عن دار لامارتان الفرنسية، تجريب في المسرح الكوانتي، وهو المتن الثاني في ثلاثية مسرحية من هذا النوع من المسرح، يؤلفها فهد الكغاط بوصفها مشروعا أدبيا ومسرحيا قائما منذ سنوات وينكب على محاولة إخراج متنه الثالث قريبا. "الإيقان والارتياب أو يوريبدس الجديد" عنوان المتن الأول استوحاه من ميكانيك الكوانتم عبر مسلمتي ارتياب يشوب مآل أي حدث لم يقع بعد، وما تسمح به من اختزال الحزمة الموجية، والطبيعة المزدوجة الموجية والجسيمية للضوء ومن بعد للمادة، وربطها المؤلف بالإنسان في طبيعته المزدوجة جسدا وروحا وخيرا وشريرا. "إن مؤلف "الراجح والمتعذر" يستلهم من ميكانيك الكوانتم، بالأساس إمكانية تراكب الحالات الكوانتية" حسب الدكتور محمد الديوري مترجم العمل للفرنسية، مؤكدا أن "في المتن الثالث والذي سيحمل بالتأكيد عنوان "المشابكة"، فإن المؤلف يعتزم الاستلهام من هذه الظاهرة لبناء حبكة مسرحية لن تعدم المفاجأة والإدهاش". وأوضح أن هذا التوجه التجريبي في مسرحيات فهد الكغاط، "ليس بالأمر الجديد في المسرح"، مؤكدا أنه وظف من قبل من قبل أكثر من مبدع مسرحي، لكنه "عند الكغاط يبرز بوصفه عنصرا جوهريا بما أنه شرط ضروري لمسرح كوانتي يحرص على الانطلاق من الأولويات الرئيسية لفيزياء الكوانتيم" يقول محمد الديوري. وتقع المسرحية في 70 صفحة من الحجم المتوسط، وهي واحدة من عدة مؤلفات للكغاط منها "معجم المسرحيات المغربية.. من البداية إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين" و"تدوين الفرجة المسرحية" و"آثار الفرجة المسرحية.. تأشير الإخراج المسرحي"، فيما ترجمت بعض النصوص المسرحية والنقدية إلى الفرنسية والبرتغالية. حميد الأبيض (فاس)