جرائم الأزواج … نهايـات مأساويـة
إمام قتل زوجته ودفنها في مرحاض وامرأة قتلت شريك حياتها بتواطؤ مع خليلها
ازدادت قضايا جرائم الأزواج بالمغرب، في الفترة الأخيرة، علما أن الظاهرة أضحت شبه كونية، إذ يسجل هذا النوع من الجرائم في مختلف بلاد المعمور.
وفي غياب رصد علمي واجتماعي للظاهرة، فإن العديد من الباحثين في علم الاجتماع، يؤكدون أنها تعود بالأساس إلى الظروف الاقتصادية خاصة في السنوات الأخيرة، وتأثيرها بشكل عام على العلاقات الاجتماعية، وهو ما ساهم في تقليل نسبة الترابط داخل الأسرة الواحدة، بدليل أن معدلات الطلاق ارتفعت بصورة كبيرة ومعظمها لأسباب مالية، وهو ما يعكس مدى تأثير الجانب المادي على الجوانب الإنسانية في العلاقات الزوجية، وتراجع الجوانب الإنسانية ومشاعر المودة فيصبح المجال فسيحاً للجوء إلى العنف، خاصة إذا كان الزواج غير متكافئ..
من بين الحوادث المثيرة، في جرائم الأزواج بالمغرب قضية إمام مسجد بإقليم الصويرة، الذي قتل زوجته ودفنها في مرحاض المنزل، قبل أن يشمر عن ساعديه في رحلة للبحث عنها، وذلك في محاولة منه، لإبعاد الشبهة عنه، غير أن محاولة هروبه من سؤال العدالة، ستنكشف ويسقط منهارا، ليروي تفاصيل واحدة من أبشع جرائم قتل الأزواج…
لم يعتقد الجاني، أن لحظة تهور وعدم الاحتكام إلى ضميره وغياب تفكير سليم، ستقوده إلى غياهب السجون، بعدما وضع حدا لحياة زوجته.
ولم يجد مبررا يسوغ الجريمة التي ارتكبها، سوى الدفاع عن حقوقه الشرعية في المعاشرة الجنسية لزوجته، إذ كان جزاؤه هو 30 سنة سجنا نافذا، بعد متابعته من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وإهانة الضابطة القضائية ببلاغ كاذب.
تفاصيل هذه القضية، تعود إلى زواج الفقيه الذي سبق أن اشتغل في القطاع الفلاحي، ب “نعيمة”، حيث استقر رفقتها بدوار خميّس بقيادة تفتاشت بإقليم الصويرة، إذ كانت الحياة في البدء عادية تماما، قبل أن تتطور من حين لآخر لخلافات حادة، سرعان ما تختفي بعد تدخل أفراد أسرة الزوجين.
ويوم الحادث، عاد الزوج إلى بيته متأخرا بعد أداء صلاة العشاء، واجتمع مع زوجته وبناته الثلاث على مائدة العشاء، وبعد أن تناولوا وجبتهم، توجهت البنات نحو غرفة نومهن، والتحقت بهن والدتهن، التي قبلتهن وحضنتهن بحنو، وهي لم تدر أنها بذلك كانت تودع فلذات كبدها الوداع الأخير.
بعدها توجهت الزوجة إلى الفناء الخلفي للمنزل المحاط بسور مشيد بالإسمنت، فتتبع الزوج خطواتها إلى غاية المكان المذكور، مستفسرا عما هي بصدد البحث عنه، فكان ردها قاسيا، عبارات تنم عن حقدها من تصرفات زوج، يفترض فيه أن يكون قدوة للأزواج، وهو الحامل لكتاب الله، يؤم المصلين، ويخطب فيهم كل يوم جمعة.
استعطف الزوج زوجته آملا مضاجعتها، لكن الزوجة صدته بلباقة، بعدما أكدت له أن ألما طارئا ألم بها في مبيضها، وبالتالي يستحيل أن تحقق رغبته، حينها قبض عليها موجها لها لكمات على خديها، قبل أن يتركها ملقاة على الأرض، واستعان بحبل بلاستيكي، وخنق به أنفاس الزوجة إلى أن فارقت الحياة، ليقرر رميها في حفرة معدة سلفا لتصريف المياه العادمة، والكائنة على مقربة من مكان سقوطها. واستعان الزوج بفأس، فأزاح القضبان الحديدية المكونة لغطاء فوهة البئر ثم رمى الجثة بملابسها، لتستقر في قعر البئر..
بعد ذلك، انتقل مسلسل شكايات الزوج للنيابة العامة في شأن اختفاء زوجته، بل عمد إلى تسجيل شكايات ضد عناصر الدرك الملك لتهاونهم في البحث عن زوجته، غير أن تحريات معمقة ستكشف تفاصيل جريمة دافعها جنسي.
قضية أخرى، كانت ضواحي اليوسفية مسرحا لها، وبالضبط بأحد دواوير جماعة السبيعات، بعدما قامت الزوجة رفقة خليلها بوضع حد لزوجها الذي رزقت منه بثلاثة أبناء، وذلك بعدما رسمت لنهايته مخططا محكما، إذ عمدت إلى شد وثاقه ليلا، وخنفه رفقة عشيقها إلى أن لفظ أنفاسه، لتنتظر في اليوم الموالي، وتعلن وفاته لسكان الدوار الذي تقطنه. ولم يساور سكان الدوار الشك، في أن تكون الزوجة وضعت حدا لحياة زوجها، إذ بدت على محياها علامات الحزن والأسى لفراق زوجها، الذي جرى دفنه بمقبرة الدوار.
وبعد مرور حوالي 40 يوما من وفاة الزوج، قام خليل المتهمة، بإبلاغ عناصر المركز القضائي للدرك الملكي باليوسفية بالواقعة، أمام استغراب فريق المحققين، الذي وقف مشدوها أمام تصريحات المتهم، الذي أكد أنه كانت تربطه علاقة جنسية مع زوجة الضحية، قبل أزيد من سنتين، إلا أن شكوك الزوج، جعلت زوجته تعيش في دوامة من التفكير المتواصل، بل أن تقترح عليه تدبير خطة للتخلص منه.
ولم ينف العشيق، أنه كان مترددا في قبول عرض الزوجة، غير أن ولهه بها، جعله يقبل بالفكرة بعد تردد كبير.
وأضاف المصرح ذاته، أنه يوم الحادث، كان رفقة عشيقته بمنزلها، وحوالي الساعة التاسعة أو العاشرة ليلا، ولج الزوج إلى المنزل، في وقت اختبأ العشيق في أحد البيوت، إلى أن استسلم الزوج للنوم بعد يوم عمل مضن، وقامت الزوجة بخنق أنفاسه ـ بمساعدته ـ إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.
تأنيب
انتظر العشيقان إلى صباح اليوم الموالي، إذ غادر العشيق منزل خليلته، التي ملأت سماء الدوار بالصراخ والبكاء، ليجتمع حولها سكان القبيلة، إذ أخبرتهم بوفاة زوجها، والذي تم دفنه بمقبرة الدوار، بعد اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة.
وحول دواعي التصريح بعد مضي أزيد من شهر من وقوع الحادثة، أكد المتهم أنه أصبح يعاني الأرق، وأضحى في مشاكل نفسية جمة، ويخيل إليه أن الضحية واقف أمامه يرعبه. ورغبة منه في التخلص من هذا الكابوس الذي لازمه لمدة أربعين يوما أبلغ العناصر الأمنية.
محمد العوال (آسفي)