معرض تشكيلي برواق محمد القاسمي بفاس يواصل الفنان التشكيلي سعيد حاجي تقديم معرضه التشكيلي الذي يحتضنه رواق محمد القاسمي بفاس، تحت عنوان "الفن كواجب للذاكرة" ويستمر إلى غاية 30 دجنبر الجاري. ويضم المعرض 20 لوحة تشكيلية أنجزها حاجي ما بين 2020 و2022. يحاول من خلالها حاجي الاعتماد على عدد من الرموز التي جسدها في أعماله الفنية مثل الكرسي، والمظلة، الدائرة...)، كما قام بتوظيف بودرة الخشب والزليج في بعض اللوحات. ويندرج المعرض في إطار تجربة المعارض المتجولة للفنان التشكيلي انطلقت من الصويرة مرورا بمراكش وفاس، وستحط الرحال أيضا بطنجة وأكادير والعيون ومدن أخرى. ويشتغل حاجي صباغيا على تيمة الذاكرة منذ سنوات بتقنية خاصة به، من خلال محاولة اللجوء إلى بعض العلامات مثل الكرسي والمظلة وعش العنكبوت والرجل الهلامي. وسبق للناقد عبد الله الشيخ أن كتب عن أعمال حاجي قائلا "المتأمل في عوالم سعيد حاجي، ينتابه إحساس غريب إزاء تلك الأشكال، والانسيابات اللونية المتدفقة التي تروض عيوننا على الجمال البصري، وعلى قيم التحدي والأمل. كما أنها تحتفل بمعاني الأرض، والكرامة، والحرية. هكذا، تقوم اللوحات على فلسفة الاحتفال بالذاكرة ضد الغياب والنسيان في آن معا. الأمر شبيه بوشم غائر في منصة المصالحة والإنصاف: وشم لا يمكن تجريده من معانيه الأصلية. تصبح اللوحة، إذن، محاولة ذاتية لإعادة كتابة التاريخ الخاص في علاقته اللزومية مع التاريخ العام. الأمر، في هذا السياق، معادل موضوعي لدور الذاكرة الشعبية في تخليد الأحداث، والوقائع، والطرائف بعيدا عن كل أشكال البتر والمحو والطمس". وإلى جانب روايته "الفينق" و"أرواح بويزكارن" وديوانه الشعري "كاميكاز"، يكتب سعيد حاجي تجربة متميزة على مستوى البناء البصري، واللغة الإيحائية. فرهانه الأول والأخير هو تقديم عتبات موازية عبر تقنيات تشكيلية مختلفة تزاوج بين التشخيص التعبيري والتجريد الرمزي. وجدير بالإشارة إلى أن سعيد حاجي تشكيلي عصامي، له عدة معارض بالمغرب والخارج يعرض مند 1978. وهو عضو مؤسس للحركة التشكيلية "كاوكي"، وعضو منظم للصالون السنوي "منتدى الإبداع"، وقد أنجز عدة جداريات بمهرجان أصيلا والصويرة، وأصدر ديوانا شعريا بعنوان "الكامياز "سنة 2001، وساهم في إنجاز عدة ورشات تشكيلية، إضافة إلى مساهماته في عدة ملتقيات فكرية. عزيز المجدوب